الثقافةالدين و الترييةالصفحة الرئيسية

الأستاذ #فاضل_غي رئيس نادي السنغال الأدبي و صديق المرحوم يؤبن المناضل الراحل سيدي لامين نياس رحمه الله

 

كيف أرثيك يا صديق العمر..!!
لا أعرف صديقي سيدي كيف أمسك بالقلم لأكتب عن فقيد الأمة سيدي لمين نياس ، وأصف لك الحزن الذي ساد للبلاد والعباد بوفاتك التي جاءت كالصاعقة..

ماذا عساي أن أقول فيك يا شقيق روحي وقد قال الناس كل شيء وجهلوا الكثير عن فقيد الوطن وصاحب المواقف الوطنية الشجاعة والمبادرات الإصلاحية العظيمة؟
ليس من السهل تأبينك بكلمات..لأن حياتك حافلة بكل معاني النخوة والأريحية والشهامة ، ومليئة بأروع معاني الصمود ورفض الظلم والاستضعاف .. وليتك ترى كيف قام شعبك لتشييع جنازتك ، وكيف رافقك أبناء هذآ الشعب إلى مثواك الأخير!..لعمري ما رأيت قط مثل هذا الحشد وهذه الجماهير المتدفقة نحو نعشك، ولم أر مثل هذا الحب الكبير الذي يكنه لك المواطنون..! أقبلوا جميعا على نعشك بالبكاء والصراخ، بالدعاء للرب الغفور..! أعطيت حياتك كلها للبلاد ودافعت عن حقوق المواطن والمساعدة على وضع حد لمعاناته بواسطة حرية التعبير وتسليط الضوء على حيل السياسيين وتقصيرهم في هذا الجانب أو ذاك، بل ظللت صوتا لمن لا صوت له ، أدركوا بموتك المفاجئ أن الركن انهار وأن المحامي القوي المفوٌه العادل البطل المغوار غاب بلا رجعة ، فشعروا جميعا باليتم واليأس والحرمان ولم يوارجثمانك في التراب بعد.

إيه يا صديقي ما أمرٌ فقدك في هذه الأيام..فترة ما قبل الحملات الإنتخابية والتوجه نحو صناديق الاقتراع حيث كنت أسدا أمام السياسيين الطامعين في الفوز بأي طريقة ووسيلة..بالغش والتزوير، والمكيدة والتعتيم..وكنت نعم الديمقراطي ، ونعم الصحفي والمراقب النزيه الشفاش اليقظ والمتفاني في حب وطنه وشعبه.

إيه يا صديقي..من لنا بتلك المواقف البطولية الرافضة للتزوير والتضليل؟

ما أشد وقع خبر رحيلك في الساحة الإسلامية ووسط اللغة العربية والثقافة والمثقفين لوسطيتك التي سنفتقدها والتي كانت تجمع ولا تفرق، وتبين الوعي لدينا ولا تُدمر ، ولا توقظ الضمائر بانفتاح المثقف المستنير الذي يقبل الرأي والرأي الآخر

إيه يا رفيق الدرب ما أعظم مصيبتنا برحيلك! لأنك كنت دوما تعيش قضايا أمتك الإسلامية بحسك المرهف وتدافع عنها بالجرأة والمسؤولية والشعور بالانتماء..ليست هذه الكلمات لرثائك يافقيد الإعلام والديمقراطية وحرية الرأي،، إنما هي خواطر أكفكف بها دموع الحزن ولوعة الفقد والفراغ.
كيف أرثيك وقد كنت أقرب إليك من حبل الوريد.
يا رب اجعل قبر الحبيب روضة من رياض الجنة..ومرقد راحة وطمأنينة بعد حياة كلها معارك ضد الظلم والاستبداد والطغيان.

فاضل غي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock