
السنغال دولة ديموقراطية كبيرة ،
للشعب حرية التعبير فى السياسة بشكل يراه المحافظون أكثر من اللازم ومبالغ فيه حيث يهان الرئيس ويسب دون عواقب وخيمة وملاحقة قانونية ، كمالاحظنا ذالك فى الأيام القليلة الماضية من شابين مغنيين وصفا الرئيس ب ساي ساي ( الفاسق ) ، والجيش أيضا لم يسبق له دور فى الحكم أو الإنقلاب فى تاريخه ، بل هو معتكف فى ثكناته ، والشعب ناضج سياسيا فى انتخاب من يراه مناسبا ، ولاكن المشكلة القليلة هي النظام الرئاسى الذى يمكن للرئيس من نيل صلاحيات واسعة قديستخدمها للتضييق على معارضيه بشكل غير مباشر وتحت غطاء القانون ،
وفرصة التلاعب بنتائج الإنتخابات لصالح الرئيس ضئيلة جدا بفضل التغطية الصحافية المحلية بشكل مكثف لدرجة أن النتائج يمكن معرفتها بعد إغلاق المكاتب فورا وفرز الأصوات ،
وطبيعة الإنتخابات فى السنغال دآئما تكون على غليان ، كأن هنالك حربا على وشك الإندلاع ، غير أن العاقبة تهنئة رئيس انتهت ولايته لرئيس منتخب ، أو استسلام معارضة واعترافها بالهزيمة ،
ومن لايعرف واقع السنغال يكون خائفا من سقوط الدولة فى طلائع الحرب المصاحبة للحملات الإنتخابية ، أتذكر انتخابات ٢٠١٢ كنت أسكن خارج السنغال مع طلبة ذوى جنسيات إفريقية وعربية وكانوا خائفين من حرب ضروس فى هذا الوطن بسبب الرئيس عبد الله ود والرئيس مكى صل ويخبروننى ب” الحالة الحرجة” التى كان عليها الوطن آنذاك ، وأنا لست مهتما بها حسب رأيهم ، والسبب فى عدم خوفى واهتمامى بها هو ماعرفته فى عام ٢٠٠٠ بين الرئيس عبد الله ود والرئيس عبده جوف ، وفى الأخير هنأ الرئيس جوف خصمه وغريمه التقليدى ، واعتمدت على ذالك ، وفعلا فاز الرئيس مكى وهناه عبد الله ود ، وقال لى هؤلاء الإخوة إن السنغال دولة تعطى فى كل الإنتخابات درسا للدول فى المنطقة ، ثم أكدت ذالك مراسلة فرانس ٢٤ السمراء والموفدة إلى داكار نسيت إسمها ، وهي على الهواء مباشرة ، قالت بالحرف الواحد أمام هؤلاء الزملاء إن السنغال قدوة لدول العالم الثالث فى الديمقراطية كأنها سمعت ماقاله الزملاء وأكدته ،
وهل من الممكن الإعتماد على الإنتخابات الماضية ٢٠٠٠ و ٢٠٠٧ و ٢٠١٢ للحكم على انتخابات ٢٠١٩ التى بيننا وبينها أقل من شهر ؟؟!!
والجواب صعب جدا ، لأن السنغال لم يعرف فى تاريخه إسقاط رئيس بعد فترة ولاية واحدة ، ماجعل الرئيس الحالى يعتقد أنه إذا سقط فى فترة ولايته الأولى فسيكون عارا تاريخيا عليه ، ولذالك يبذل كلما لديه من الجهد لسلسلة تدشينات مشروعات ضخمة إقتصاديا ودينيا ورياضيا ،
وفى الوقت نفسه فوز الرئيس بالدور الأول سيكون” معجزة ” لقوة بعض معارضيه كعثمان سونكو وإدريس شك بنفسهما ، فمابالهما إذا انضم إليهما أوإلى أحدهما الحزب الديموقراطي السنغالى الذى تم إبعاد مرشحه كريم ود بالقضاء ، أو الحزب الإشتراكى المتمثل فى خليفة صل القابع فى السجن لأسباب عدالة ، ؟؟
ولا كن الذى يمكن تأكيده هو سقوط الرئيس إن لم يفز بالدور الأول للتكتل السياسى الذى سيتشكل ضده ،
شيخنا بوسوا