الدين و الترييةالصفحة الرئيسية

مدينة “طوبى” السنغالية.. مدينة روحية بلا تدخين أو كحول

تركيا العثمانية / قسم المتابعة/ تعدّ مدينة طوبى السنغالية، الحاضنة الروحية التي تأوي مئات آلاف المسلمين في البلاد، وتتميز بخلوها من التدخين والكحول، من حيث البيع أو التعاطي.

وتُصنّف على أنها ثاني أكبر المدن السنغالية بعد العاصمة داكار، وهي مركز أتباع “الطريقة المريدية” الصوفية، والتي أسسها الشيخ “أحمدو بمب”، فضلا عن كونها إحدى المدن الأكثر تأثيرا وقوة في غرب إفريقيا.

وأسست “طوبى” عام 1887 على يد العالم السنغالي ومؤسس “الطريقة المريدية” الشيخ “أحمدو بمب”، الذي نفي إلى الغابون ومن ثم موريتانيا، من قبل الاستعمار الفرنسي عقب معارضته له.

وتستقطب “طوبى”، الواقعة على بعد 200 كم شرق العاصمة أتباع ومريدي الشيخ “بمب” ( 1927-1853)، الذي استوحى اسم المدينة من كلمة “طوبى” المذكورة في القرآن الكريم.

ويعد مسجد “طوبى” الكبير في المدينة ضمن أكبر المساجد في غرب إفريقيا، ووضع حجر أساسه “بمب”‏، فيما استكمل بناؤه على يد مريده الشيخ “إبراهيم فال” عام 1963، وهو يتسع لـ7 آلاف مصل.

وأدى نفي العالم الصوفي، الذي شرع في جمع تلاميذ حوله وتعليمهم العلوم الشرعية، إلى زيادة الأتباع والمريدين حوله.

المدينة التي اتسعت على مراحل عبر التاريخ، يصل عدد سكانها اليوم 600 ألف نسمة.

ويضم مجمّع طوبى الكبير، مكتبة ضخمة تحتوي على عشرات آلاف المصادر والكتب الإسلامية، ما ساهم في تعزيز الأجواء الروحية في المدينة.

كما تشتهر المدينة بالقهوة التي يطلق عليها أيضا اسم “طوبى”، وتعد بمنزلة “المشروب الوطني” للسنغال، وتشتهر في الدول المجاورة.

وتعكس “طوبى” صورة فريدة من نوعها عبر ثقافتها، ونمط الحياة فيها، إلى جانب قهوتها اللذيذة.

وتتمتع المدينة بحكم ذاتي، بحسب القوانين السنغالية، وتُقدّم الإدارات المحلية فيها، الخدمات بشكل مستقل عن الدولة.

ويُشتهر سكان المدينة،التي تعج بالمدارس الدينية وطلاب العلم، بكرم الضيافة والعلاقات الحميمية.

ويحيي متّبعو “الطريقة المريدية” بمدينة “طوبى” ذكرى عودة مؤسس الطريقة المريدية إلى البلاد من المنفى، عبر احتفال يطلقون عليه اسم “ماغال”، والذي يصادف 18 صفر بحسب التقويم الهجري.

ويستقطب هذا الاحتفال السنوي الملايين من أتباع “الطريقة المريدية” من السنغال والخارج، حيث يتدفقون نحو المدينة التي يرتفع عدد سكانها حينها إلى 5 أضعاف.

إحدى الميزات الهامة الأخرى للمدينة، التي تعد مقدسة بالنسبة لأتباع “الطريقة المريدية”، هي حظر الكحول، ولعب القمار، وجميع منتجات التبغ والتدخين فيها.

وتُفرض عقوبات تصل إلى السجن، على كل من يستخدم أو يتاجر في الكحول أو منتجات التبغ.

وفي حديثه للأناضول، قال عبد العزيز مبودغا، أحد سكان مدينة طوبى، إن الشيخ أحمدو بمب، أمضى حياته في خدمة الإسلام.

وأضاف أن كرم الضيافة والأجواء الروحانية التي في المدينة، هي ثمرة لجهود ومساعي العالم الصوفي.

وفيما يتعلق بقرار حظر الكحول والتدخين في المدينة، قال المواطن السنغالي إنه بهدف الحفاظ على البنية الروحية والاجتماعية للمدينة، فضلاً عن “التقرب إلى الله”.

ويبلغ عدد سكان السنغال حوالي 14 مليون نسمة، وتجاورها كل من موريتانيا، وغينيا، وغينيا بيساو، وغامبيا، ومالي.

ويشكل المسلمون 95 % من إجمالي السكان، و5% من أتباع الديانات الأخرى بما فيها المسيحية.

وتعد الفرنسية اللغة الرسمية في البلاد، إلى جانب انتشار لغات محلية أخرى.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock