
إيران تلفت أنظارها على القارة الافريقية
تنفق إيران في القارة الأفريقية مليارات في شكل خدمات اجتماعية مجانية عبر شبكة واسعة من المستشفيات ودور رعاية الأيتام، زيادة على إدارة أكثر من 100 مدرسة دينية وندوات ومؤتمرات، إلى جانب الرشى والعطايا التي تقدم تحت مسمى “مساعدات مالية” للحكومات.
وتتضمن لائحة أهداف إيران في سياستها الخارجية الموجهة لإفريقيا تصدير إيديولوجيتها للمجتمع المسلم الممتد في القارة، فسح المجال لتنفيذ عمليات إرهابية، إرسال الأسلحة للشرق الأوسط وغرب أفريقيا كما حدثت في السنغال أثناء حكم عبد الله واد على شحنة الأسلحة التي كانت مرسلة الى غامبيا “تسببت بمقتل جنود سنغاليين” في كازامانس. فقررت السنغال آنذاك قطع علاقاتها الدبلوماسية بجمهورية ايران.
وكانت المملكة المغربية العربية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب دعم طهران لجبهة البوليساريو فى الصحراء الغربية.
لكن السؤال ما الذى يجعل إيران تدعم جبهة البوليساريو المناوئة للمملكة المغربية؟ الإجابة تتعلق بأمرين جوهريين أولا: هو استخدام البوليساريو كأداة عقابية ضد الرباط بسبب مواقفها ضد إيران فى حرب اليمن، فضلا عن العلاقات المغربية المتنامية باضطراد مع دول مجلس التعاون الخليجى.
هذا إلى جانب الدعم الإيرانى للجزائر وتشبيك علاقات وثيقة معها فى الأشهر والسنوات الماضية تكللت بزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين ومن المعروف أن الجزائر تعدم هى الاخرى جبهة البوليساريو، إذن إيران تتسق مع مصالحها ومصالح حلفائها وتحاول شغل المغرب فى صراعات أخرى حتى لا يتفرغ لمواجهة التمدد الإيرانى فى الشرق الأوسط.
وكانت السلطات الموريتانية قد حذرت السفير الإيراني لديها، في العام الماضي من النشاطات المشبوهة التي تقوم بها سفارة طهران في البلاد، والتي تستهدف تغيير مذهب وعقيدة المجتمع الموريتاني، وذلك بعد إغلاقها مركزاً دينياً تابعاً لإيران بالعاصمة نواكشوط. وكان رئيس حزب الاصلاح، وعضو مجلس النواب الموريتاني المحامي محمد طالبنا قد اتهم ايران بالسعي لتفكيك المجتمع الموريتاني عبر ما اسماه «الاستثمار» في اختلافات الهوية الفرعية بين الموريتانيين العرب وبين الموريتانيين الافارقة عبر التبشير بالتشيع الايراني القائم على كراهية العرب.
ويتعين على المجتمع الدولي اتخاذ قرار حازم لإنهاء هذه السياسة لاسيما أن ملايين كثيرة يعيشون تحت خط الفقر في إفريقيا .