
*شخصيات كنت أجهل عنهم*
*شخصيات كنت أجهل عنهم*
*مع من نَقِفُ اليوم؟*
إنه العلامة سرين امباكي بوسو
في إطار عمل علمي تكويني أقوم به – وما زال ساريا -، وقعت عيناي على شخصية سنغالية سحرتني، وأشارت دهشتي، وجعلتني أعيد النظر في مسألة جدوى القراءة خارج صندوق التراث السنغالي .. وجملة من التساؤلات التي قد أبوح بها يوما ما.
هذه الشخصية هي سرين امبكي بوسو واسمه محمد بن محمد البسوبي، ولد في جلف في قرية يقال لها بسوب عام 1864م، التقى بالشيخ أحمد بامبا ت1927م مؤسس الطريقة المريدية في السنغال، ولازمه وأخذ عنه الكثير، وكان البسوبي ذا أخلاق عالية وصفات ساميةة، كان معتدل القامة، نحيف الجسم، أسمر اللون، فصيح اللسان حسن الصوت، طويل الصمت، دائم الاعتبار والتفكر، حييا متواضعا حتى لقب نفسه في بعض كتاباته “أفقر الفقراء”.
وكان مجلسه بقرية “غيدي” الذي أضحى مركز إشعاع علمي يؤم إليه الطلبة من مختلف أنحاء السنغال، وتخرج على يديه علماء كبار.
وله إنتاج أدبي وعلمي سواء في الفقه واللغة والفلك، ومؤلفاته الكثيرة خير شاهد على ذلك منها على سبيل المثال:
– “كتاب يواقيت الصلاة في تقريب مواقيت الصلاة” وهو في علم الميقات.
– “أمان البليد في خطر التقليد” اقتصر فيه على أهم أبواب التوحيد على مذهب أهل السنة والجماعة.
– “رسالة في فن رسم وكتابة المصحف الشريف”
– “آداب تعليم القرآن الكريم”
– “رسالة في إعراب جملة جاء زيد”
– ” شرح منن الكافي في علمي العروض والقوافي” وغيرها من المؤلفات القيمة..
أثنى عليه علماء عصره والشيوخ الأفاضل مثل الشيخ الخديم، والشيخ محمد جبه سل…انتقل إلى جوار ربه عام 1945م تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته.
أدعوا نفسي والباحثين إلى بذل مزيد من الاهتمام بخدمة التراث السنغالي لاستخراج جواهره ودرره وصياغته بشكل يلبي متطلبات البحث العلمي؛ فالأمة التي تجهل تاريخها معرضة للانهيار والاضمحلال والذوبان.
✍🏿 *الحسين كان الفوت الجولوماجي.*