
السنغال يحيي اليوم الوطني ل “تالب” في كل 20 أبريل من كل عام
السنغال يحيي اليوم الوطني ل “تالب” في كل 20 أبريل من كل عام
احيت المدارس القرآنية في السنغال يوم السبت اليوم الوطني ل “تالب “، في ظل قانون تحظر الحكومة السنغالية منذ عشر سنوات على البالغين إرسال الأطفال للتسول، لكن هذه الظاهرة لا تزال متفشية.
ولا تزال الصورة المألوفة في السنغال لهؤلاء المتسولين لم تتغير منذ سنوات طويلة. ويظهر الأطفال حفاة، في ملابس رثة يرددون بعض الأدعية، وهم يهزون علبا صغيرة بها بعض النقود لتنبيه المارة بحاجتهم للمال.
ولا يعرف الكثير من الآباء والأمهات أن أبناءهم يتسولون في الشوارع، لأنهم يرسلونهم إلى المدارس الدينية لحفظ القرآن.
وبدلا عن تدريسهم وتحفيظهم القرآن، يفضل عدد كبير من زعماء تلك المدراس إجبارهم على التسول، بينما يستحوذون لأنفسهم كل ما يجمعه أولئك الأطفال من نقود.
وحاول الرئيس الجمهورية ماكي سال مرات عدة القضاء على هذه الظاهرة المنتشرة في المجتمع، لكنه واجه معارضة من كثير من الأئمة النافذين من خلال الزوايا الصوفية المنتشرة بكثرة في البلاد.
وكان سال قد أصدر أوامر قائلا: “إن حقوق الأطفال يجب أن تكون محفوظة” وسبق أن أصدر الرئيس ماكي سال أمرا رئاسيا عاجلا يجبر من خلاله الإدارة المحلية إخلاء الشوارع من كل الأطفال المتسولين، متوعدا بمحاكمة كل أولئك الذين يرسلون الأطفال للتسول في المدن السنغالية، بأنهم سيتعرضون للسجن أو للتغريم.
يذكر أن البرلمان قد صوت في عام 2005 على قانون يحظر بموجبه ظاهرة إرسال الأطفال للتسول في الشوارع، لكن ناشطين حقوقيين يقولون إنه بالرغم من صدور ذلك القانون، فإن عددا قليلا فقط من المسؤولين تمت إدانتهم وفقا للقانون المذكور.
وتنتشر في السنغال تقاليد تغض النظر عن مسألة إرسال الأطفال للتسول في الشوارع في الأرياف والمدن.
وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان إن آلاف الأطفال يجبرون على التسول من قبل معلميهم في المدارس الدينية، والكثير منهم يتعرضون للاستغلال ويعيشون في محيط غير صحي ويفتقر إلى أبسط الأساسيات للعيش الكريم.
وقد أثارت إحصاءات مذهلة جدلا في عام 2010 بعدما قدرت منظمة حقوق الانسان هيومن رايتس ووتش تسجيل 50000 طالب وفي 2014 سجلت 54837 طلاب من المدارس القرآنية في داكار ،30،000 من الأطفال المتسولين في دراسة وطنية أجرتها المنظمة لمحاربة خلية مكافحة الاتجار. وقالت المنظمة إن التسول ورم خبيث ينتشر في جسم المجتمع، مضيفة إلى أن هؤلاء المتسولين في شوارع مدن السنغال طلاب من المدارس القرآنية في الخرق وحافي القدمين، وتعتبر أنها في كل مكان في شوارع مدن السنغال، وتتراوح أعمار هم عادة ما بين 3-14 يعيشون بعيدا عن عائلتهم ،ومعرضون للخطر.
وكان الرئيس الجمهورية السابق عبد الله واد قد حاول جعل التسول جريمة يجب المعاقبة ، ولكن القانون لم تحظ بتأييد من السلطات الدينية والشعب السنغالي بعد تشريعه في أقل من ثلاثة أشهر .
في عام 2013 اندلع حريق في منطقة “مدينا” أودى بحياة 9 طلاب ، جعل الرئيس ماكي سال في اتخاذ الإجراءات اللازمة. وأعلن أن “المدارس القرآنية التي لا تستوفي المعايير سيتم إغلاقها”.