
بيان شجب واستنكار من الجمعية الإسلامية لخدمة التصوف بخصوص منع ارتداء الحجاب في مدرسة جان دارك الكاثوليكية بدكار للعام الدراسي 2019/2020 م
بيان شجب واستنكار من الجمعية الإسلامية لخدمة التصوف بخصوص منع ارتداء الحجاب في مدرسة جان دارك الكاثوليكية بدكار للعام الدراسي 2019/2020 م
في القرن الواحد والعشرين الذي يشهد فيه العالم مزيدا من الصراعات والاضطرابات خصوصا في الدول ذات التعددية الدينية والإثنية ، يعود معظمها إلى تصريحات أو قرارات خاطئة يتخذها البعض دون أدنى اعتبار للحساسيات العقدية والطائفية والعرقية ، وتكون سببا لمزيد من البلاء والاحتقان والاضطراب .
ونحن في السنغال نحمد الله – سبحانه وتعالى – الذي ألف بين قلوبنا وجعل شعبنا شعبا مثاليا في العالم بسبب التسامح الديني السائد في بلادنا منذ أمد بعيد حيث يتعايش أتباع مختلف الديانات السماوية والوضعية في وئام وتفاهم تامين ، وهو وضع نحسد عليه من طرف جل الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي لم تنعم بهذا الاستقرار .
عليه ، ينبغي أن نحرص على المحافظة على هذا الوضع وتجنب استيراد القوانين والنظم المطبقة في بلاد أجنبية تختلف معنا في بنيتها الاجتماعية والثقافية . ويبدو أن هذا القانون مستورد من فرنسا التي تتبنى تفسيرا متطرفا للعلمانية يقدس الجمهورية ويسعى لإزاحة الدين والمعتقد من الحياة العامة ، وهو تفسير لا يمكن أن يلقى قبولا ورضا هنا بفعل تراثنا العريق في التدين واحترام الأعراف والتقاليد القبلية الرائعة .
ولهذا ، تتأسف الجمعية لصدور مثل هذا القرار من إدارة هذه المدرسة ، وتدعو بالمناسبة الكنيسة الكاثوليكة إلى التراجع فورا عن هذا القرار ، لأن مثل هذا القرار قد يكون مدعاة لزرع عداوة وبغضاء بين أبناء الوطن ، الذين ورثوا تجربة حضارية عريقة في التسامح منذ أيام سنغور أول رئيس مسيحي للسنغال إلى يومنا هذا، وبالتالي يجب عدم استيراد قوانين جديدة لا تتناسب مع معتقداتنا وقيمنا ، كما ندعو إدارات تلك المدارس إلى العدول فورا عن هذا القرار وعدم العودة إليه مستقبلا ضمانا للوحدة والتآلف والوئام الاجتماعي ، كما ندعو الجميع إلى الهدوء والانضباط وعدم الانجرار نحو الفتنة قولا وعملا .
الجمعية الإسلامية لخدمة التصوف بالسنغال