الدين و الترييةالرياضةالسياسةالصفحة الرئيسية

جُهود العُلماء المُريدينَ فِي نشر التُّراثِ المُريدي

جُهود العُلماء المُريدينَ فِي نشر التُّراثِ المُريدي

إنَّ مما لا ريبَ فيه أنَّ العلماء المُريدين بَذلوا جُهودات جَبَّارة وكرَّسُوا معظم أوقاتهم فِي نَشر التراث المُريدي فِي هَذه السَّنواتِ الأخيرةِ دراسة وشَرحا وتحقيقا، وممن أبلوا بلاء حَسنا فِي هذا العمل الجَليل هَذه الدوائر والمؤسّسات والأكاديميات والشَّخصيات المرموقَة التي قامت بطباعةِ أسفار قيّمة مُهمة جدًّا للباحثين في مطبعة المَعارف الجَديدة – الرّباط- وفي جمهورية مصر العَربية، وفي طليعتهم دائرة رَوض الرَّياحين بطُوبى التي قامت بإصدار هَذه السِّلسلات:
1- كتاب “دِراسات حَول المُريدية” السِّلسلة الأولى من ثَمرات الرَّوض طبع بمطبعة دار المعارف الجديدة – الرّباط – في سنة 2010م – 1431ه‍ .
2- السِّلسلة الثانية من ثَمراتِ الرَّوض دراسة وتحقيق “مسالك الجنان في جَمع ما فرقه الدَّيمانيّ” للشيخ الخديم – رضي الله عنه، طبع بمطبعة المعارف الجَديدة – الرباط في سنة: 2014م – 1436ه‍ .
3- السّلسلة الثالثة من ثَمرات الرّوض دراسة وتَحقيق “مواهب القدوس في نظم نثر شيخنا السَّنوسيّ” للشيخ الخَديم – رضي الله عنه -، طبع بمطبعة دار المعارف الجديدة – الرّباط – 2015- 1437ه‍ .
4- السِّلسلة الرابعة من ثَمراتِ الرَّوضِ دراسة وتحقيق منظومة “الجَوهر النفيس في عقد نثر الأحضري الرئيس”، للشيخ الخديم – رضي الله عنه، – طبعت بمطبعة دار المعارف الجديدة – الرّباط- في سنة: 1438ه‍ ‍- 2016م طبع على نفقة اللجنة المنظمة للمغال.

كما قامت هَذه اللجنة المنظمة لمغال طوبى بطباعة كتاب ” الاحتفال بذكرى خروج الشيخ أحمد بمبَ إلى الغيبة البحرية البعد الدّيني والاجتماعيّ ” إعداد الأستاذ سام بوسو عبد الرّحمان طبع في مطبعة المعارف الجديدة / الرباط سنة: 2012م

ودائرة فَتح الغفار بالمَغرب التي قامت بإصدار هَذه المنظومات الخديمية:
1- منظومتانِ في العقيدة والفقه والتصوُّف التَّزوُدين الصِّغار الشبَّان للشيخ الخديم – رضي الله عنه عناية وتعليق، طبع بمطبعة دار المعارف الجديدة – الرّباط – في سنة: 2015م – 1436ه‍ .
2- ثلاث منظومات فِي التصوُّف والسُّلوك
(منوّر الصُّدور، ومغالق النيران، وجالبة البُرور) للشيخ الخديم – رضي الله عنه عناية وتعليق، طبع بمطبعة دار المعارف الجديدة – الرّباط – في سنة: 2016م – 1437ه‍.
3- نهج قضاء الحَاج فيما من الأدب إليهِ المُريد يحتاج للشيخ الخديم – رضي الله عنه- عناية وتعليق، طبع بمطبعة دار المعارف الجديدة – الرّباط – في سنة: 1438ه‍ ‍- 2017م .

ومؤسّسة الأزهر الإسلامية بطوبى السّنغال التي قامت بطباعة هَذه الأسفار القيمة:
1- إرواء النَّديم من عَذب حُبّ الخديم في سيرة وحياة الشيخ الخديم – رضي الله عنه للشيخ محمد الأمين جوب الدَّغاني بتحقيق الدَّكتور مُحمد شقرون، سنة 2007م.
2- فتح الوهّاب فِي شَرح سَعادة الطلاب نظم المقدّمة الآجرومية للعلامة الفهامة الشيخ الخديم – رضي الله عنه- شرحه شرحًا كافيا الأخ الباحث أبو مدين شعيب تياو الأزهريّ الطوبويّ – حفظه الله تعالى ورعاهما- طبع بمطبعة دار المعارف الجَديدة – الرّباط – في سنة : 2009م.
3- المُريدية: الحَقيقة والواقع وآفاق المستقبل، للمرحوم الشيخ للمرحُوم الشَّيخ مُحمد المرتضى امباكّي شيخ فاط، طبع بمطبعة المعارف الجديدة – الرباط – في سنة: 1432 ه‍ -2011م.
4- الشيخ أحمد بامبا سبيل السَّلام للأستاذ مُحمد غلاي نجاي الذي طبع في مطبعة المعارف الجديدة في سنة 2011م .

والرَّابطة الخَديمية للباحثين والدارسين التي قامت بإصدار هَذين العلقين:
1- النفحاتُ المِسكية في السِّيرة البكية بتحقيق ودراسة الباحثين العِملاقين: الأخ أبي مدين شعيب تياو ومحمد بامبا درامِي – حفظهما الله ورعاهما- طبع بمطبعة دار المعارف الجديدة – الرّباط – سنة:1437ه‍ – 2015م، دراسة وتعليق الباحثين البارعيْن: الشيخ.
2- ديوان الشيخ إبراهيم جُوب المشعري طبع بمطبعة دار المعارف الجديدة – الرّباط – سنة: 2017م 1438ه‍ ‍، دراسة وتعليق الباحثين البارعين: الشيخ عبد القادر امباكي شيخ ميمونة امباكي، وأبي مدين شعيب تياو – كلَّل الله جُهوداتهما بالنّجاحِ والتَّوفيق.

وكذلك دَائرة خِدمة الخَديم بجُمهورية مصر العربية التي نشرت هذه المنشُوراتِ التَّالية:
1- كتابُ ” إرواء النَّديم من عَذب حُبّ الخديم” للشيخ محمد الأمين جوب الدَّغاني، طُبع في سنة: 2011م.
2- منظومة “الجَوهر النفيس في عقد نثر الأحضري الرئيس، للشيخ الخديم – رضي الله عنه- عناية وتعليق، طبعت بمطبعة دار المعارف الجديدة – الرّباط – في سنة: 1438 ه‍ -2017م.

ومنها الهيئة التنظيمية لليوم الثّقافي الشيخ محمد المصطفى امباكي بالتعاون مع أكاديمية الشيخ محمد المصطفى امباكي لدراسة التراث المريدي التي أعدت الكتاب المرجع/ الشيخ محمد المصطفى، النموذج الأمثل الذي طبع في المعارف الجديدة، الرباط، سنة الطبع 1435ه‍ 2014م.

ومن هَؤلاء الشَّخصياتِ الشَّيخ الزاهد العابد سَرين محمد المنتقى امباكي نجل الشيخ مُحمد البَشير امباكّي – رضي الله عنه – الذي تكفَّل بتكاليفِ طباعة بعض الكتب ومنها:
1- كتاب” منن الباقي في سيرة الشيخ الخديم” بتحقيق الدّكتور محمد شقرون الذي طبع بمطبعة المعارف الجَديدة في سنة: 2012م.
2- وقام أيضا بطباعة كتاب ” الشيخ محمد البشير امباكّي – رضي الله عنه- ومنهجه في تأليفِ كتابه” منن الباقي في سيرة الشيخ الخديم” لمُؤلفه الدُّكتور الحاج انجاي الجَاركانيّ الذي طبع بمطبعة المعارف الجَديدة في سنة: 2016م- 1437ه‍ .

– كتاب ” النهج القويم في سيرة الشيخ الخديم”، للشيخ محمد المحمود انيانغ الذي قام أعاد مؤلفه طبعه تحت إشراف الأستاذ عبد الأحد المحمود انيانغ الطوبوي بمساعدة الأخ سرين مود قاهرة انيانغ بإذن من المؤلف في سبتمبر 2012م.

بعد هَذه اللمحة الخَاطفة والعُجالة البارقة يُمكن أن نقُول بأنَّ هؤلاء المُحققين والدَّارسينَ عبَّدوا الطريق ويَسّروا للباحثين بعض المُعضلات والغوامضِ الموجُودة فِي منظومات الشيخ الخديم – رضي الله عنه -، بَيدَ أنَّ ثمة مَخطوطات ومؤلفات ومنظُومات العبدِ الخديم – رضي الله عنه- المطبُوعة طبعة محليَّة تحتاج إلى كشفِ النّقاع وإزاحة الخمار عَنها كَبعضِ دَواوينه مثل دِيوان سِلك الجَواهر، والمجمُوعتين الكبرى والصُّغرى، والرائية الخَديمية (قلبي له في عتاب الجسم)، والميمية (القلبُ مِنِّي)، وجَذب القلوب، وحُقّ البُكاء، وفتُوح المكرّم فِي أمداح المكرّم وغيرها.

ونرجُو من الخِلافة المُريدية وأغنياء الطريقة أن يُموّلوا هَذه الدوائر ويُقدّروا أعمالهم أشدّ التقدير ليتمكنوا من المُواصلة عَلَى هَذا الدَّرب الذي سَلكوهُ خدمة للشيخ الخديم – رضي الله عنه -، والقيام بتشييدِ مطابع حَديثية عَصرية في مدينة طوبى المَحروسة ليتخلَّص الباحثُون مِن عَناء النَّفقاتِ الباهظة التي يبذلُونها لنقلِ الكُتب المُحقّقة من المغرب إلى السِّنغال، كما نَحثُّ طلبة العلم عَلى المُبادرة باقتنائِها فِي المكتباتِ الطوبوية وغيرها لتَشجِيعهم والتفاعُل معهم في هذه الخِدمة الجليلة السَّنيةِ.

وفي هذا السياق يقول المرحوم الشيخُ مرتضى امبكي فاط فال في سفره المفيد” المريدية الحقيقة والواقع وآفاق المستقبل”: (( فاليوم نرى من يسمون أنفسهم بمسلمين وهم لا يحاولون معرفة شيء عن الشيخ الخديم وعن خدماته العظيمة للإسلام؛ فلا يدرسون مؤلفاته الفقهية والتصوفية والتوحيدية، ولا يقرءون قصائده في المدح والصلاة على النبي بينما يستوردون ذلك من الخارج !! وكيف نفسر مثل هَذه المواقف إلا أنها حسد وحقد وتحقير الذات بالنسبة للسنغاليين الذين يجهلون أو يتجاهلون تماما كتب الشيخ الخديم وهم الذين يدعون الاهتمام بالثقافة الإسلامية. وذلك أمر يؤسف له، ولكنه لا يؤثر بشيء في عظمة الشيخ الخديم التاريخية وأمجاده الخالدة وتزايد إقبال الجماهير المؤمنة المخلصة إليه، وقد قال في قصيدته المطرزة بـ” الحمد لله ربّ العالمين سبحان الله أبدا”:
درجَتي تعلُو وليسَ تَنخفِض = ومَن نَحا من الوَرى خَفضِي خُفض

ولا بد أيضا من توجيه اللوم والانتقاد إلى موقف العالم العربي المسلم الذي كان ينبغي له أن يبدي اهتماما بهذا التراث العربي الإسلامي الهائل الذي خلفه الشيخ الخديم للمسلمين وخاصة الأوساط الإسلامية المعروفة في العالم العربي والمنظمات الإسلامية الدولية وهؤلاء جميعا يجهلون تماما أعمال الشيخ الخديم ونضالاته البطولية من أجل الإسلام وانتصار الدعوة المحمدية في السنغال وأفريقيا الغربية.

ولا بدَّ من نقد ذاتي هَادف؛ فالتعريفُ بأعمال الشيخ الخديم في الإسلام واجبنا – نحن المريدية -. والأمل معقود على خلفائه الراشدين وأصحاب النيات الحسنة وكل المُخلصين )) [ ص 95- 96].

ولا يسعنا إلا أن نُخصّص جزيل الثناء الجميل والشكر العطر لهؤلاء المجاهدين في نشر العلم، كما نبتهل إلى العلي القدير سائلا إيّاه أن يُكلل جُهوداتهم بالتوفيق والنَّجاح، ويكثر أمثالهم في هذا المجال.

كتبهُ البُويحثُ الحقيرُ سَرين امباكي جوب خضر الطوباوي، خريج معهد الدروس الإسلامية ومدرس اللغة العربية والشريعة الإسلامية في معهد الخليل الإسلامي.
مساء الثلاثاء ذي العقدة 1438ه‍، 25 يوليو 2017م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock