الثقافةالدين و الترييةالسياسةالصفحة الرئيسية

ديوان العلوم الدينية للشيخ أحمد الخديم (ض)… إصدار القرن !

ديوان العلوم الدينية للشيخ أحمد الخديم (ض)… إصدار القرن !

من أبرز ما يشد الانتباه في حياة مولانا الشيخ أحمد الخديم رضي الله عنه غزارة إنتاجه الأدبي والعلمي، مصداقا لقوله رضي الله عنه ” كرامتي خط يدي”. فقد عانى الشيخ من محن ومن مضايقات واضطهادات كثيرة من قبل المستعمر الفرنسي الذي قام بنفيه مرتين خارج بلده وفرض عليه إقامة جبرية طيلة مدة تربو على ثلاثين سنة، وعلى الرغم من ذلك خلَّف تراثاً معرفيّاً عظيماً قلَّ نظيرُه في منطقته وعصره، من حيث الكثرة والقيمة العلمية. وقد شملت هذه المؤلفاتُ مجالات مختلفة من توحيد وفقه وتصوف وأدب ولغة، كما اتخذت أشكالا متنوعة، من نظم ونثر، وأساليب مختلفة من وصايا ونصائح وفتاوى، إلى جانب دواوين الأمداح والصلوات والابتهالات.

كان بعض هذه المؤلفات الخديمية منتشراً في أيدي أتباعه وبعضُه الآخر مخزونا في دوره، والنسخ المتداولة منها مكتوبة بخط مغربي إفريقي غير منتشر في العالم الإسلامي. ولهذه الأسباب كانت المكتبات الإسلامية خالية من كتب الشيخ إلا نادراً مع ما تتضمنه من قيمة أدبية وعلمية رفيعة.

وفي عهد الشيخ رضي الله وُجدت محاولات لطباعة مؤلفاته في بعد البلدان العربية مثل مصر ولبنان، ولكن هذه الطبعات لم يُكتب لها انتشار واسع، وقد نفدت كلها منذ عقود من الزمن. وللشيخ عبد الأحد امباكي الخليفة الثالث للشيخ الخديم رضي الله عنه جهودٌ جبارةٌ في جمعها وحفظها وطبعها؛ ولهذا الغرض أنشأ مكتبة الشيخ الخديم في طوبى في السبعينات من القرن الماضي، واشترى آلة للطباعة، وهكذا تم طبع نسخ عديدة من دواوين الشيخ بالخط المغربي الإفريقي وأودعت في المكتبة.

وقد شهدت الساحة العلمية المريدية في العقدين الأخيرين عدةَ إنجازات في مجال تحقيق مؤلفات الشيخ وشرحها ودراستها من قبل بعض الطلبة وبعض المؤسسات مثل دائرة روض الرياحين والرابطة الخديمية للباحثين والدارسين.

ويأتي الإصدار الأخير للرابطة الخديمية “ديوان العلوم الدينية” لسد فراغ كبير في المكتبة العربية الإسلامية التي كانت تفتقر حتى الآن إلى كتاب يضم بين دفتيه مجموع مؤلفات الشيخ الخديم التعليمية المتوفرة في التوحيد والفقه والتصوف واللغة.

إن هذا الإصدار الذي يحتوي على ٢٦ متناً مع مقدمة قيِّمة عن حياة الشيخ وأعماله، وما فيه من شروح وتوضيحات، يمثل في الحقيقة تحفةً ثمينةً لطلبة العلم وللباحثين ولكل المهتمين بالتراث الإسلامي في إفريقيا الغربية عموما.

والكتاب ( مجلد واحد في ٦٢٨ صفحة) إلى جانب احتوائه لجميع المتون التعليمية المعروفة للشيخ يمتاز بجودة طباعته، من حيث الإخراج الفني ونوع الورق والتجليد، ويعتبر في نظري من أجلّ الخدمات التي يمكن تقديمها للتراث المريدي وللدارسين في الوقت الراهن، ولذلك كنت أصفه بـ” إصدار القرن”!

وإذ نشكر الرابطة على جهودها المباركة، نسأل الله تعالى أن يكتب لهذا العمل القبول والانتشار والنفع ببركة المؤلف رضي الله عنه ومخدومه صلى الله عليه وسلم.

المفتش سرين سام بوسو عبد الرحمان
30 يوليو 2019م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock