الدين و الترييةالرياضةالسياسةالصفحة الرئيسية

أقامت مؤسسة دار الإيمان للتربية والتنمية البشرية بالسنغال – برئاسة الدكتور محمد حبيب الله سي- حفلا تكريميا رسميّا في المسرح الكبير بداكار يوم ٢٨ يوليو ٢٠١٩م من أجل تكريم طلابها المتفوقين

أقامت مؤسسة دار الإيمان للتربية والتنمية البشرية بالسنغال – برئاسة الدكتور محمد حبيب الله سي- حفلا تكريميا رسميّا في المسرح الكبير بداكار يوم ٢٨ يوليو ٢٠١٩م من أجل تكريم طلابها المتفوقين وخريحي معاهدها الجامعيين، وإبراز جهود الشخصيات التي خدمت التعليم القرآني في السنغال. وأتى الحفل على غرار النّهج الأصيل في تحقيق رؤية ورسالة المؤسسة في إعداد جيل صالح يخدمُ دينَه ووطنه. وإثر ذلك تخلل البرنامج عدّة فقرات استعراضيّة من الطلاب، تميّزت بالإجادة العلميّة، والإرادة الثقافية، والإنارة الوطنية، والدلالة الفنيّة؛ وكانت كلّها عبارة عن رسائل إصلاحيّة في ميادين الحياة، فنوجزُها في الآتي:

الرسالة التربويّة : كانت المعالم التربويّة ظاهرة في مراسيم الحفل، صغارٌ مع القرآن تلاوة وتجويداً، وكبارٌ مع تعاليم الإسلام حركةً وانتظاما. لوحظَ مدى اهتمام المؤسسة على ترسيخ مبادئ التربية الدينية والوطنيّة في طلابها من خلال الخطابات المتنوعة والأنشطة المعروضة. وتمثّل أحدُ نجباء المعاهد منصّة الحفل ناطقا كلمتهُ باسم طلاب المعهد بالعربية الفصيحة، وبالفرنسية المتقنة، وبالإنجليزيًة الواضحة، مع ترتيل آي من الذكر الحكيم وجلت منها القلوب المؤمنة؛ ودل ذلك على التنوع التعليميّ الرائد في مناهج المؤسسة، كما أن تكريم كبار الشخصيات الخادمة للتعليم القرآني الحديث في السنغال من باب إظهار الاهتمام بالجودة التعليميّة وضرورة العمل على تطويرها.
هذا، وقد أبدى زمرة من الطلاب تمكّنهم الرفيع في التخصص العلمي الدقيق إبرازا لعصرنة وتطوير التعليم العربيّ الإسلاميّ في السنغال. وهذه الرسائل في مجال التربية كلها أتت من أجل إصلاح خلل التعليم ودعماً للمشورةِ في تطوير الأعمال التربويّة في البلاد من أجل بناء أجيال واعدة.

الرسالة الإصلاحية في الثقافة والحياة الاجتماعيّة : تشكّلت الأهداف العامّة لهذه الحفلة المباركةِ في تقديم صور استعراضية نموذجيّة عن الثقافة وأخرى عن الحياة الاجتماعيّة مستوحاة من فقه الواقع؛ إرشادا للأمّة السنغاليّة على تبنيّ الثقافة السلميّة الاحتوائيّة في أجواء اجتماعيّة تكون خادمة للتعايش السلميّ بين الطوائف والقبائل. علاوة على ذلك، فإن فقرات الحفل ساعدت على اكتشاف المواهب والكفاءات المتميزة من الطلاب سواء في العروض الثقافية الاجتماعية، أو في التمثيلات الإعلاميّة، وما تلتها من إبراز رسائل إصلاحية عن طريق المسرحيّة. وقد تركَ تلك الرسائل البهيّة أثرا في نفوس الحاضرين والمشاركين.

رسائل الإصلاح التنموي والاقتصادي المتمثل في زاوتين:

١- تكريم خمسين خريجا جامعيا من الجنسين من الكوادر الوطنية من خريجي معاهد دار الإيمان السابقين الذين اكملوا دراساتهم في أرقى الجامعات بالداخل والخارج من حملة شهادات الليسانس أو الماجستير وهم موارد بشرية نوعية مؤهلة وجنود بواسل مسلحون بالعلوم والمعارف المتنوعة وجاهزون لخدمة دينهم وتنمية اقتصاد بلدهم في ميادين تخصصاتهم الأكاديمية المختلفة

٢- أرسلت المؤسسة رسالة تنموية اقتصادية من خلال خلق أيدي عاملة ماهرة من أبناء الوطن الحبيب حيث يتجاوز عدد الموظفين والعاملين المتعاقدين مع معاهد دار الإيمان عدد 140 شخصا من المعلمين والأساتذة والإداريين
وبذلك خلقت المؤسسة فرصا وظيفية عديدة للمواطنين الأكفاء المهرة وتلك مساهمة فعالة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في المجتمع وتقليص لنسبة البطالة في الوطن الغالي….!

رسائل الإصلاح في السياسة : من المعلوم أن برنامج الحفل تركزت على التعليم والتربية. وعليه؛ فإن سياسات الدول لن تصلح إلا بصلاح أبنائها من خلال التعليم الجيد والتربية الهادفة. هذا، فإن المأمول من هذا الإبراز التوعويّ أن يعلم النخب الحاكمة أن هذه المعاهد تعمل على تخريج كفاءات اليوم وقادة المستقبل تكون لهم بصمات في إصلاح ما فسد من السياسات المجتمعيّة؛ علماً بأن المؤسسة لم تكرم شخصيات الدولة من السياسيين إلا لعملهم على خدمة الوطن عبر الجهود التعليمية والتربويّة والتحفيزية، ويجب أن تكون الرسالة واضحة المعالم في أن روعة السياسات تكون نابعة عن الجودة في التعليم خدمةً وممارسةً.

كانتِ الحفلة مثيرة بفقراتها، جميلة بحاضريها، راقية في رسائلها. نجحت في إيصال رسائلها الإصلاحية إلى حدّ بعيد، ككل جهد بشريّ قد يعتريه بعض الملاحظات مثل الجوانب الفنية. ومع ذلك كله، فقد رفعت معاهد دار الإيمان رايتها عالية في إثبات شراكتها مع الدولة من أجل التعليم ذو الجودة العالية والتربية المثمرة، وسعتْ في ردّ الجميل إلى كلّ خادمي التربية والتعليم في السنغال وخاصة تعليم كتاب الله الكريم ، كما أبرزت فخرها بطلابها المتفوقين والخريجين الجامعيين إكراما واستشعارا، واستطاعت أن تبقي أثر الولاء الدينيّ والوطنيّ في قلب كل مواطن سنغاليّ غيور عبر رسائلها الإصلاحيّة؛ على أمل تحقيق الأفضل في المستقبل.

#تقرير : عبد الرحمن كان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock