الدين و الترييةالسياسةالصفحة الرئيسية

مدينة شيخ إبراهيم انياس ، مدينة آمنة مطمئنة لِسَدِّ حاجات الفقراء والمحتاجين.. !

مدينة شيخ إبراهيم انياس ، مدينة آمنة مطمئنة لِسَدِّ حاجات الفقراء والمحتاجين.. !

# تحتفل السنغال وشعبها المسلمة غدا الاثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٩ ميلادي بعيد الأضحى المبارك كسائر الأمة الإسلامية، وهي ذكرى غالية ففيها استجاب سيدنا إبراهيم الخليل الذي لطلب المولى عز وجل، وهمّ بذبح ابنه إسماعيل والمراد من الأضحية هو التقرب من الله عز وجل في هذا اليوم المبارك والأيام الثلاثة الموالية وهي تعتبر من أفضل العبادات لأن الله سبحانه وتعالى قرنها في كتابه العزيز فقال جل وعلا : { إنآ أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * } وقال تعالى : { قل إن صلاتي ونُسُكِي ومحْيَايَ ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرْتُ وأناْ أول المسلمين } .
لكن على مايبدوا أننا نبتعد شيئا فشيئا عن روحانية هذه المناسبة الدينية من نيل أجرها والتقرب بها من الله والتصدق على الفقراء والمساكين ودخل البعض في متاهات التفاخر والتباهي وجُرح مشاعر الغير ومانراه من سلوك غريبة تدخل في باب التفاخر والتباهي عبر صور أو فيديوهات على صفحات الفيسبوك ، مما يتسبب في أدية الأطفال بالدرجة الأولى من العائلات الفقيرة ، كما يثير غيرة وحسرة لهم خاصة الذين لم يتمكن آباؤهم من توفير لهم كبش كبير وتجاهلنا التعامل مع هذه المناسبة بما يليق بها ويجعلها سنة مؤكدة والحرص على احترام حُرمة العيد ومكانته ، والتعامل مع المناسبة بما يليق فالأضحية في الإسلام هي تقرب من الله عز وجل، وتصدق على الفقراء والمحتاجين . قال تعالى : { فَكُلُوا منها البَائِسَ الفقير } ، فالأضحية ليست التباهي أو التفاخر العيب حسب رجال الدين أن يقول المُضحي ” اللهم هذا منك ولك ” وغير مخلص في قوله .
أيها الإخوة، في اليوم الذي يضحك فيه كل الناس ، ويفرح ويمرح فيه الجميع ، ويرتدي الكل صنوف الأردية والحُللِ ، وتبادل الأحباء والأصحاب فيه الهدايا والزيارات .
في هذا اليوم بالذات يبكي الفقير ؛ تذرف عيناه بالدموع وتكون تلك الدموع حينها من دم . لأنه يرى جيرته وأصدقائه يسحرون ويمرحون؛ وهو بين أحضان الفقر والحرمان يتلهف جوعا؛ ولا يجد ما يسد به حاجته فيبكي.
كما تعرفون ، أن الإنسان كائن اجتماعي ، وكل فرد في المجتمع يسعى إلى أن يعيش مع أبناء جلدته آمنا مطمئنا، يقدّم ما يترتب عليه من واجبات تِجاه مجتمعه ، ولكن تنتاب الإنسان أحيانا ظروفٌ ، وتعصف به أحوال : فتنقلب حياته رأسًا على عقبٍ ، وتُغادره السعادة بعد أن كان يعيش في كنفها .
فدور مدينةشيخ إبراهيم انياس رضي الله عنه وأرضاه واضح كوُضوح الشمس ، لأنها معقل العلم والهدى ، تلعب دورا رائدا لبناء جِسر التراحم والتعاطف ، الذي ينطبق لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام : ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاضدهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تدَاعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” .
لم لا ؟ فالشيخ إبراهيم انياس يقول :

أوجدني حقا لجبر الكسر # فإني وكيل سر السر

وقد أشار الكثير من العلماء المسلمين إلى أمور كثيرة من شأن الترغيب في مساعدة المحتاجين ، واعتبروا أن تقديم المساعدة الى المحتاج أوجب من بعض النوافل ، فيستطيع كل مسلم قادر بتوجيه نفقات حج التطوع وتكرار العمرة إلى الأعمال الخيرية ؛ كمساعدة الفقراء أو الأيتام، بل تداول بعضهم قولهم : أن لُقْمةً في فمِّ جائِع أوجب من بِناء جَامعٍ ، وهذا شأنه الترغيب في عمل الخير ومساعدة المحتاجين .
فكان شيخ إبراهيم انياس محلَّ لجوء أفرادٍ سواء كانوا مسلمين أم غير المسلمين وكان هدفهم مطالبة من يسُدُّ عوز شريحة لهم كانوا يتوافدون ليل نهار ابتغاءً للقمة عيش أو علاج أو بناء بيت أو أو ……….. ولم يكن شيخ إبراهيم انياس وحده في كولاك ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا شيخ إبراهيم انياس ؟
يمكننا أن نكتفي بقول الشاعر الموريتاني العالم الرباني الشيخان بن محمد الطُّلبة في قصيدة يمدحه بها :
أشمس بدت بالليل طالعهاسعد
وما كان شأن الشمس باليل أن تبدو
أم المزن تحدوها البرق لسقينا
ولابرق فيها نختشيه ولارعد
أم كل شيخ العصر من عم هديه
جميع الورى أبيضوا جلودا أم أسودوا

وفي زمن شيخ الحاج عبد الله شيخ إبراهيم انياس ( الخليفة ) نفس شيء ، مرورا إلى الخليفة الراحل الشيخ أحمد دام شيخ إبراهيم انياس، وحتى يومنا هذا ، مع عصر الخليفة الشيخ أحمد التجاني شيخ إبراهيم انياس – أطال الله بقاءه وأن يمتعه بالصحة والعافية – الإمام الراحل شيخ حسن سيس و شقيقاه الإمام شيخ أحمد التجاني سيد علي سيس وشيخ محمد الماحي سيد علي سيس. . من ينسى المرحوم الشيخ محمد المأمون شيخ إبراهيم انياس ومن خلَّفه من أولاده ، نذكُر على سبيل المثال : الشاب الشيخ عبد الله منتقى انياس الذي لم يترك شيئا من والده البار دائما نراه يتحرك في اللحظات الصعبة للسد الحوائج، وهو ليس ممن ينسون أن هناك أَلمٌ في قلب فقير أو محتاج وقد لاتكون ضمائرهم ميتة ولكنها راقدة مع النسيان. بارك الله له وللحضرة .
أيها الإخوة.. كيف يسمح لنا ضميرنا توفير كل ما لَذَّ وطَاب حتى الأشياء التي لادَعِي لها ولا تحتاجها ، بينما هناك أسر يتوارى أطفالنا خلف الجُدران خجلاً من أن تقع أنظار أقرانهم على أرديتهم البالية الممزَّقةِ ، ولايرق قلبنا فنُساعدهم .

والله من وراء القصد ، هدانا الله وإياكم بما فيه خير الدنيا والآخرة. وكل عام وأنتم بخير عيد مبارك

محمد منير عمر انيانغ 11 أغسطس 2019 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock