الدين و الترييةالسياسةالصفحة الرئيسيةملفات ساخنة

أزمة سياسية في حزب الوحدة والتجمع “PUR” على خلفية اقالة البروفيسور عيسى صال من التنسيقية الوطنية خلال اجتماع رفيع المستوى نظمه مسؤولون في الحزب .

أزمة سياسية في حزب الوحدة والتجمع “PUR” على خلفية اقالة البروفيسور عيسى صال من التنسيقية الوطنية خلال اجتماع رفيع المستوى نظمه مسؤولون في الحزب .

تساؤلات عدة تطرح في جانب ، وأجوبة عليها من جانب آ خر :

_متى أسس هذا الحزب ؟ وكيف حصل على شعبية خلال السنوات الأخيرة ؟ .

كلنا نعرف أن حزب الوحدة والتجمع (PUR)، من أحد الأحزاب السياسية السنغالية الأكثر تنظيمًا ، والأكثر تجذرًا في الريف السنغالي مما يعني أنه على اتصال وثيق بالكثير من القوى الناخبة في البلد، خصوصًا في صفوف “دائرة المسترشدين والمسترشدات” وهي جماعة أو دائرة صوفية تجانية تتبع شيخها المرحوم سرين أحمد التجاني سي المكتوم رحمه الله ، وورثها أحد أبناءه الزعيم الروحي سرين محمد المصطفى سه (حفظه الله ورعاه ) الذي يعد رمزا كبيرا منذ تأسيس الدائرة ، وهو فيلسوف صاحب الأفكار النيرة ، وقد مر بتجارب عديدة منها على الجانب السياسي ماأدى إلى نشأة حزبه الخاص أسماه ” PUR” بأمر من أبيه رسميا بتاريخ 3 فبراير 1998 وفقًا للقوانين واللوائح السارية في السنغال .

وبغضِّ النظر عن أنصار هذا الحزب ونفوذه القوية بين “دائرة المسترشدين والمسترشدات” فإنه غير معروف لدى غالبية السنغاليين، حيث ظل اسمه مجهولًا حتى تشريعيات يوليو 2017، التي حصل فيها على ثلاث مقاعد برلمانية ، وكان ذالك بقيادة البروفيسور عيسى صال المنسق العام السابق ل “PUR” ، والذي أيضا شارك في رئاسيات 2019 بنسبة ضئيلة جدا من الناخبين ،
ويمكن القول، أن هنالك بدأت الأزمات السياسية داخل الحزب تظهر رويدا رويدا .

-على أي عملية تمت اقالة البروفيسور عيسى صال من التنسيقية الوطنية ؟
-أهي عبر التصويت كما نص عليه القانون ؟
-أم القرار جاء من الجهة العليا بدون استشارة من الأطراف المعنية ؟ .

بالاعتماد على البنود التي نص عليها القانون الذي من أجله نشأ الحزب ، فإن أوامر التنصيب والاقالة لأشخاص معينة في الحزب ، لاتترتب قبولها إلا عن طريق التصويت من قبل الحاضرين في جلسة عامة ينظمه مكتب خاص مهمته تطبيق القوانين التأديبية على المخالفين للقواعد والنظام العام .

وقد نظم مسؤولون في الحزب اجتماعا رفيع المستوى يوم السبت الماضي في مقر الارشاد ب #دكار لأخذ قرارات جديدة حول اجراء تعديلات في نظام الحزب ، وتم خلاله اقالة البروفيسور عيسى صال من التنسيقة الوطنية وكان بدون حضوره في عين المكان ، وهذا ماأثار غضبه أخيرا .

وفي اتصال هاتفي أجراه مع موقع #سنوب لليوم التالي أي يوم الأحد نفى السيد عيسى صال جملة وتفصيلا قبول هذا القرار ، واعتبره قرارا باطلا ، ليس من اللجنة التأديبية بل من الجهة العليا أي صدر من الشيخ مصطفى سه الذي يحمل أخيرا منصب الرئيس ومنسق العام لحزب الوحدة والتجمع .
وأضاف قائلا : “هذا الحزب يميل إلى الحركة الدينية أكثر من السياسة ” ، وهذا لاأقبله أبدا ، سألفت انتباه الرأي العام والدولي أن المنضمين في الحزب ليسوا في الدائرة فقط بل فيه أجناس مختلفة على المستوى الطائفي والديني فيه تيجانيون وقادريون من جانب ومسيحيون أيضا “.

أما من جانب المسؤولين الحاضرين في الاجتماع فقد رفضوا تصريحاته وأعلنوا أن التعديلات جرت عن طريق التصويت ، وقد أرسلوا للبروفيسور صال دعوتين :
الأولى عن طريق رسالة مكتوبة، والثانية عن طريق رسالة في دردشته بواتشاب ، إلا أنه لم يلّب الدّعوة ، ولم يوضح الأسباب … .

من هنا نطرح ،،،
-ماهو ذنب البروفيسور عيسى صال ؟ .
ومامشكلته مع رئيس الحزب ؟ .

بعد نتائجه الضعيفة المتراجعة جدا التي حصلها الحزب في الانتخابات الماضية ، فقد غيّر البروفيسور عيسى صال موقفه للمعارضة أمام النظام الحاكم الذي يعتبره سابقا أنه فاشل ويحتاج إلى تغييرات جديدة ماأدى إلى أن طرح عدة حلول في كثير من خطاباته وبرامجه الانتخابي .
والذي يفسر هذا التغيير المفاجئ هو قبول مشاركته في الحوار الوطني الذي دعاه الرئيس ماكي صال في شهر مايو الماضي بعد انتخابه لولاية ثانية .
وفي احدى مقابلته مع الصحفي ممدو إبركان في برنامج “JURY DU DIMANCHE” في إذاعة إيراديو قال البروفيسور صال ” أنا سعيد جدا للمشاركة في الحوار الوطني ، ولم أخن زملائي السياسيين في المعارضة ، ولي حق في ذالك ولدي المسؤولية الكبرى فيها ، فالذي يرأس الحوار الوطني يشبهني شخصية محايدة ومستقلة …” .

ومن جانبه ، رده سرين مصطفى سه رئيس الحزب بتصريحات أدلى بها على هامش المحاضرة الدينية في اختتام برنامج #جامعة__رمضان__لعام2019، التي استضافها تيواون عاصمة التيجانية في السنغال قائلا : ” رأيت عيسى صال يشارك في الحوار الوطني لاكن بدون إذني ولاموافقتي ، لقد فعل ذالك بقرار نفسه دون استشارة مع أعضاء الحزب ، ليس رئيسًا للحزب ، ناهيك عن الأمين العام بل هو مجرد منسق الوطنية فقط ، أقول لكم هذا قبل أن آخذ الاجراءت الازمة للتأديبية …” .

وإذا لاحظنا هذه التصريحات من كلا الطرفين نعرف جيدا ، أن المشاكل سببتها مشاركة السيد صال في الحوار الوطني بدون إذن سابق من الشيخ .
والشيخ بنفسه هو رئيس الحزب يتمتع بنفوذ قوي يصدر القرارات من عند نفسه ،،،
فإذاكان الأمر كذالك فليس هناك نظام ديموقراطي داخل الحزب كمايدعي بها الأحزاب السياسية الأخرى في نُظمهم ، وكل من يحمل مسؤولية فيه يترتب عليه أن يلتزم بأوامر الشيخ ، ويعمل بخبرة من الجانب السياسي .

#خلاصة الكلام ” إن حزب الوحدة والتجمع فهو كأي حزب من الأحزاب السياسية السنغالية يعمل على أساس نظام القوانين إلا أن القيادة الدينية تلعب دورا هاما في تشكيله وحمايته ! .

#الصحفي__المعاصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock