
قضية منع الحجاب في مدرسة سانت ماري زاَنْدَاَرْك* موضوع حمل أكثر مما يحتمل *من وما وراء الخبر؟*
*قضية منع الحجاب في مدرسة سانت ماري زاَنْدَاَرْك*
موضوع حمل أكثر مما يحتمل
*من وما وراء الخبر؟*
إن منع إدارة مدرسة(الخاصة) سانت ماري زاندارك دخول طالباتها المحجبات إلى قاعاتها، بحجة المخالفة لقوانينها الداخلية، لا تزال تثير ردود أفعال حسب المنطلقات الإيديولوجية، والثقافية، والدينية. مما تفرز أن القضية رغم بساطتها في الشكل تحمل في طياتها أسئلة كثيرة ومتنوعة.
أهي مؤامرة حقيقية أم مجرد صدفة؟
ولعل السبب، حدوثه في بلد يعرف بالتسامح الديني، والتعايش السلمي، وتفتخر دائما بالجمهورية والديموقراطية.
وجدير بالذكر، أن مثل هذه القضية ليست حديث العهد في المدارس الکاثوليكية بالسنغال، ولقد جربتها سابقا كل من مدرسة ياسين انياندوم في غرايوف، ومدرسة ساكر كور(sacré cœur).
ومن أبرز ردود الأفعال تصريحات الخليفة التيجاني المالكي (الذي نناشد موقفه )التي دعت إلى إغلاق أبواب المدرسة إذا لم تقبل تسيير قوانينها بالواقع السنغالي. وكلمة الكنيسة التي جاءت تذكرة بأن القضية لا مساس لها بمبادئ الكنيسة، داعية بعدم الخلط بين الدين وقوانين تلك المدرسة.
وشهدت القضية تسوية من جانب الحكومة بواسطة وزارتها التربية والتعليم(بعد صمت طويل).
وفي المقابل، أليست لهذه المدرسة حق في سن قوانين تراها مناسبة لمبادئها في بلد دستوره ديمقراطية وتعليمه علمانية؟
ألا توجد في البلد مدارس أخرى (إسلامية) تجبر طلابها باحترام قوانينها الداخلية كالأزهر والفلاح ومريام انياس؟ لم تجر الباء هنا ولا تجر هناك؟
وهنا تثور السؤال على من تقع المسئولية؟
أنلق اللوم الأباء والأمهات على تحويل أبنائهم بمدارس لا تتوافق بمعتقداتهم، بداع أنها أكثر أهلية؟ أم على الحكومة التي عجزت في خلق مدراس بمستوى تلكم المدارس، ما دفعت الأباء إلى اللجوء إليها؟
وأخيرا، أرى أن القضية حملت أكثر مما تحمل، وهذه روتينية في ظل الجمهورية، ولكن لم التصعيد في هذا التوقيت؟
أين تلكم قضايا الفساد في البتروغازية مع شقيق الرئيس؟ وفضيحة حديد فَلامِ، وقضية تزوير 94 مليار لمام جالو التي طرحها الوطني المخضرم عثمان سونكو، واين الفيضانات والحوادث التي تعاني منها الشعب في كل بقاع البلاد .
فعلى الشعب أن يعيَ بأن هذه المشاكل غالبا ما تخلقها الحكومة لتغيير وجهة نظر الشعب على فسادها وسوء إدارتها وفضائحها ، وأنها ليست إلا مجرد رماد تثيرها لتخفی العيون عن کشف الحقائق.
أحمد بامبا غاي