الرياضةالسياسةالصفحة الرئيسية

قضية ” تشيخ” المرأة في الطريقة المريدية،

أثيرت مؤخراً قضية ” تشيخ” المرأة في الطريقة المريدية، وذلك بعدما ورثت السيدة ذات الأناقة والجمال ” أيدا جالو” زوجها المتوفى عنها ” الشيخ بيجو تيون ” زعيم” الشاكرين” ” تيانتاكون” في مقدمة الخلافة. وقد أثارت خطوة ” أجا جالو” في الذكرى مغال ٢٠١٩ ضجة كبيرة ورد فعل واسع من قبل الشيوخ والأتباع من المريدين حيث وجّه بعض الشيوخ نداءً إليها ودعاها فيه إلى أن “تراجع نفسها وترجع إلى ربها ودينها وتطفئ هذه الفتنة التي لا ضرورة لإثارتها”، وأنّ “الاختلاط مجرد نكتة ومزحة لا أكثر ولا أقل”، ولكن هذه الدعاوى والاعتراضات لم تمنع ” أيدا جالو ” من الاستمرار في الدفاع عما تعتبره حقاً من حقوقها في وراثة زوجها الذي قال لها أمام الجمهور علنا ” إنك أنا، وإني أنت ” ” بَايْ مَنْ مَايْ يَوْ ” وشكلاً من أشكال المساواة بينها وبين الرجل في خدمة الشيخ الخديم، وقد رأى فيه المعارضون “انتهاكاً صريحاً لثوابت المريدية”، في حين اعتبره آخرون “مشهداً إيجابياً يدلّ على تطور وتجديد في الوعي والممارسة الدينية عند الصوفيين ” ، ويطرحون أسئلة هل يمكن للمرأة أن تكون صاحبة رأي في مجال الفكر المريدي ؟ وهل يحق لها المشاركة في المشاريع المريدية و المناسبات الدينية؟
أم أن أنوثتها تقصر بها عن بلوغ هذا المقام وتبقيها ضمن حدود الإتباع والتقليد للرجل؟ .

وبناء على ذلك فإن ما يصدر عن السيدة أيدا جالو من قول أو فعل أو موقف فإنه يكون كاشفاً عن الأمر الذي كان عليه زوجها المتوفى عنها رحمه الله عن خلاف تعاليم الشيخ الخديم المبنية على الشريعة الإلهية .
أما إذا كانت للمرأة أهلية في أن تكون قدوة للرجال فلا يوجد دليل شرعي يمنع من تقليد المرأة ، فقد كانت أمنا عائشة رضي الله عنها فقيهة تعلم الناس وترشدهم، ومعروف في التصوف الإسلامي أن السيدة رابعة العدوية كان لها أتباع يقلدونها وتأمرهم وتنهاهم وترشدهم إلى ما فيه سعادة الدارين .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ، هل هذه المرأة ” أيدا جالو” اتصفت بصفات الشيخ المربي الذي وصفه الشيخ الخديم في كتاباته، فإذا كانت كذلك فلها الحق في أن تتبع ، أما إذا خالفت هذه الشروط فهي شيطانة يجب رجمها لأنها ضالة ومضلة.
فالرؤية الإسلامية المتميزة للمرأة، والتي تقوّم المرأة من خلال إنسانيتها وقدراتها وإنجازاتها، ولا تعتبر أنوثتها معوقاً، ولا نقطة ضعف تقعد بها عن بلوغ أي مستوى من التقدم والكمال، هذه الرؤية دفعت بعض العلماء للنقاش حول موضوع نبوّة المرأة، وأنه لا مانع من أن يمنح الله تعالى رتبة النبوة لبعض النساء، فمن الناحية العقلية حين يبحث علماء الكلام الصفات التي يجب أن تتوفر في النبي، فإنهم لا يعتبرون الذكورة شرطاً، حيث لا يمتنع عقلاً أن تكون المرأة نبية، وإذا كانت هناك آيات في القرآن تفيد أنه من الناحية الفعلية كان الرسل رجالاً كقوله تعالى:وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ .
فإن العديد من العلماء والمفسرين قد أشاروا إلى أن المقصود بالرجولة هنا هو البشرية.
فإذا كانت المرأة صالحة أن تكون رسولة فمن باب أولى أن تكون شيخة أو زعيمة ديني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock