
من مدارس الدعوة الإسلامية في السنيغال:
ظَهرت “جماعة عباد الرحمان” في المسرح الدعوي السنغالي معَ نهاية السبعينات من القرن العشرين، وكان جل مؤسسي هذه الجماعةِ من أعضاء “الإتحاد الثقافي الإسلامي” سابقا، وكان هذا الاتحاد يلعب دورا لا بأس به لخدمة الاسلام في بلدنا العزيز السنغال.
وذلك بعدَ أن انفصل مؤسسي “الجماعة” عن “الاتحاد الثقافي الاسلامي” لظروف ولأسباب كثيرة، أتى بها الدكتور انجوغو صمبو _حفظه الله ورعاهُ_ مفصلا في كتابه ” جماعة عباد الرحمن التاريخ والمنهاج”. فقاموا بإقامة وإنشاء جمعية إسلامية باسم “جماعة عباد الرحمن” التي تسير معَ آراءهم ومبادئهم التي آمنوا بهَا، وحاربوا لأجلها أيضا.
وكانت ولم تزل لهذه الجماعةِ الإسلامية بصمات واضحة في الساحة الدعوية السنغالية منذ نشأتها، كما أن لها نشاطات إقليمية وكذا نشاطات دولية تشارك فيها بجدية كبيرة.
ومما يشهد لها التاريخ انفتاحها معَ جميع المؤسسات الاسلامية الموجوجينَ في السنغال، وخاصة التيار الصوفي، وقد يزعم البعض بأن علاقة “الجماعة” معه تمثل “علاقة الفأر بالقط”!. وأقرب مثال لذلكَ مشاركة “الجماعة” في فعاليات “مَغَلْ-Magal” مثل مساعدتها للطافية المريدية الصوفية التي تقيم التعظيم سنويا في تغطية الأمور الصحية لهَا. وكذلك أيضا تسميتهم بعض مدارسهم بالشيوخ والعماء الصوفيينَ الذين تركوا بصمات واضحة في الساحة الدعوية أمثال الشيخ الحاج عمر الفوتي تال رضي الله عنهُ.
وهاكَ سيرة ذاتية لأول أمير للجماعةِ، وهو العالم العلامة، والبطلُ الذي من سبر حياته الطيبة سيجده جبلا راسخا في الخلُق، ونجما ساطعا في سماء المجد والشرفِ (الشيخ علي ديوف -Diouf Alioune Cheikh) _رحمة الله عليه_ وذلك من خلال كتاب الدكتور صامبُو السالف الذكر.
=====كتاب جماعة عباد الرحمن التاريخ والمنهاج=====
√الفصل الأول (نشأة جماعة عباد الرحمن)
√المبحث الثاني (المؤتمر التأسيسي والرعيل الأول من أعضاء الجماعة).
√المطلب الثاني (الأمراء والقادة)
( الشيخ علي جوف رحمه الله)
وهو من الطبقة الأولى لرحيل الصحوة الاسلامية، تعلم مبادئ العلوم الشرعية واللغة العربية في الحلقات العلمية في مدينة (تياس)، ثم سافر إلى الجزائر للدراسة بمنحة من بلدية (دكار)، غيره أنه لم يكمل دراسته بسبب قطع الحكومة السنغالية منحة الطلاب في الجزائر بحجة أنهم ضد الطرق الصوفية، وسافر بعد ذلك لأغراض علمية ودعوية إلى المغرب ومصر.
وبعد عودته من الجزائر فتح مدرسة لتعليم أبناء المسلمين وتربيتهم في مدينة (تياس)، وجمع بين التدريس والعمل في الزراعة والدعوة إلى الله تعالى، وكان أول إمام في مدرسة العجيل بمركز بلال بن رباح في (تياس)، وكان يبكي ويبكي الناس في قراءته وخطبه، وكان على درجة من الصبر والحلم وحسن معاملة الناس، حكيما في دعوته ومواعظه، وسطيا في منهجه لا يحب الإفراط ولا التفريط، وكان متأثرا بدعوة الشيخ عبد الحميد بن باديس ودرس على بعض طلابه، وحمل بعض كتب الشيخ ومؤلفاته لدى عودته من الجزائر.
وكان من الأعضاء المؤسسين للاتحاد الثقافي الإسلامي، ويعد من الأعضاء المؤسسين لجماعة عباد الرحمن، حيث اختير أول أمير لها لفترة ما بين (8 مارس 1978م) إلى (12 يونيو 1988م).
وتميزت فترة إمارته بتأسيس العمل الجناعي ووضع أسسه الفكرية ومعالمه الحركية، وتربية جيل من الدعاة والمصلحين ينذرونَ حياتهم لنشر تعاليم الإسلام والعمل.