
عاجل : الحضرة العرفانية تقترح خطة على خلفاء الأسر الدينية في السنغال لتحقيق مزيد من التقارب والتحاور، ولحماية الإسلام والذب عنه، ولتحسين المستوى السياسي والتعليمي والاقتصادي في البلد، وتصوغها في رسالة مفتوحة موجهة إلى سموّ الخليفة العام للطائفة التجانية (حفظه الله) الشيخ أبي بكر بن الشيخ الحاج منصور بن الشيخ الحاج مالك سي رحمهما الله
#عاجل : الحضرة العرفانية تقترح خطة على خلفاء الأسر الدينية في السنغال لتحقيق مزيد من التقارب والتحاور، ولحماية الإسلام والذب عنه، ولتحسين المستوى السياسي والتعليمي والاقتصادي في البلد، وتصوغها في رسالة مفتوحة موجهة إلى سموّ الخليفة العام للطائفة التجانية (حفظه الله) الشيخ أبي بكر بن الشيخ الحاج منصور بن الشيخ الحاج مالك سي رحمهما الله
سموّ الشيخ أبي بكر بن الشيخ الحاج منصور سي / الموقر
الخليفة العام للطائفة التجانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن الحضرة العرفانية نعترف بأنك كنت ولا زلت مثلا في الصدق، والجرأة على قول الحقّ، والوفاء، وتحمل المسؤولية، فنتضرع إلى رب العرش الكريم أن يحفظك وأن يرزقك الصحة والعافية وأن يجعل خلافتك أكثر نجاحا من خلافة طبيب القلوب وحبّها الشيخ الحاج عبد العزيز الدباغ – رحمة الله عليه.
سموّ الشيخ أبي بكر / حفظك الله نحن الحضرة العرفانية ننتهز الفرصة لنرفع إلى حضرتك أسمى آيات التعازي بمناسبة انتقال الشيخين العزيزين: الشيخ أحمد تجانيّ سي وشقيقه الشيخ عبد العزيز سي إلى رحمة الله فنسأل الله تعالى أن يسكنهما الفردوس الأعلى ، فهكذا الحياة وكلنا راحلون، فليرحمنا الله إذا صرنا إلى ما صارا إليه.
حضرة الشيخ إن الهدف من هذه الرسالة هو اقتراح خطة نراها من ضروريات الأسر الدينية في السنغال، وهذه الخطة تتمثل في النقاط الآتية:
1- محاضرة دينية سنوية بحضور جميع خلفاء الأسر الدينية في السنغال: شيخنا العزيز أنتم الخلفاء – شئنا أم أبينا – سلاطين الله في السنغال، وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ولقد أعزّكم الله بالإسلام فأحبّكم الشعب لأجل الدين، فيجب على كل خليفة أن يشكر الله – عز وجل – على هذه النعمة العظيمة؛ وذلك ببذل مزيد من الجهود في خدمة الإسلام والمسلمين، وعلى ذلك عهدناكم والحمد الله، ولقد كان الخليفة الحاج عبد العزيز سي الدباغ – وأنتم على سنته – قريبا إلى الشعب السنغالي رغم كبر سنه ورغم حالته الصحية، ونتذكر يوميا دعوته التاريخية لجميع المسلمين في زاوية الشيخ الحاج مالك سي – رحمه الله – بدكار ورسالته النموذجية التي لا زالت دستورا نستنير به في أمورنا الدنيوية لأمورنا الأخروية؛ الأمر الذي جعلت الحضرة العرفانية تقترح على حضرتك وعلى حضرة الشيخ سيدي مختار امباكي وعلى سائر الخلفاء – حفظكم الله -بتخصيص يوم تلقى فيه محاضرة يحضرها جميع الخلفاء والشيوخ – فيا له من يوم جميل ! – فيناقش فيه أهم القضايا التوحيدية مع التذكير بأوامر الله ونواهيه ومعالجة أهم المحظورات الشرعية التي يرتكبها السنغاليون؛ فالخلافة مسؤولية، والخلفاء رعاة، وكل راع مسؤول عن رعيته أمام الله عزّ وجلّ، … فلقد مرّ أحد أعضاء الحضرة العرفانية على قبر شيخ من المشايخ الكرام؛ ليدعو له بالرحمة والمغفرة فإذا بامرأة تكبّر وتصلي ركعتين أمام القبر! فكادت عيناه تفيض دمعا !
2- اعتماد نظام السفارة بين الأسر الدينية: إن التكتّل قوة، والتفرق ضعف، وبفضل الله ورحمته فثمة حبل يجمعنا وهو حبل الإسلام الذي يعدّ أهمّ وأعظم من حبال الطرق والكتلات الدينية، والمصلحة تدعونا إلى التوحد كمسلمين وكمواطنين إيجابيين يرغبون في دفع عجلة بلدهم إلى الأمام، وثمة رسائل نسمعها يوميا من بعض منتسبي الأسر الدينية لا تدعم التوحد والتكتّل الذي تدعون إليه يوميا، وعليه تقترح الحضرة اعتماد نظام السفارة بين الأسر الدينية لمزيد من التقارب والتحاور، فليكن لكل أسرة دينية سفير لدى نظيرتها يحمل رسالة اعتماد من الخليفة الفلاني إلى الخليفة الفلاني، فيكون وسيلة التواصل بين الطرفين، ولمزيد من التقارب لا بدّ من التزاور والتحاور بين الخلفاء، فرحم الله الشيخ الحاج عبد العزيز الدباغ صاحب الزيارة التاريخية للشيخ عبد الأحد امباكي- رحمه الله.
3- الاهتمام بالجوانب السياسية والاقتصادية في السنغال: إن الإسلام لم يهمل جانبا من جوانب الحياة ، فقد اهتم باختيار القادة وأمر باخيار أهل الخير والصلاح والكفاءة ، كما اهتمّ بظروف الدولة وأمر بتحسين ظروف الرعية وتوفير ضرورياتهم وحاجياتهم وتحقيق الرفاهية لهم، ولقد وفقكم الله أنتم الخلفاء بقوة تجعل حليفكم السياسي قريبا من النصر وتحقيق الأمل (والله يؤتي الملك من يشاء) وعليه يجب استغلال هذه القوة لاختيار الأصلح لبلدنا الحبيب، ولا ينبغي للخليفة أن يهمل هذا الجانب معتكفا في زاويته وهو قادر على لعب دوره، فالخليفة راع وهو مسؤول عن رعيته، ورحم الله الشيخ انغيدي فاطم الذي لعب دورا بازرا في هذا الجانب، والشيخ أحمد تيجان سي الذي حاض الساحة السياسية وحقق إنجازات لامعة.
وفيما يتعلق بجانب الاقتصاد فإن لكل مدينة من المدن السنغالية خصائصها الاقتصادية فإن كانت قوية فينبغي استغلالها وإن كانت ضعيفة فينبغي تقويتها ثم استغلالها، وعليه توصي الحضرة العرفانية خلفاء الأسر الدينية أن يستغلوا قوتهم لخدمة الرعية، فليشكلوا وفودا وليطوفوا في سفارات الدول القوية وليقدموا إليهم مشاريع استثمارية في الزراعة والرعي والنقل والطاقة البديلة … ، ولينسقوا مع الحكومة لتقديم تسهيلات للمستثمرين، لتوفير فرصة عمل للشباب، وثمة مشاريع في السنغال يجب تطويرها مثل مشروع (خلكوم) الزراعي الأصيل ذي الإنتاج السنوي العظيم، فرغم أهمية المشروع فلا زال يعتمد على مياه الأمطار التي لا تتجاوز فترتها ثلاثة أشهر، فنرجو من الخليفة الشيخ سيدي مختار – حفظه الله – البحث عن اتفاقيات بموجبها يتم حفر آبار ارتوازية في (خلكوم) لتؤتي هذه المزارع أكلها كل حين، فيزداد الإنتاج ويعم النفع، ثم يسلك مسلكه جميع خلفاء الأسر الدينية، وتسعى الحكومة إلى توفير هذه المتطلبات وتقديم تسهيلات لهم؛ ليتوسع المشروع في كافة المجالات وفي كافة أرجاء السنغال، ثم يليه بناء الأسواق المعاصرة وتنشيطها وعندئذ نكون قد سلكنا الطريق الصحيح لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كثير من الأمور.
4- المؤسسات التعليمية: كان التعلم والتعليم وظيفة أجدادنا الأخيار أمثال الشيخ عمر الفوتي وأمثال الشيخ الحاج مالك سي وأمثال الشيخ أحمد بمبا امباكي -رحمهم الله -، فكانوا يجلسون وتلاميذهم حولهم، فيحفظونهم القرآن ويشرحون لهم المتون، فتخرج على أيديهم علماء أجلاء استمروا في البذل والنشر، ولكل جيل ظروف حياته ومتطلبات عصره، وعصرنا الحاضر يتطلب إيجاد مؤسسات علمية متكاملة تعتمد المناهج العلمية الواضحة؛ لتثمر ثمارا يانعة، وعليه توصي الحضرة جميع الخلفاء بالسعي نحو إيجاد هذه المؤسسات.
ونرى الحكومة تسعى إلى إيجاد دور ضيافة في المدن الدينية، فهذه من الحاجيات ، لكن المؤسسات التعليمة أهم منها لأنها من الضروريات؛ ذلك أن العنصر البشري هو رأس مال أي دولة، والإنسان مثل الأجهزة الالكترونية الحديثة فهو بجاجة إلى تحديث مستمر، والجاهل يصعب تحديثه، فنحتاج إلى مؤسسات من خلالها نحتك بالتراث العلمي الذي تركه هؤلاء الأجداد ونستفيد منها ومن العلوم الحديثة، ومدينة مثل تواون كان المفترض أن توجد فيها اليوم مكتبات معاصرة ومؤسسات تعليمية متكاملة حتى مرحلة الدكتوراه.
هذه خطة تقترحها الحضرة العرفانية على جميع خلفاء الأسر الدينية في السنغال لتحقيق مزيد من التقارب والتحاور، ولحماية الإسلام والذب عنه، ولتحسين المستوى السياسي والتعليمي والاقتصادي في البلد.
الحضرة العرفانية يوم الأحد الموافق 26-11-2017