الدين و الترييةالرياضةالسياسة

” الطريقه المريدية و السيرة النبوية الشيخ موسى كاه نموذجا”

” الطريقه المريدية و السيرة النبوية الشيخ موسى كاه نموذجا”
والسيرة النبوية لها مكانة رفيعة فى قلوب المسلمين السنغاليين منذ وصول الإسلام إلى ديارهم ، ولذالك بذلوا كلما لديهم من الجهود لتعلمها وتعليمها ، وأصبحت الغزوات والشمائل النبوية حديث الرجال فى هذه الأيام الربيعية الغراء ، وممن لهم نصيب وافر فى ذالك الشيخ الخديم القائل فى قصيدته المطرزة ب” أعوذ بالله من كل ضر ” : ”
أحييت مولد النبى من أسش ” وانقاد لى فوق المنى فى همسش ”
أسش 1301 هجرية وهمسش 1345 هجرية ،
وبذالك يتضح لكثير أنه لم يتوان فى المشاركة لهذا الإحتفال المجيد ، والإحتفال لهذا اليوم كان قرينا بمدارسة السيرة النبوية ، ولذالك نلاحظ إشارات الشيخ إلى حوادث السيرة فى مدائحه النبوية الكثيرة كقصيدة *جذب القلوب و*مواهب النافع* و*مقدمات الأمداح * ولم يترك لنا الشيخ كتابا مستقلا لنا فى السيرة النبوية حسب علمى القصير ، ولأجل هذا سأل شيخ معروف للشيخ مولاي على بوسو هل للشيخ الخديم إلمام كبير بالسيرة النبوية،؟! فأجابه : ” مارأيت مثله فى السيرة ، ولم يذكر قصة فى المادة إلا استشهد غيبا بشواهد كتب السيرة نظما ونثرا ” وهذا الكلام يتأكد بماأورده الشيخ محمد الأمين جوب الدكانى فى إروآئه :
ولقد حضرت يوما وسأله بعض علماء البيضان عن السيد الأمين أهو جبريل أم رسول الله فقال هو جبريل فقال أجبريل يلقى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابه الشيخ ببيتي ناظم الغزوات :”
وقيل إن جبرئيل يحضر * من مات مؤمناً وقوم أنكروا
مجيئه بعد رسول الله * والحق أن ليس له تناهى
والمراد بإيراد البيتين بداهته وارتجاله أمام الشيخ البيضانى دون الرجوع إلى الكتاب نفسه مايؤكد حفظه لمتون السيرة النبوية،
وكذالك كان علماء الطريقة المريدية ملمين بهذه المادة ، قال الشيخ محمد المرتضى بوسو إن العلامة الشنقيطي والفقيه المالكى الشيخ حمدان ولد التاه أخبره بأن لجده كتابا فى السيرة ، واسمه ” حوادث السنين ” قام الشيخ إمباكى بوسو بشرحه ، والسبب الذى جعلنى أعتقد أن الشيخ الخديم لم يكتب عن السيرة كتابا مستقلا هو ما قاله أحفاد الشيخ موسى كاه بأنه أمر جدهم هذا بالنيابة عنه بالتأليف فى اللغة المحلية الولف ليصل إلى الشعب مباشرة،
ومن قرأ كتاب الشيخ موسى كاه المعروف ب”البرزنجى ” سيدرك إمكانية صدق هذا الكلام ، لأن الشيخ موسى بارى فى كتابه هذا علماء السيرة وكتبهم الضخمة باللهجة المحلية ، وبدأها باللغة العربية قائلاً : ”
بسم الإله العظيم الشأن يالله *
قدابتدأت بنظم الدر يالله
در يضيء جدود المصطفى وأمو*
ره ومولده المختار يالله
قفو لمدح رسول الله واستمعوا *
وأنصتوا ياملا للحق يالله
وأكد إتقانه لغة ” الضاد ” بهذا المدخل الجميل ، كما أكد أنه لم يكتف بنظم كتاب ” البرزنجى ” فحسب ، وإنما ضم إلى النظم كتبا أخرى لمافيها ولايوجد فى البرزنجى :”
من فيض بحر المناوى يانديم لنا *
غرفت ذالنظم فى المنثور يالله
والمولد الدر والبرعي * لا جك وي ” ladiakka way
*بوليك * bolek مناوي والبرزنج يالله
– والبرزنجى نسبة إلى شيخ من المشارقة قال لى الشيخ محمد خالد ثابت المصرى إنه كان كرديا ،وذالك البرزنجى له كتاب منثور وهو يحتفل به المريدون فى ليلة المولد كمايفعل التجانيون لبردة المديح فى المولد ، وصفة قراءته الإحتفالية أن يقرأ شيخ فقرات ثم يصمت ليقرأ الجماعة بلحن موحد ومؤثر قول البرزنجى :” عطر اللهم قبره الكريم بعرف شذي من صلاة وتسليم ” –
هكذا واصل الشيخ موسى كاه كتابه فى السيرة باللهجة المحلية إلى أن زاد على ألف بيت !،
والكتاب يطلق عليه العوام ” البرزنجى ” نظرا ربما لكونه مصدره الأهم فى كتابه ، ولاكنه سماه :” قلادة المرجان فى مولد خير أولاد بنى عدنان ”
ومنهجه هو منهج معظم كتب السيرة العربية ، من ولادة و آباء النبي وأجداده وأعمامه ومرضعاته إلى نهاية عمره عليه السلام ، . مع تقديم منذ أن كان نورا كما يقول السادة المتصوفة،
إن شاء الله سأقوم بنشر أجزاء خلال الأيام من هذا الكتاب المنسي ، ولوكنا نحفظه للأولاد سيكونون محيطين بالسيرة وإن كانوا أميين لكون الكتاب مؤلفا من لهجتهم الأم ، ومن هذا لابد أن نشير إلى أهمية التأليف باللهجات المحلية ، .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock