الرياضةالسياسةالصفحة الرئيسية

تاريخٌ جديد يصنع في أفريقيا

في قمة الرئيس إيمانويل ماكرون بأفريقيا بنوفمبر 2017، في جامعة بوركينا فاسو( دولة الأحرار)، في أولى زياراته لأفريقيا. قمة ناقش ماكرون فيها مجموعة من الجامعيين البوركينابيين ، القمة الشهيرة التي لاقت جدلاً واسعًا بين مؤيدٍ ومعارض.
نذكر حين صرّح ماكرون بقوله : ” إنّ أموال بلدان أفريقيا الفرنكوفونية المودعة في البنك المركزي الفرنسي كاحتياطات صرفالعملة الأجنبية لدول فرنك سيفا، ليست رهينة فرنسا، إنّما تحتفظ بها في أمان بناءًا على اتفاقية بين تلك الدول وفرنسا، ويمكنها أن تستردّها متى تشاء”.

يبدوا أنّ ممن صدّق ذلك التصريح ، رئيس دولة بنين ، باتريس تالون .
الرئيس الملياردير الذي أدلى بتصريح في تغطية إعلامية أثار إعجاب الجماهير الأفريقية ، تصريح اعتبر بداية الانفصام بين سياسة ” فرنسا-أفريقا Francafrique”
ففي تاريخ 8 نوفمبر 2017 ، قال لقناتي : إر إي في -RFI و فرنسا24 : إنّ دولة بنين عزمت على سحب احتياطات النقد الأجنبي لها ، المودعة في البنك المركزي الفرنسي ، لاستردادها في البنك المركزي للاتحاد العملاتي لدول غرب أفريقيا( l’UMOA (Union monétaire ouest-africaine)، تمهيداً للعملة الجديدة ” إيكو” “. وقال ليس صحيحاً أن عدم سحب تلك الاحتياطات التي تُذّكِرُ بالحقبة الاستعمارية مرتبط فقط بتفاصيل ” تقنية ” بل هي مشكلة ” سيكولوجية نفسية” لدى القيادة الأفريقية القديمة ، ونحن ( جيلنا الحالي) قررنا أن نصرم الوداد بهذه المشكلة النفسية التي ترى بأحقية الوصاية الفرنسية علينا.

حرّي ذكره أن التصريح لاقى قبولاً بل إعجاب الجماهير الأفريقية، جماهير لم ينسوا أن الرئيس توماس سانكارا دفع حياته ثمناً لاعتراضه على ضريبة الاستعمار وإيداع الاحتياطات في بنوك فرنسا. شعوب لا تزال حاضرة في أذهانهم حادثة الشهر المنصرم ، حين تم طرد سفيرة الاتحاد الأفريقي لدى الولايات المتحدة الأمريكية الدكتورة “أريكانا كاو” لأنها انتقدت ضريبة الاستعمار والديون المكذوبة على فرنسا ، وإيداع الاحتياطات النقدية في بنوك فرنسا ولعنة فرنك سيفا.
شعب يتذكر قمة سوتشي بروسيا والمناضلة العاجية ، ناتالي يامب.

وما يشير بأنّنا ننعطف في علاقتنا مع فرنسا إلى التحرر الاقتصادي ، أنّه بعد 24 ساعة من تصريح الرئيس تالون .
أعلنت كل من دولة : توغو ، السنغال ، بوركينا فاسو ، غينيا بيساو ،وكوت ديفوار ، مالي ، النيجر ، بأنها تدرس الموضوع بجدّية وأنها تزعم ( كلها) انسحاب احتياطاتها.

يمكننا القول ، إن فرنك سيفا ستعرف أولى جلطتها الدماغية ، على أن تصاب بسكتة قلبية نهائية إن رافقتنا في هذا الصراع ، إخواننا بنفس هذه العملة الاستعبادية من وسط أفريقيا.( السيماك).
هو نظام صرف فرضتها علينا فرنسا منذ 1945، أي 15 سنة حتى قبل استقلالنا، أوهمتنا باستقلال سياسي ، دون تحررّ اقتصادي، بل لم تطلب رأينا في ذلك حتى.
كسيد يفرض إرادته على عبيده. وعلى تقريبا 14 دولة ، وكل سنة تقدم العبيد نصف احتياطها للصرف الأجنبي في البنك المركزي الفرنسي.
من منكم يمكن أن يتصور ويضربها في تلك السنين من 1945 حتى 2019؟ 74 سنة من الإرهاق الاقتصادي -العملاتي للقارة.
يقال إنه بين 15-20 مليار يورو ، الآن احسبها بالفوائد والاستثمارات التي قامت بها فرنسا خلال 75 سنة.؟!!

في نفس الوقت دولٌ مثل النيجر ومالي ، وغينيا بيساو وتشاد تنتظر مساعدات خارجية ليكمل ميزانيتها السنوية للمشاريع الهائلة والطموحة للدولة ، بل أحيانًا تعجز الدفاع عن أمنها القومي ضد الجماعات الإرهابية. لأنها تعاني من عُقْمٍ في ميزانية الدفاع.
هذه عين العبودية الاقتصادية يا ناس.
—-
أتمنى أن تصلهم الرسالة أنّنا لا نريد من البقية دراسة أي موضوع، المسألة واضحة ، يتخذوا القرار ويفكوا قيودنا من أغلال فرنك سيفا، سئمنا البقاء في دهاليز ” فرنك سيفا” المظلمة.
معرفتي لرؤسائنا ، في الغالب يقصدون بالدراسة بحث طريقة معينة للانسحاب دون أن يغيظوا سيدتهم فرنسا.

ينسون أن :” الجبان هو من يقف بين “نعم” و ” لا” حين يجب أن يكون الجواب ” لا” قطعي” كما قال فريدريك نيتشه .

إدريس آيات- قسم العلوم السياسية- جامعة الكويت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock