السياسةالعمل والمستجدات

عودة الرئيس السابق لموريتانيا يثير جدلا واسعا على الساحة السياسية.

 

أحدثت عودة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلى المشهد السياسي، ارتباكا كبيرا في موريتانيا، وأثارت جدلا واسعا لا يهدأ بين خصومه الذين يرون أنها تتضمن نيّة للعودة إلى كرسي الحكم أو خلق سلطة موازية للسلطة القائمة بقيادة الرئيس، محمد ولد الغزواني، ومؤيديه الذين يدعمون عودته للعمل السياسي من جديد.
وبعد 3 أشهر من تسليمه السلطة ومغادرة البلاد، عاد ولد عبد العزيز إلى موريتانيا، وترأس، الخميس، اجتماعا مثيرا للجدل لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، الذي أسّسه وحكم به البلاد على مدى 10 سنوات، لكنّه أشعل خلافات وصراعات داخله بين شقّ يدعم رجوعه ويتمسّك به كمرجع وحيد للحزب باعتباره مؤسسه، ومطالب أخرى تنادي بضرورة أن يتخذ الحزب مرجعية جديدة متمثلة في الرئيس الحالي الغزواني.

العودة غير المتوقعة لولد عد العزيز واستئناف نشاطه السياسي أحدثت أيضا صدمة في البلاد، وأصبح هذا الحدث الشغل الشاغل للرأي العام الموريتاني هذه الأيام، وسط تساؤلات حول جدوى رجوعه، ومدى تأثيرها على المشهد السياسي والنظام القائم في البلاد، كما أثارت غضب الأغلبية البرلمانية.
وفي هذا السياق، وقع العشرات من نواب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، عريضة ترفض هيمنة الرئيس السابق ولد عبد العزيز على الحزب وتعارض أي دور مركزي له داخل الحزب أو الدولة، واعتبروا عودته بمثابة تشويش على المشهد السياسي.
ومن جهتها، سارعت أحزاب المعارضة لاتخاذ موقف مناهض لعودة ولد عبد العزيز بعد “الأخطاء التي ارتكبها خلال السنوات الماضية”، وأشارت إلى أن عودته السياسية هي محاولة للتغطية على ملفات الفساد التي ارتكبها وتعطيل المساعي الرامية لفتحها، حيث طالب اتحاد أحزاب التغيير الديمقراطي، الممثل في البرلمان، بحوار سياسي شامل في البلاد، وفتح ما وصفه بملفات فساد نظام ولد عبد العزيز.
وأمام هذا الجدل الذي لم يهدأ، كتب الكاتب محمد الأمين ولد الفاضل متسائلا عن خلفيات عودة الرئيس السابق إلى العمل السياسي قائلا: “من الصعب جدا تحديد السبب أو الأسباب التي جعلت الرئيس السابق يقرر الاجتماع بلجنة تسيير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، هل استشعر أن بساط السلطة والنفوذ قد سحب من تحت قدميه بهدوء وكياسة أم أنّ السبب هو اتساع المطالبة بفتح تحقيق في سنوات العشرية التي حكمها ودخول أحزاب عريقة على الخط أم أنه يعود إلى استياء وغضب الرئيس السابق من انفتاح الرئيس الحالي على المعارضة؟”.

واعتبر ولد الفاضل أنّه “بغض النظر عن السبب الحقيقي أو الأسباب التي جعلت الرئيس السابق يقدم على ذلك الاجتماع القاتل، فإنّ ما يمكن الجزم به أنه بتصرفه هذا، قد نصب نفسه هدفا مكشوفا لنيران الأصدقاء قبل نيران الخصوم، كان عليه أن يبتعد عن واجهة الأحداث وعن دائرة الضوء إذا ما كانت تهمّه مصلحته الخاصة، وكان عليه أن لا يهزّ ثقته بصديقه رئيس الجمهورية الحالي، الذي كان ومازال يوفر له الحماية، لقد ارتكب خطأ جسيما من خلال الدعوة إلى ذلك الاجتماع القاتل، وارتكب خطأ أكبر عندما تصرف بطريقة غير ودية مع صديقه الرئيس”.
ومن جهته، رأى الإعلامي المعارض لولد عبد العزيز، باباه سيدي عبد الله، أنّ الرئيس السابق يدبّر مكيدة سياسية ضد الرئيس الحالي الغزواني، من خلال عودته إلى النشاط السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock