
مكانةُ المدارسِ القُرآنيةِ (الكتَاتيبِ) لِلمُجتمعِ
مكانةُ المدارسِ القُرآنيةِ (الكتَاتيبِ) لِلمُجتمعِ
إنَّ لِلمدارس القرآنية أهمية ومكانةً عظيمة ودورا كبيرا في المجتمع، وهذه الأهمية تنبع من أهمية ومكانة القرآن الكريم، فهو كتاب الله الخالد والمصدر الأول للتشريع ودستور الأمة إلى يوم القيامة، ولقد أصبحت مدارس القرآن الكريم ضرورة شرعية وتربوية في المجتمع، لأنها تؤازر الميادين التربوية الأخرى، كالأسرة والمدرسة، في تهذيب النشء وتربيتهِ وتزكيته وحمايته من أسبابِ الانحراف، وبفضل الله تعَالى فإن مدارس القرآن الكريم بالسُّلطنة تقوم بدور بارز ومَلحوظ في هَذا الجانب.
الكتاتيبُ جَمع كتَّاب: وهي المدارس التي يبدأ منها تعليم أطفال المسلمين آيات القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، وشيء مِن شتى العلوم اللغوية والشَّريعيةِ.
وتجدر الإشارة إلى أننا نجد كثيرا في معظم القرى أو الأحياء كتاتيبَ تشغل غالبا جزءا كبيرا من المَساجد أو الزّاويا، وبعضها تكون في الشَّوارع وبعضها تكون منفصلة عَن البيُوتِ وفِي أماكن أخرى. ويُعتبر الكُتّابُ المَحضن التربوي والتعليمي الأول للمتعلّمِ المُبتدئ.
ومن المعلُوم أنَّ السِّنغال قد عرفَ التعليم العربي الإسلامي منذ دخول الإسلام فيه في في المؤسسات التي تطلق عليها ” الكتاتيب” أو “دار” وفي “المجالس”.
ومن أشهر تلك المدارس القرآنية:
مدرسة كُوكي للسَّيد مُختار ندُومبي جُوبْ في منطقةِ كجُورْ؛
مدرسة مَصمب اتيام فِي تيامين في منطقة جُلفْ؛
مدرسة بير للقاضِي عَمار فَال في منطقة كجُور؛
مَدرسة نكِيكْ فَال للشَّيخِ سَرين ميرُو فال في منطقة انجامبُور؛
مدرسة مام مهرم امباكّي فِي سَانجكَا جُلفْ؛
مدرسة سَرين بامبَ صَل جَالِّين في منطقة سالُوم .
هَذه وغيرها مِن المدارسِ التي استمدت أنوارها السَّاطعة مِن هذهِ.
من أدوار المدارسِ (الكتاتيب) لِلمجتمعِ ما يلي:
تَعليمُ الأطفال القرآن الكريم تِلاوةً وَحِفظا وتجويدًا ؛
تربيةُ الأجيالِ تَربيةً إسلاميةً عَلى حَمل الأمانةِ الإلهيةِ، وكانَ هؤلاء المُعلّمينَ معرُوفينَ باسم المؤدِّبينَ؛
تَعويدهُم عَلى الخِصَالِ الحَميدةِ كالتَّواضُعِ والاجْتِهاد في العَملِ؛
تدريبُ الطُّلاب على تحمُّل المسؤولية منذُ سنِّ باكرة، وذلك خِلال العمل في مَزارع المدرسةِ في المناطق الريفية، وإحْضار الماء والحطب، وتجهيز الطعام، وغَسل الملَابس، وفي بعض المجتمعات يقُوم الطُّلاب بصِناعة الأقلام والحِبر باستخدام المواد الأوليةِ المحليةِ؛
إخراجُ عدد كَثيرٍ مِن حُفاظ وحافظات القرآن الكريم في كلّ سَنةٍ؛
إخراجُ آلاف مِنَ عُظماءِ الدارسين والمثقفين وكذلك بعض رجال السياسة الذينَ يعرفُون حق الله تعالى ويحترمُونَ حُقوق الناس.
توصياتُ
حَاجة المدراس القرآنية إلى معلمين جادينَ بارعينَ فِي فَنِّ التَّعليمِ؛
إدخالُ المَناهج الحَديثة في هَذه المدارس القرآنيةِ؛
تحْسينُ أوضاعُ المُدرِّسينَ حتّى يتمكَّنُوا مِنَ التَّفرغِ لهذا العَملِ الجَديدِ .
بقلم الأخ سرين امباكّي جوب الطُّوبويُّ خريج معهد الدروس الإسلامية ومدرس اللغة العربية فِي معهد الخليل الإسلامي ومعهد فتح المنان بطوبى شام