السياسةالعمل والمستجدات

‎قسم اللغة العربية في كلية علوم وتقنيات التربية والتكوين يحتفل اليوم العالمي للغة العربية بحضور كوادر من المستعربين في السنغال .

‎نظمت اللجنة الثقافية التابعة لقسم اللغة العربية في كلية علوم وتقنيات التربية والتكوين
‎بدكار ندوة علمية كبيرة في قاعة “كوتيو برما
” صباح اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2019 تحت شعار ” اللغة العربية ودورها في العالم المعاصر ” وسط حضور شخصيات كبيرة من دكاترة الجامعات وأساتذة المدارس الحكومية والطلبة بمختلف الجهات من القسم العربي التابع لكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة شيخ أنت جوب بدكار وفي المعهد الاسلامي بدكار والباحثين في المعهد الأساسي لإفريقيا السوداء ، كماحضر الندوة ممثل السلك الديبلوماسي العربي في السنغال نائب سفير المملكة المغربية مصاحبا مع السفير الفلسطيني وممثل مكتب البيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية لتكريم أعمال علمية وأدبية تخص اللغة العربية .

‎وانطلقت فعاليات الندوة بقراءة آيات من القرآن الكريم ثم رحب البروفيسور الدكتور مصطفى لي مقدم البرنامج
‎جميع الحاضرين بكل الود والتقدير
.
وتلتها كلمة الترحيب قرأها الأستاذ محمد لوح الذي استطاع تلخيص برنامج الندوة في دقائق قليلة وتقديم نماذج للسير الذاتية لكل المحاضرين الثلاث والمتعاقبين .

ووجهت الكلمة إلى الدكتور سيدنا علي جوب رئيس قسم اللغة العربية في كلية علوم وتقنيات التربية والتكوين حيث قدم ورقته الأولى بعنوان :
“أهمية اللغة العربية ومكانتها بين اللغات ” تكلم فيها عن أهمية اللغة العربية على المستوى العالمي والمحلي أي القارة السمراء وخاصة بلادنا السنغال في عدة أبعاد منها :
البعد السياسي :
-كون اللغة العربية من إحدى اللغات الستة على المستوى العالمي حسبما اعترفها الأمم المتحدة .
-أن اللغة العربية تمثل اللغة الرسمية لمايساوي 18 دولة عربية في العالم .
-أن اللغة العربية تحمي كتابا وهو القرآن الكريم يؤمن به حوالي مليار وتسع مائة في العالم .
البعد الاجتماعي :
-اللغة العربية تجتاز شعبية كبرى على المستوى البشري حيث ينطقها العرب وغير العرب بسبب القرآن الكريم .
البعد الاقتصادي :
والاقتصاد كماهو معروف أنه يحتوي على الانتاج والتجارة ،وأن أبرز ماينتجه الاقتصاديون في العالم هو الذهب الأسود إذ أن العالم العربي وخاصة دول الخليج يحتوى النسبة الأبرز لإنتاج النفط في العالم ،ولذالك فإن المشكلات العالمية قد تسببه هذا المعدن الغني وهو مايلاحظها من الحروب في منطقة الشرق الأوسط ، واللغة العربية أداة تواصل بين المنتجين .
وفي ختام كلمتها ، خصصت للدكتور جيم درامي رئيس القسم العربي في إيفان “المعهد الأساسي لإفريقيا السوداء كلمة التعقيب عن الورقة الأولى .

ثم تحدث الدكتور ابراهيم انجاي المتخرج حديثا في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ومؤلف كتاب ” اللغة وعاء الأفكار فاعتبروها ياأولي الأبصار” في المحاضرة الثانية بورقة عنوانها : “السلام العالمي ودور اللغة العربية في ترسيخه” .
وأكد قائلا ” أن السلام قيمة انسانية يحتاجه الانسان أيا كان دينه وعرقه ولونه وهو المنهج الذي يبحثه الشعوب والأمم والرؤساء في العالم ، ونتلو آيات من الذكر الحكيم حول تكريم البشر في قوله تعالي : ولقد كرمنا بني آدم …
وأيضا في آية أخرى : ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا…
نعم ، لكل قبيلة لغة وفكرة تدافع عنها ،فبعد مجيئ النبي صلع وآله وسلم أصبحت اللغة العربية لغة دين وليست لقبيلة ما ، واللغة العربية والاسلام وجهان لعملة واحدة ،فاحترام الاسلام احترام لللغة العربية وكذا العكس .
والاسلام وضح في جوانب عديدة أنه الدين السلام الذي يحرص على حفظ القيم الانسانية لاالتطرف الفكري ” .
وتلتها في جانبه كلمة تعقيب للأستاذ أحمد جينغ أحد طلاب الكلية على الورقة الثانية نبه الحكومة إلى قضية يجب إعادة النظر في مفهومها وهي أن المستعرب السنغالي لايعرف التطرف الفكري ولاالأسلوب التشددي للإرهاب ، إذلا توجد في السنغال أي مؤسسة تعليمية للارهاب .

ثم قدم الدكتور تالا امبيغ ورقته الثالثة تحت عنوان : ” وضعية اللغة العربية في نظام التعليم السنغالي ” .
حيث قال “أن اللغة العربية لها وضعين في النظام التعليمي السنغالي :
التعليم العمومي الذي تتكفل الحكومة في مؤسساتها .
التعليم الأهلي الذي يتحمل أعباءه أفراد وجمعيات ومنظمات غير الحكومية.
ونشير هنا إلى أن هذين الوضعين يمكن اعتبارهما نظاما واحدا في التعليم السنغالي باعتبارهما المنهجين الأبرزين اللذين تسعى الحكومة في تحصيل الفرص الكاملة والشاملة لجميع أبناء الوطن إما مباشرة في مؤسساتها أو غير مباشرة في المؤسسات الخاصة .
وللحديث عن وضع اللغة العربية في المدارس الحكومية الرسمية ينبغي لنا التركيز على المحاور التالية :
– التطور الادراي لللغة العربية في النظام التعليم السنغالي .
-التطور البيداغوجي لللغة العربية .
-مقترحات للتطوير .
وواصل الدكتور امبينغ كلمته في الحديث عن المحطات الأساسية حول تاريخ دخول اللغة العربية في المدارس العربية والفرنسية الرسمية منها :
-أول مسابقة أجريت لاختيار المعلمين للتعليم في المرحلة الابتدائية حصلت في عام 1961 م، ثم بعد ذالك كانت الحكومة السنغالية توظف أشخاصا بالتعيين المباشر للاضافة إلى أشخاص تخرجو في مدرسة فرانكو عرب في دار المعلمين في دكار وكلهم يتخاضعون راتبا شهريا واحد تلو الآخر بثمن 18000فرنك سيفا وكان ذالك في السبعينيات وبداية الثمانيات .
-في 2002 تم ادخال التعليم العربي الديني في المدارس الحكومية ، وفي ذالك الوقت خصصت ساعتان للتعليم الديني وساعتان للتعليم التربوي، وتم أيضا انشاء المدارس العربية الفرنسية في السنغال بشكل رسمي .
وقبل ذالك أدخلت اللغة العربية الكلاسكية والحية في الاعداديات والثانويات .
وعلى المستوى التعليم العالي تمت إنشاء جامعة دكار قبيل الاستقلال في عام 1954 , وكان اللغة العربية موجودة فيها ، ثم في عام 1964م تم فتح القسم العربي في الجامعة ، لاكن مع كل ذالك فالمستوى كان ضعيفا جدا بخلاف الوضع الحالي .
والجدير بالذكر أن النسبة التي تعمل باللغة العربية في النظام التعليمي السنغالي كالآتي :
-عدد المعلمين في المدارس الابتدائية الحكومية 7962 شخصا .
-عدد الأساتذة في الاعداديات والثانويات 1127 شخصا .
عدد المفتشين 106.
عدد المدارس العربية الفرنسية 554 .
وفي الختام قدم الدكتور امبينغ حلولا حول المشكلات التي لوحظت في المدارس الحكومية ومن بينها :
الاهتام بالتكوين الازم للأساتذة لرفع مستويات الطلبة .
على الحكومة تخصيص معهد خاص للطلبة الجامعيين لدراسة اللغة العربية
وتلتها كلمة التعقيب للدكتور مصطفى ويل على الورقة الأخيرة.

وبصفته ممثلا للسفارات العربية في السنغال ، تكلم الدكتور صفوت إبريغيث سفير دولة فلسطين لدى دكار والرأس الأخضر وغينيا حول أهمية الاحتفال باليوم العالمي لللغة العربية مركزا فيما بعد عن الورقة الثالثة ومدى رغبة السلك الديبلوسي العربي في البلاد إلى تمويل الأعمال العلمية والأدبية .
وبحسب ماتضمنتها وتداخلتها كلمات الندوة ، علق الدكتور خديم سعيد امباكي الرئيس الأسبق لقسم اللغة العربية في المعهد الأساسي لإفريقيا السوداء بكلمات بسيطة عن الورقات الثلاثة .
ثم ألقى الدكتور الشيخ محمد أحمد لوح عميد كلية الافريقية في بيكين الضاحية كلمته معلقا على الورقة الثانية التي ركز على البعد الاقتصادي ومدى أهمية اللغة العربية فيه .
ومن جانبه ، تكلم المفتش عثمان باه المسؤول عن التعليم العربي في الوزارة التربية عن الوضع العربي في المدارس الحكومية مشيرا إلى أنه يتطور من مرحلة إلى أخرى .

وقد شارك في الندوة بعض الشعراء الذين أعدوا قصائد رائعة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية هيجت مشاعر الحاضرين وهم :

الشاعر تفسير بابكر صار قرأ على مسامع الحارضين قصيدة بعنوان :
“حملة الضاد الخالعة ” .
والشاعر سرج فاضل جوب بقصيدة مركزة على الحب عنوانها :
“مالم يقله هاروت ” .
والشاعر شعيب جابي بقصيدة يمدح بها النبي محمد صلى الله عليه وإله وسلم عنوانها :
” الجواد الاحق ” .
و الشاعر مالك امبي قصيدة رائعة عن اللغة العربية بعنوان:
“في حق اللغة العربية” :
وكان ختامه مسك لدور الشاعر حبيب الله بل بران جوب الذي ألقى قصيدة فريدة من نوعها بعنوان:
” رقصت على قلبي ” في مدح فات جوب … .

واختتم الدكتور مصطفى لي مقدم البرنامج فعاليات الندوة لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية في كلمة لخصها بالشكر الجزيل إلى كل الضيوف الذين حضروا وشاركوا في الندوة لتلبية الدعوة ولإحياء مناسبة اليوم العالمي للغة العربية من أجل الاسهام والتطور .

تقرير : 🖋الصحفي المعاصر محمد الأمين غي (ابن الزهراء ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock