الثقافةالدين و الترييةالسياسةالعمل والمستجدات

تحديات تواجه مشروع الجامعة الإسلامية بطوبى.

حول مشروع الجامعة الإسلامية في طوبى

لاشك أن السنغال بحاجة إلى مؤسسة إسلامية للتعليم العالي لأسباب من أهمها أن التغيرات السياسية التي تجري في العالم العربي تترك آثارها على مناهج التعليم على وجه يؤدي إعادة النظر في الفكر الديني ومصادره الأصلية. وظهر اتجاه إلى إحلال الفلسفة والعلوم الاجتماعية وتاريخ الآداب والفنون محل العلوم الدينية في كليات الشريعة وأصول الدين أو إعادة تفسير النصوص الشرعية لتفريغها من مضمونها الشرعي…
من أجل ذلك وللحفاظ على تراثنا الإسلامي، لم يعد هناك بد من إنشاء جامعة إسلامية في السنغال تضمن الجمع بين الأصالة والحداثة في مناهجها…
إن مشروع جامعة طوبى يأتي في الوقت المناسب لكنه يواجه تحديات منها:
أولا التحدي المالي
يحتاج المشروع إلى ميزانية كبيرة تضمن انطلاق الجامعة واستمرارها بشكل طبيعي. ولا أشك أن الطائفة المريدية تستطيع أن تمول بمساهمات أتباعها الأثرياء بناء مرافق الجامعة وتجهيزها. أما رواتب العاملين من أساتذة وإداريين وعمال فلابد من إيجاد مصدر مالي مستقل لها. وبهذا الاعتبار، أرى ضرورة إنشاء مؤسسة كبرى على غرار مؤسسة فورد أو مؤسسة روكفلر تنشئ أوقافا في جميع أنحاء السنغال، على أن توفر الطائفة وأصدقاؤها وسائر أهل الخير رأسمالها من خلال حملة تبرع وطني…
التحدي الفكري
يتعلق الأمر هنا برسالة الجامعة وأهدافها. أرى أن المؤسسة، وإن كانت إسلامية، ليست لها صبغة طائفية. بل تدرس فيها ما تدرس في كل جامعة إسلامي حديثة بالإضافة إلى العلوم البحتة التي تحتاج إليها الأمة في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، علما بأن عهد التقوقع قد ولى إلى غير رجعة وأن التغير قادم لامحالة. فالطوائف الدينية جزء من المجتمع السنغالي من حيث متطلباتها التنموية لا سيما في مجالات التربية والتكوين والتشغيل والصحة والتزود بمرافق حيوية وبنية تحتية راقية…
التحدي الاجتماعي
لابد من محاربة روح الاتكالية المتجذرة في بيئة المشروع. ليس هناك طبقة اجتماعية أنبل من مزاولة نشاط مهني. فالمشاركة الفعلية في النشاط التنموية ترقى بالنية الحسنة إلى مرتبة العبادة. ومعلوم أن أشهر أنبياء الله تعالى كانت لهم مهن. وعليه، فلا بد من إقناع الجميع بضرورة السعي إلى الحصول على تكوين يستجيب لحاجة السوق …
التحدي الثقافي
يقال إن الثقافة هي الإنسان. وكان أحد رؤساء السنغال يقول إنها تواكب التنمية من بدايتها إلى نهايتها. وهي معارف وخبرات موروثة وتقاليد وعادات وقيم ومعايير… ومن هنا يجب على أصحاب المشروع أن يستدركوا ما فات غيرهم . ألاوهو الاهتمام بالموروث الايجابي في مجال اللغات والخبرات التقليدية والقيم إلخ.
والخلاصة أنه يجب العمل من أجل نجاح المشروع لأنه ملك للأمة كلها. ولا بد للقائمين عليها أن يتجاوزا الأفكار المسبقة وأن يتعاونوا مع أصحاب الخبرة من جميع القطاعات وأن يتجنبوا الوقوع في فخ السياسيين الذين يوهمونهم بأن المشروع يجب أن يبقى حكرا على الطائفة المريدية من حيث التصور والتنفيذ.ذلك أن الجامعة من حيث مفهمومها العالمي تقصي الإقصاء. فهي بطبيعتها مفتوحة تعنى بكل العلوم والمعارف المفيدة . وهي بحث علمي وتدريس وخدمة للمجتمع…

د خديم امباكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock