السياسةالعمل والمستجدات

المنتدى الوطني الأول للجمعية الإسلامية لخدمة التصوف حول تعليم القرآن الكريم في السنغال .

نظمت الجمعية الإسلامية لخدمة التّصوف المنتدى الوطني الأول حول تعليم القرآن الكريم مساء اليوم السبت الثاني والعشرين من شهر فبراير لعام 2020 ، في فندق راديسون (كورنيش) بدكار بالتعاون مع العاملين في قطاع التعليم والإدارة والبحث العلمي ، إضافة إلى الجمعيات النشطة في هذا المجال مثل : الاتحاد الوطني لجمعيات المدارس القرآنية ، ورابطة المدارس القرآنية ، و جمعية آجيف ، وغيرها بحضور معلمي القرآن والأئمة والدعاة والإعلاميين .

وافتتح المنتدى بقراءة آيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ سرج علي سانقي بصوت رائع هيّج مشاعر الحاضرين .

وقد قُسّم برنامج المنتدى بالحفل الرسمي قبل التطرق إلى المحاضرات المخصصة حول تعليم القرآن الكريم في السنغال .

وافتتح الدكتور أحمد خليفة انياس القسم الأول بالحفل الرسمي بكلمة نيابة عن الوفود الدينية تناول فيها مواضيع مهمة من ضمنها أهمية العلم والتعليم في بناء جيل واعد في المستقبل وقال : أن الله سبحانه وتعالى أعطانا كتابا مع أن هذاالكتاب لايتجاوز مابين دفتيه ، ولكنه أمرنا بأن نتعلم من العلوم الإلاهية وقال سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: ” لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولوجئنا بمثله مددا ” .
فأهمنا أن مجال الفهم يتجاوز مايستطيع أن يكتبه ماء البحر ، ومن العلوم التي يعطينا إياها تتجاوز مايحتويه الكتاب الكريم لذا قال في سورة الجمعة :
“يعلمه الكتابة والحكمة ”
فكانت الحكمة هي المحتوى الذي لايستطيعه أن يملأه ماء البحر ولو جئنا بمثله مددًا .
لذالك فعلينا أن نقوم بحفظ هذا التراث الثمين الذي ورثناه من أجدادنا ومشايخنا ومنها اهتمامهم بالمدارس القرآنية وسيلة لحفظ كتاب الله المجيد والعمل في نشر الدين والعلم معا .
وفي سياق آخر عبّر الدكتور شيخ أحمد خليفة انياس عن فرحه التام حول مشروع جامعة الشيخ أحمد بمب امباكي ووعد بأنه سيشارك في بناء الجامعة وخدمتها ، وسيعطي الخليفة العام الشيخ محمد المنتقى امباكي في كل سنة 37 مليون فرنك سيفا ، كما أهدى الجمعية الإسلامية لخدمة التصوف أرضا تقع في طريق VDN المؤدي إلى بحيرة “روز” بالعاصمة دكار بمساحة 2000مترًا لتجعلها مقرًا لها .

ومن جانبه ، تحدث سرج أبو بن الشيخ محمد المنتقى امباكي الخليفة العام للطريقة الموريدية عن لسان والده شكر جميع الحاضرين من معلمي المدراس القرآنية والأئمة والدعاة .
وقال أن والده لايزال دائما يشجع القائمين بخدمة الدين وتدريس أبناء المسلمين القرآن الكريم إلى المضي قدما نحو الوصول إلى تأسيس جامعات إسلامية منطلقها المدرسة القرآنية الأصيلة .
ويجب على أساتذة الدارات أن يلفتوا النظر إلى سلوكيات طلابهم وظروفهم والعمل في تطوير مناهج التعليم لتعزيز النمط الدراسي بتحسين القراءات القرآنية المجردة التقليدية إلى المجودة .

وبصفته رئيسا للجمعية الإسلامية لخدمة التصوف ، قدّم سرج مام شيخ امباكي خادم حوى به كلمة الإفتتاحية رحّب بها جميع الحاضرين بكل الود والشغف وعلى رأسهم ممثل الحكومة السنغالية السيد دام جوب وزير التشغيل والتدريب المهني وجميع الشيوخ الصوفية والأئمة والدعاة في السنغال بمشاركتهم في نجاح هذه الفعاليات لخدمة القرآن الكريم في السنغال .
وذكر عن الجولة التي قامت الجمعية لتحقيقها في زيارة البيوتات الدينية والمدارس القرآنية للنجاح في تنظيم هذه الفعاليات لتشجيع أبناء الدارات .
وفي كلمته قال “نظرا لما لاحظناه من إقبال الناس في السنوات الأخيرة نحو تعلم القرآن الكريم وحفظه في هذه البلاد ، بعد سنوات من الفتور والإهمال ، ساد خلالها خطاب ينفر الناس عن المدارس القرآنية متهما إياها بالجمود وقسوة الأساليب والبعد عن الحياة العامة ؛ ونظرا لأن هذا الإقبال تعود أسبابه الرئيسة بعد الحرص على حفظ كتاب الله إلى التحفيز الملحوظ عبر الجوائز القيمة المرصودة في المسابقات القرآنية المحلية والدولية ، مثل مسابقة سنيكو الوطنية برعاية رجل الأعمال السنغالي الحاج / عبد الله جاه ؛ وغيرها من المسابقات المحلية والدولية؛
وبما أن هذه الظاهرة تستحق التشجيع والإشادة ، والعناية والرعاية من باب المحافظة على الذكر الحكيم كما هو مقرر في القرآن الكريم ؛
وبناء على ما يمليه علينا واجب الدين والوطن من تشجيع أبناء المسلمين وتحفيزهم وترقية هممهم في مجال التعليم والتربية ؛تعتزم الجمعية الإسلامية لخدمة التصوف تنظيم هذه الفعاليات للملتقى الوطني الأول حول:تعليم القرآن الكريم في السنغال ، مشكلات الحاضر وآفاق المستقبل، وخصصت لها 6 ورقات مهمة يعالجها أبناء المدارس القرآنية لتوعية المجتمع إلى مزيد من الإقبال للنتائج السنوية والدورات المهمة التي تلعبها المدارس القرآنية في السنغال .
واختتم كلمته بالشكر الجزيل لكل القائمين بنجاح هذا المنتدى وعلى رأسهم الشيوخ الدينية وبشراكة مع رجال الأعمال أمثال السيد عبد الله جاه مدير سنكو ورئيس (CCBM) السيد سرج امبوب ومدير شركة النقل (سنكارتور) السيد امباي صار .

وبصفته ممثل الحكومة السنغالية ألقى السيد دام جوب وزير التشغيل والتدريب كلمة بلغ فيها ترحيب الرئيس السنغالي ماكي صال إلى رئيس الجمعية الإسلامية لخدمة التصوف وجميع أعضاءها وأكد عزمه على القيام بكل طلبات المدارس القرآنية وسيقدم النفس والنفيس عن تطوير مناهج التدريس والظروف لأبناء الدارات من حيث التكوين والتدريب المهني .
ووفقا له ، فإن الدارات القرآنية تلعب دورا هاما في التدريب المهني لكونها المرجع الأصلي في تكوين الأطفال ، ولذالك فإن الحكومة تحاول بكل وسعها بناء مدارس قرآنية حديثة على نطاق منهج أكادمي .
وقدم معالي الوزير ظرفة مالية تقدر ب1.000.000فرنك سيفا إلى رئيس الجمعية الإسلامية لخدمة التصوف تشجيعا له لجهوده الكبيرة في تنظيم هذا المنتدى .

وفي القسم الثاني من المنتدى ، تناول المحاضرون 6 ورقات مهمة أبرزها :

-الورقة الأولى بعنوان ” المدارس القرآنية في السنغال : النشأة -الامتداد- التأثير ” تناولها الشيخ شعيب كبه عن نشأة المدارس القرآنية و أهميتها في بناء المجتمع .
وقال ” بأن نشأة المدارس القرآنية كانت صعبة جدًّا ومرت بتحديات ومصاعب جمة منها أن ” المستعمر الفرنسي كان يضيّق أبناء المدارس القرآنية في تحقيق أهدافهم وتدريس الناس ولايمكن أن يزاولوا أعمالهم إلاّ بعد الحصول على رخصة، لاكن رغم كل ذالك خرّجت المدارس القرآنية كبار الدولة منهم الشيوخ الدينية والأئمة والدعاة والأساتذة ووو …
وذكر بعض المدارس القرآنية الشهيرة في السنغال مثل مدرسة بير القديمة ، ومدرسة كوكي القديمة والحديثة أنموذجين في تكوين أبناء الدولة .
وأضاف في كلمته أن المدارس القرآنية هي المرجع في الأمور الدينية للمجتمع السنغالي ،
وخريجوا المدارس القرآنية الذين أصبحوا رجال أعمال يشار إليهم بالبنان في السنغال .

ومن جانبه ، عالج الإمام بوبكر انياغ (ممثل مدينة باي انياس كولخ) ورقته بعنوان : ” مكانة المدارس القرآنية ودورها في النظام التعلميّ السنغاليّ ” .
تناول فيها عن أهمية المدارس القرآنية في تعزيز نظام التعليميّ ، وأن العاملين في المدارس الحكومية هم أبناء الدارات منهم الدعاة ، والمدرسون ودكاترة الجامعات…” .
وقال أن ” الدارات التقليدية هي أساس كل شيء في تحفيظ القرآن الكريم لأبناء الدولة ، ولايحق لنا تقصيرها وتبديلها بالمدارس الحديثة .
ودعا الحكومة وصنّاع القرارات في الدولة إلى مزيد من الجهود لمساندة الأساتذة في المدارس القرآنية
أمام التحديات الكبيرة يعانوها يوميا .

وتلتها في الورقة الثالثة التي قدّمها سرج خالد جغت معلم القرآن الكريم في طوبى بعنوان “مخرجات المدارس القرآنية بين الاندماج والتهميش ، أين يكمل الخلل ؟ ” تناول فيها عن النقاط التالية :
-كون الدارات مراكزا لحفظ القرآن الكريم وتربية أبناء المسلمين وتكوينهم للتريب المهني .
-مشاركة الخريجين في الدارات القرآنية عن كتابة تاريخ البلاد .
-قامت المدارس القرآنية في تطوير البلاد اقتصاديا وسياسيا وعلميا .
وأعطى توصيات إلى أساتذة الدارات والحكومة معا :
-اعتراف الدارات رسميا في جميع الجهات الفاعلة .
-على العاملين في المدارس القرآنية توسيع مناهجهم التدريسية .

كماتحدّث سرج موسى انياغ ( الإمام الراتب لزاوية سرج أبوبكر سه في تيواوون) بالورقة الرابعة بعنوان ” المدارس الداخليّة الحديثة ، هل تشكلّ حلّا جذريا لمشكلات التسوّل في المدارس القرآنية ” تناول فيها نقاطا عديدة منها :
-جاءت المدارس الداخلية الحديثة في السنوات الأخيرة تأييدا لنظيرتها التقليدية من حيث البناء والتكوين المهني للسنغاليين .
-كون المدارس الداخليّة الحديثة مراكزا لتغيير النظام التعليمي التقليدي في الدارات إلى مناهج جديدة وتزويد أبناء الطلبة بعد حفظ القرآن الكريم ليكونوا متعددي اللغات والأفكار .
-التسول ظاهرة قديمة صاحب الدارات وأبناءها في تحسين ظروفهم المعيشية .
-منع التسول لأبناء الدارات في الطرق لايعد حلا كافيا في مكافحة ظاهرة التجول في الشوارع، بل يجب على الحكومة مساندة أساتذة المدارس القرآنية وتخصيص دعم سنوي لهم .

واختتمت الفعاليات للمنتدى الوطني الأول الذي نظمته الجمعية الإسلامية لخدمة التصوف بكلمة لرئيس الجمعية الإسلامية لخدمة التصوف سرج مام شيخ امباكي خادم حوى به بالشكر الجزيل
إلى كافة الشعب السنغالي خاصة و أبناء الدارات القرآنية عامة .

التقرير الصحفي محمد الأمين غي و#الصحفي شيخ مصمب امباكي هذا التقرير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock