السياسةالعمل والمستجدات

رسالة من الشيخ الخديم – رضي الله عنه – إلى أمير «جلف» صَمْبَ لَوْبِ انجَايْ

رسالة من الشيخ الخديم – رضي الله عنه – إلى أمير «جلف» صَمْبَ لَوْبِ انجَايْ

كتب الشيخ الخديم – رضي الله عنه – هذه الوصية إلى أمير مملكة «جلف» صَمْبَ لَوْبِ انجَايْ وهو يزهِّدهُ فيها في الدنيا، ويزجره عن ظلم الرعية وأكل أموالهم بالباطل، مُوَصِّيًا له بالتأهب ليوم الرحيل والاجتهادِ في ما ينفعه في الدُّنيا والآخرة، ونصُّها: “أعوذ بالله، بسم الله، إن وليي الله.

الحمد لله الذي لم يزلْ ولا يزال، والصلاة والسَّلام على سيد الأمراء والوزراء والنساء والرجال، محمد وعلى آله وصحبه ذوي الإنابة عن النقصان إلى الكمال.

هَذا؛ وإنه إلى أمير جُلف صَمب لَوْبِ من عَبْد مَولاه، المُكتفي بما أوْلاَه، أحمد بن مُحمد البكيّ بسَلام تامٍّ، وإكرام عامّ والإعلام بأنِّي أتاني حامل هذا الكتاب من أرضك، وقال لي: إنك تسلّم عليّ، وتطلب مِنّي المَوعظة، فبذلك كتبتُ إليك ما لفظُه: “اعلم بأنَّ الدنيا لا تأتيك إلا بما تنزعه من مثلك، ولا تأتي مثلك إلا بما تنزعه منك، فيومًا تكون مُعينةً لك على غيرك، ويومًا تكون مُعينةً لغيرك عليك، وتارة تُضحكك وتارة تُبكيك فلا تغترر بضحكها؛ فإنها غدَّارة مكَّارة وعمَّا قليل تَعْبِسُ وتَخْدَعُ وتَمْكُرُ. وعليك بإعانة الضُّعفاء والفقراء والمساكين والانكفاف عن الجور والظلم، فمن ظَلِمَ نَدِمَ، ومن جَارَ بَارَ. ولا تنس أن الذي في يدك وأصبحت فيه من النِّعم إنما صار إليك بموت بعض من قبلك وبإخراج بعضهم وسيخرج من يدك بمثل ما صار إليك، فاجتهد فيما ينفعك في الدَّارين قبل خروجك من النِّعم وقبل خروج النِّعم منك.

انتهت النصيحة، فإن قبلتها فلك، وإلا فإنا لله وإنا إليه راجعون”. [المجموعة الكبرى، ص: (271)]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock