السياسةالعمل والمستجدات

قبل أن يصبح مُنتجًا للمدرسة الفرنسية، فإن الشيخ أنتا جُوب، ثمرةٌ من ثمار المدرسة الإسلامية السنغالية التقليدية، وخاصة المريدية منها.

قبل أن يصبح مُنتجًا للمدرسة الفرنسية، فإن الشيخ أنتا جُوب، ثمرةٌ من ثمار المدرسة الإسلامية السنغالية التقليدية، وخاصة المريدية منها.

كثير من الناس -وفي بعض الأحيان- أولئك الذين يدعون أنهم الورثة الروحانيين له، لا يدركون أن العالِم اللامعَ وأبرزَ المثقفين السود المعاصرين، الشيخ أنتا جوب، اكتسب أساسياتِ تكوينه، بل والذوق العلمي والبحثي داخل [أروقة] المدارس الإسلامية التقليدية المريدية.

أسرته والارتباط ب [الطريقة الصوفية] المريدية :

في الحقيقة إن الشيخ أنتا جوب وُلد وترعرع في بيئة مريديةٍ ؛ حتى أنه يحمل اسم ‘الشيخ أنتا غاوان امباكي’ الأخ ل [مؤسس المريدية] الشيخ أحمد بامبا -رضي الله عنهم. وكانت أخت والدتها (الوالدة : السيدة ماغِيت جوب) السيدةُ فاتُ جوب، إحدى أزواج المذكور الأول [سميّه].
ومن الملاحَظِ أيضًا أن الشيخ أنتا جوب هو من سليل معلّمِ القرآن الكريم الكبير، [الشيخ] ماسامبا أنتا جوب كُوكي الذي، تُعتبر مدرستُها من الأفاضلَ [في السنغال] حتى يومنا هذا، والتي خرّج العديدَ من علماء السنغال، بمن فيهم [الشيخ] مام مور أنتا سالي والد مؤسس المريدية.

التكوين :

قال الشيخُ أنتا جوب نفسُه في كتابه «إفريقيا السمراء قبيل الاستعمار» إنّه بدأ تعلّمَ القرآن في كوكي، ثم في كَرْ غُمَكْ (مقرّ الشيخ أحمد بامبا في جُورْبِل) قبل الاختتام في كَرْ شيخ (قريةٌ للشيخ إبراهيم فال).
كتب أنه، تعلّم القرآنَ [الشريف] مع إمكانية إعادة تحريره بالكامل ب [كامل] علامات الترقيم في غضون ١١ سنة في المتوسط.

بعد تعلّمه القرآنَ يأتي ما يُسمّيه ‘المدرسة الثانويّة’. وتتكوّن هذه المرحلةُ من التكوين، بتعلّمِ قواعدَ اللغةِ العربية، والتشريعِ الإسلاميِّ، والتاريخِ (خاصة تاريخ آسيا المسلمة) (…) (…).

تمّ تنفيذُ المرحلةِ الثالثة من تكوينه عند أحد أكثر العلماء تألّقًا ولمعانًا في عصره، الشيخ امباكي بوسو، ابن أخت الشيخ أحمدو بامبا. في قرية غِيدِي بُوسُو، حيث اكتسب المبادئ العلميةَ. يقول إنه، تعلم [هناك] الرياضيات والميكانيكا التطبيقية وبعض مسائل الديناميكا الحرارية (المحرك البخاري) وقياس الوقت [من ظلّ الشمس] مهما كانت حالة السماء.
قال الشيخ أنتا عن مدرسة غِيدي : «كانت هذه المدرسة، ومنذ ٢٠ عامًا، بصدد إنشاء تيّار علميّ من نفس نوعية ‘عصر النهضة’ ، من توثيقٍ [مراجع] عربيّ خالص، [أي] دون تأثير مباشر من أوروبا.
لا يستطيع أحدٌ من خرّيجها [مدرسة غيدي بوسو] قراءةَ أو كتابةَ الفرنسيّةِ. تمّ تطويرُ المعرفةِ الفلكيّة تمامًا هناك بسبب الحاجة إلى العثور على موقع مكة [المكرمة] [الجغرافي] من خلال مراقبة السماء، حتى في خارج الآفاق العادية. (أفْرِكْ نُوَارْ بِيرِكُولُونِييَالْ).

لذلك يمكننا القول بسهولة إن الشيخ أنتا جوب، حصل خلال تكوينه في مدرسة غيدي بوسو، على جزءٍ كبير من معرفته العلمية، وحبِّه للبحث في مجال العلوم الدقيقة، وخاصة ‘العقل النقديّ’ الذي سمح له، في وقت لاحق، إثباتَ أن الحضارة الزنجية الأفريقية أقدم بكثير من الحضارة الغربيّة ؛ وأن الأخيرة نهَلتْ جزءًا كبيرًا من معرفتها واختراعاتها في مصر القديمة التي حكمَها السودُ.

الكاتب : شيخ صو
ترجمة : سيدي بوسو المختار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock