السياسةالعمل والمستجدات

رسالة إلى زعيم باستيف و مؤيديه

 

رسالة إلى زعيم باستيف و مؤيديه

كان من اسياب تصويت الناخبين للسيد ماكي صال في 2012 لغته المؤدبة و ابتعاده عن الملاسنات و تركيزه على العمل الميداني في صمت لأن السنغاليين بطبعهم و مزاجهم العام محافظون و مسالمون و يحرصون على الأخلاق و الآداب الحسنة التي ترمز لها بالكرم السنغالي: “teranga sénégalais”، و لم يطرأ على هذا الطيع و المزاج العام للسنغالبين اي تغير؛ لذا ينبغي على زعيم حزب باستيف و انصاره أن يفهموا ان دبلوماسية الكلمة هي مدخل من المداخل الرئيسية إلى قلوب السنغاليين و أن خشونة الكلمة و لغة التعالى و التخوين لن تزيدهم من الشعب إلا ابتعادا و نفورا و ستنتهي بهم إلى غربة قاتلة في الساحة السياسية السنغالية ليواجهوا المصير المحتوم لكل نزعات الأنانية السياسية و هو الفشل و الانهيار.

إنني لست من النوع الذي يرهن عقله لحساب بشر لا يتنزل عليه وحي من السماء فيعصم لسانه من النطق بالهوى، وهناك ما لا افهمه و لا يستوعبه عقلي من مواقف الباستيفيين. دعونا نكون صريحين: عندما كان السيد عثمان سونكو يتردد في انشطة السيد يوغان غي السياسية قبل إعلان دعمه للسيد إدريس سك و يتحدث بالثناء عليه و طبعا على امل الحصول على دعمه فهل كان يوغان حينها من خارج السيستم ليتحول فجاة من السيستم لانتقاده الضمني له ؟

إن هذه المواقف المتقلبة التي تتغير وفقا للمزاج الشخصي فيصنف به المعارضين إلى شرفاء و وطنيون و هم حصرا الباستيفيون و إلى عملاء و منافقون و هم ناقدوهم لا يستسيغه عقل.

ارجو من السيد عثمان سونكو ان يتصرف كمسئول عن مشروع شعبي و ليس عن مشروع شخصي؛ و معنى هذا ان لا يتصرف بشكل يضر بالمشروع انتصارا لشخصه، لاننا في النهاية لم ندعمه لشخصه و لكن للمشروع الذي حمله و الذي رأينا فيه مصلحة الشعب فانضمنا إليه.

لا بد من وضع الحدود الفارقة ما بين الشخصي و الجماعي في السلوك السياسي و إلا غرق المشروع كله في البحر .

هذه كلمات وطني -كما احب ان اكون- لكنني ارى الوطنية إطارا جامعا و مساحة مشتركة و ارفض بشدة اختطافها و احتكارها، و مناصر لمشروع سونكو و ليس سونكو نفسه، و هذا توضيح مناسب للظرف و قد بدت ملامح الخلط ما بين سونكو: الشخص و مشروعه؛ الفكرة تظهر.

 

عبد القادر عبد الرزاق انجاي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock