
مقال اليوم : الجامعات السنغالية وأوضاع المستعربين فيها:
مقال اليوم : الجامعات السنغالية وأوضاع المستعربين فيها:
شكلت وزارة التعليم العالي لجنة وطنية لتسجيل جميع حملة الشهادة الثانوية الجدد في الجامعات العمومية السنغالية للعام الدراسي 2020 – 2021م، ذلك باجتماع عقده وزير التعليم العالي شيخ عمر آن، حيث عزمت اللجنة -أخيرا- على فتح باب التسجيل بداية من يوم الثلاثاء الموافق 10 من شهر نوفمبر القادم
والأسئلة المطروحة هنا: هل تتسع الجامعات العمومية لجميع حملة الشهادة الثانوية الجدد؟ وما هي الجامعات التي تستقبل المستعربين؟ وما وضع الطلبة المستعربين في تلك الجامعات؟
سنحاول بكل إيجاز الإجابة عن الأسئلة سؤالا تلو آخر.
للإجابة عن السؤال الأول لابد أن نعرف عدد الجامعات العمومية في السنغال، وكذلك عدد حملة الشهادة الثانوية الجدد.
مما يضحك الثكلى، ويبكي العروس قلة الجامعات التي تستقبل عددا هائلا من حملة الشهادة الثانوية الجدد؛ حيث إنها لم تتجاوز سبع جامعات عمومية، ستّ منها تنتهج النظام التقليدي، وهي: جامعة شيخ أنت ديوب بدكار، جامعة غاستون بيرجي بسان لويس، جامعة تياس بتياس، جامعة حسن سك بجيغينشور، جامعة علي جوب ببامبي، جامعة سين سالم شيخ إبراهيم نياس بكولاك، وواحدة تعتمد على النظام الافتراضي بفروعها المتعددة.
أما عدد حملة الشهادة الثانوية الجدد يقدّر عددهم حوالي خمسة وستّين ألف طالب.
بعد معرفة عدد الجامعات العمومية، وعدد حملة الشهادة الثانوية الجدد، ندرك أن هذه الجامعات لا تتسع لهم، مع العدد الكبير من الطلبة والباحثين المتواجدين فيها، أضف إلى ذلك جائحة كورونا التي تفرض علينا التباعد الاجتماعي.
سنحاول الإجابة عن السؤال الثاني؛ ذلك بالوقوف على الجامعات التي لها شعب تستقبل المستعربين.
هناك جامعتان من بين الجامعات العمومية السنغالية لهما قسم أو شعبة للغة العربية، رغم أن إحداهما اسم بلا مسمى، وهاتان الجامعان هما: جامعة شيخ أنت ديوب، وجامعة غاستون بيرجي.
أولا: جامعة شيخ أنت ديوب، أسست 27/02/1957م، وقد ظلت منذ تأسيسها حتى 1969م تابعة للنظام الجامعي الفرنسي.
يوجد فيها قسم للغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الذي تأخرت نشأته، حيث تم فتحه رسميا سنة 1964م، إلا أنه كان في الجامعة معهد للدراسات الإسلامية منذ 1961م، وكان بمثابة تمهيد لهذا القسم، وهو القسم الذي يحتضن أغلب المستعربين بمختلفة مشاربهم ومدارسهم؛ حيث يوجد من بينهم خريجو المدارس الكلاسيكية، خريجو المدارس العربية الفرنسية وهؤلاء لهم فرصة للالتحاق بشعب أخرى؛ حسب نوعية شهاداتهم الثانوية، خريجو المدارس العربية الإسلامية الأهلية الحاصلون على الشهادة الحكومية العامة، ومنهم -أيضا- طلاب أجانب.
ثانيا: جامعة غاستون بيرجي، أسست 02/01/1990م، وهي ثانية جامعة في السنغال بعد ثلاثة وثلاثين عاما من تأسيس جامعة شيخ أنت ديوب سنة 1957م، وقد تم تغيير اسم الجامعة من جامعة سان لويس إلى جامعة غاستون بيرجي سنة 1992م.
يوجد فيها قسم للغات الأجنبية التي تتكون من ثلاث شعب، من بينها شعبة اللغة العربية، مما يخول للمستعربين الالتحاق بها، لكن هذه الشعبة إلى شعبة اللغة الانجليزية أو إلى الترجمة أقرب، حيث إن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى لهذه الشعبة، أي تكون إجبارية على كل طالب في هذه الشعبة: الانجليزية ثم اللغة الثانية عربية كانت أم ألمانية أم إسبانية، أضف إلى ذلك اللغة الفرنسية، وكذلك نوعية منهجها؛ لذا يلاحظ أن مستوى الطلبة في اللغة العربية يكون ضعيفا مقابل اللغة الانجليزية أو الفرنسية.
أما السؤال الثالث عن أوضاع المستعربين في هذه الجامعات (في هاتين الجامعتين) أوضاع تشبه حالات الطلبة المتفرنسين من حيث التراكم والازدحام في أقسام الكليات، والسبب يرجع إلى قلة الجامعات وكثرة الطلبة والباحثين. لكن للمستعربين حالة خاصة؛ وهي ندرة التخصصات المتاحة لهم في هذه الجامعات؛ حيث يلتحق أغلبهم بقسم واحد في جامعة شيخ أنت ديوب، اللهم إلا خريجو المدارس العربية الفرنسية، كما يلتحق قلة قليلة منهم بجامعة غاستون بيرجي بشعبة إلى اللغة الانجليزية أو إلى الترجمة أقرب. أضف إلى ذلك ندرة فرص العمل بعد التخرج.
نختم هذا العرض باقتراحات عامة لإصلاح أوضاع حملة الشهادة العمومية، واقتراحات خاصة لحل مشكلة المستعربين في هذه الجامعات.
أولا: زيادة عدد الجامعات بالتشييد في كل إقليم من الأقاليم السنغالية الأربعة عشر –على الأقل- جامعة عمومية ذات شعب وأقسام متعددة متنوعة، مع توفير الأدوات والوسائل اللازمة لتسيير العمل على أكمل الوجه.
ثانيا: فتح قسم للغة العربية في جميع الجامعات العمومية السنغالية، مع إنشاء أقسام أخرى مثل قسم للدراسات الإسلامية، وقسم للعلوم التربوية…؛ لتقليل فشل وإخفاق المستعربين.
ثالثا: إنشاء مدارس تكوينية للمستعربين؛ تمكينا لهم من المشاركة في سياسة الدولة وإدارتها، و خلق فرص لإدارة مشروعاتهم الخاصة، بدل إرسالهم إلى المعاهد التكوينية الحرة التي لا تخدم إلا مصالحها الخاصة؛ حيث تصل نسبة إخفاق المستعربين فيها تقريبا 97%، أضف إلى ذلك أنها تدفن مستواهم اللغوي في مقبرة النسيان.
المصادر:
– اللغة العربية في نظام التعليم السنغالي، المؤلف الحاج موسى فال.
– مقابلات هاتفية مع الخبراء.
– الانترنت.
أبو مصطفى داود يات السيريري.