السياسةالعمل والمستجدات

مقال : إلى فارس الميدان التربوي !!

 

إن الوسيلة الناجحة لتغيير المحتوى الفكري والنفسي للمجتمع هي التربية والتعليم ، وكذلك أن الأداة الوحيدة والركيزة الأساسية لتقدم الأمم وسيادتها هي السهر على تربية الأجيال وتعليمهم وتثقيفهم بالمعارف الثاقبة والقيم الصالحة. وعلى هذا الأساس فإن التربية لها مكانة عظيمة في إصلاح الشعوب وترقيتها؛ لذا من الواجب حتمية مواكبة الشعب عليها؛ نظرا لما تبوأ التربية من مكانة سامية ورتبة عالية في حياة الانسان.
وجدير أن نعرف صاحب هذه الرسالة الشريفة والمقدسة ،وصاحب هذه المسؤولية الضخمة ، أنه بكل صراحة هو المعلم الذي اختار هذه المهنة وينتمى إليها ، وهو- ماقبل عصر التربية الحديثة- ملقن وناقل معرفة فقط ، لكن مع تطور الزمان تطور هذا المفهوم في عصر التربية الحديثة إلى أنه معلم ومرب في آن واحد، لذلك يعتبر المعلم أنه هو المسؤول الوحيد عن تعليم الأولاد وتربيتهم ، فهو مصدر الطاقة الإيجابية التي تدفع الطالب على أن يخطط مستقبله
ويسعى للوصول إليه ، إذن من الواجب عليه أن يعطي لطالبه كل ما يعرف من علوم وثقافات وقيم ليبني مستقبله ؛لأنه هو المنوط على النمو المتكامل لشخصية الطفل المتعلم ” روحيا عقليا مهاريا ووجدانيا…”
وسوف نحاول في هذا البحث مايلى:
تسليط الضوء على مكانة المعلم في المجتمع، ثم بعد ذلك بيان دور المعلم تجاه متعلميه…

ما من شك أن للمعلم مكانة سامية في إصلاح المجتمع وترقيته ، لأن المعلم هو الذي ورث مهنة الأنبياء كما قال مصطفى عليه الصلاة والسلام” العلماء ورثة الأنبياء” وهذه المهنة هي من أعظم وأشرف المهن في هذا الكون… ولنعلم أن الركن الأساسي لنهضة الوطن هو المعلم لأنه ليس شخصا بنفسه بل إنما هو مؤسسة تعليمية وتربوية، لأن المعلم هو المسؤول عن إنشاء جيل جديد كي يدرك المجتمع تمام التقدم فضلا عن أبناءه.
وبناء على ذلك فالمعلم هو الوحيد الذي ضحى حياته لتربية وتعليم وتكوين ما أغلى البلاد – الأطفال- تكوينا علميا وثقافيا ومهنيا فهو الذي أوصل المهندس والطبيب والشرطي والإمام … إلى ماوصلوا من درجات ومناصب. ويمكن القول إن نجاح الوطن في احترام المعلم وإعطاء حقوقه وتبجيله ،والسهر على تسيير سياسة التربية والتعليم ،وفشل الوطن في عدم احترام المعلم وإهمال سياسة التربية والتعليم .إذن من الجدير أن يحترم المجتمع لهذه المهنة الشاقة وهذه المسؤولية الضخمة ،والتقدير لمن يقوم بها.
قال الشاعر الكبير أحمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا # كاد المعلم أن يكون رسولا.
وقال شاعر آخر:
لولا المعلم ماكان الأطباء # ولاتفنن في الأعمار بناء
فلتكرموه ولاتقسواعليه فما # أهانه غير من في عقله داء.
وقد قال الشاعر السنغالي ؛ مالك أبى بكر سخن في شأنه:
وكم أناس بذا التكوين قد نجحوا
لولاك لولاك في أعمالهم خطر
فاكتب وعلق وقل إنماء دولتنا
تطورير تربية الأبناء من حضروا.
إذن من الواجب على كل مواطن احترام المعلم وتبجيله لهذه المهنة العظمية والمسؤولية الكبيرة المتعلقة على عاتقه.

وبما أن المعلم هو الذي يقوم ببناء طالبه بناء علميا وثقافيا بالإضافة إلى زرع القيم والأخلاق الحميدة ليكون عالما ومثقفا وواعيا وقادرا على المشاركة في رفعة بلاده ، فلاشك أن يعرف دوره تجاه طلابه.
فالمعلم ليس شخصا كسائر الأشخاص بل إنه يؤثر في حياة طلابه ويترك لهم علامات في ذاكرتهم وفي شخصيتهم ، لذا من دوره أن يكون قدوة حسنة لهم في جميع المجلات الحياتية، وكذلك غرس المبادئ الواضحة والقيم الصالحة والأخلاق الحميدة في طلابه، ومن دوره تشجيع المواهب الموجودة لدى طلابه وينميها حتى يستفيدوا منها في المستقبل، وأن يعرف الفروق الفردية الموجودة بين الطلاب ، وأن يرعي ظروف الطلبة ويلبي احتياجاتهم النفسية لأن الطلبة مختلفون في مستوى البيئي والنضجي والمهاري، لابد أيضا من الدوافع الصادقة التي تساعد المتعلم على حب التعلم ، قال أحد المربين “التعلم الناجح يعمد على الدافع الصادق” …
وكما تمت الإشارة إليه أن المعلم دوره لاينحصر عن شرح الدروس وإيصال المعلومات فقط بل هو والموجه والمربي المرشد الأمثل للطلبة ،يترك لهم آثارا كثيرة في نفوسهم، لهذا من الواجب عليه أن يبذل نفسا ونفيسا على إثارة دافعية المتعلم و توعيته على التحصيل بشتى الوسائل والأساليب والتقنيات….

مجمل القول ، لاشك أن المعلم يلعب دورا أساسيا في العملية التعليمية التعلمية، ويسعى إلى نهضة الوطن وتقدمه ويسهر على خلق شخصيات متكاملة ، فهو صاحب رسالة شاقة ومسؤولية ضخمة، لأنه احتل مكانة عالية في المجتمع ، إذن من الجدير احترامه وتبجيله مع اعتراف حقوقه وحاجاته. وكذلك فالمعلم يمثل نموذجا في نظر طلابه ويتأثرون في سلوكياته إلى حد بعيد ، إذ لا يقتصر دوره على التعليم فقط بل يشمل التربية الأخلاقية بغرس القيم الصالحة والأخلاق الحميدة والمعارف الصادقة والصحيحة….

الباحث / سيد تيام الأزهري الطوبوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock