
ظاهرة نقص عدد المعلمين القليل في النظام التربوي السنغالي :
يعتبر المعلم العنصر الأساسي للعملية التعليمية التي لا يستغنى عنه بأي حال من الأحوال؛ إذ هو الجسر الذي من خلاله تعبر المعرفة والمعلومات إلى المتعلمين، وهو الذي يترجم النصوص لتستقر في النفوس، ومع هذه المرتبة العالية التي يحتلها المعلم في النظم التربوية، فإن النظام التربوي السنغالي يعاني من نقص مفرط من عدد المعلمين في جميع المراحل الدراسية.
وإذا كان نظامنا التربوي يعاني من هذه الكارثة، لا شك أنها ستستحوذ على أفكار التربويين والبيداغوجيين بأسئلة متنوعة، نختار من بينها الأسئلة الثلاث التالية: ما هي أسباب نقص عدد المعلمين؟ وما هي أكثر مفتشيات ضررا من هذا النقص؟ وما هي الحلول المقترحة لحل هذه الكارثة؟
السؤال الأول: يرجع السبب الرئيس لهذه الكارثة -بصفة عامة- إلى تخبط الحكومات السنغالية المتعاقبة في سياستها التربوية؛ حيث إنها تشيد المدارس دون توظيف عدد كاف من المعلمين فيها. زيادة على ذلك، فإن هذا العدد القليل من المعلمين يتناقص كل سنة؛ إما أن تغيبهم المقابر ، أم أن تستضيفهم المقاعد عند التقاعد، أم أنهم يغيّرون منبع الأرزاق من مختلف الآفاق، فيتركون هذه الأمكان فارغة شاغرة.
كما يمكن إرجاعه -بصفة خاصة- إلى الطبيعة الجغرافية لجمهورية السنغال، حيث إنها تشهد إختلافا بيّنا من جانب الموارد الاقتصادية وناحية البيئة المناخية؛ ما جعل جل المعلمين يصطادونا الأمكان الربحية المريحة.
أما السؤال الثاني: فيمكن الإجابة عنه مستندا إلى الفقرة السابق ذكرها؛ أي أن أكثر مفتشيات ضررا من هذه القلة: هي المفتشيات الجهوية (للتربية والتكوين) المتواجدة في الأقاليم النائية مثل زيغينشور، وماتم وكيدغو، وكذلك مفتشية “بدور” للتربية والتكوين، ومما يؤكد ذلك؛ أن لمفتشية “بدور” أماكن فارغة منذ السنوات المنصرمة، تقدر ثغرتها -مع زيادة عدد هذه السنة- بمائتين والزيادة، ولم يعيّن فيها سوى ستين معلما متفرنسا، وثلاثة عشرة مستعربا.
أما السؤال الثلاث وهو الأخير: فيمكن الإجابة عنه بتقديم اقتراحات علّها تكون علاجا لها أو مُسكّنا، منها:
– تحسين ظروف المعلمين، وتطوير حالاتهم؛ لإبقاء في السلك التعليمي.
– تعيين المعلمين في الأمكان الفارغة فور الشاغرة.
– تعيين عدد كبير في سنة واحدة إلى المفتشيات النائية، ثم تعيين كل سنة عددا يسد فراغ المغادرين خلال خمس السنوات التي يلزم على كل مدرس جديد قضاؤها في المفتشية التي عيّن فيها.
– تقديم مكافآت مادية ومعنوية للمعلمين المتواجدين في هذه المفتشيات النائية.
– توظيف مواطني هذه المدن في السلك التعليمي؛ لا شك أن أغلبهم سيبقون فيها، أو يرجعون إليها.
– إغلاق بعض المدارس التي فتحت لأجل التنافس العنصري أو السياسي، مثلا: ترى قريتين متجاورتين، لا يفصلهما إلا كيلومتر واحد، ولا يوجد في فصولها إلا بضعة تلاميذ، ثم يعيّن فيها معلمَان أو أكثر.
أبو مصطفى داود يات السيريري.