السياسةالعمل والمستجدات

هَل الصَّحافة مِهنة تُدرس أم مهارة تكتسبُ ؟!!

هَل الصَّحافة مِهنة تُدرس أم مهارة تكتسبُ ؟!!

إنَّ الوسَائل الإعلامية ازدهَرت ازدهارا فائقا في الوقت الرَّاهن فِي بلدنا السنغال بشتَّى أشكالها المسمُوعة والمقرُوءة والمكتُوبة، واحتَلت مكانة سَامية لمَ لاَ ؟!! وهِي التي تُعتبر السُّلطةَ الرَّابعةً ؟! ولكن نتسائل لِمَ أقبل الناسُ إليها من كلِّ حَدبٍ وصَوب ؟ وهَل الصّحافة مِهنة تُدرس أم مَهارة تكتسَب ؟!!

للإجابة عَلى هَذا السُّؤال يُمكن القول بأن الناسَ أقبلُوا إلى الوسَائل الإعلامية لكسبِ المعلومات والأخبار، وبجَانب هذا إن الصَّحافة عِلم يدرسُ في الجامعات والدَّورات التكوينية رغم ذلك نرى بعضَ الصَّحفيين العِملاقين المُمتازين في تلك المهنةِ، ولهم مَهارات وكفاءات علمية يندهشُ المُجتمع خِلال تقريراتهم لجَودة تنسِيقهم وفَصاحتهم، وتجدُر الإشارة إلى أن دراستها تجعلُ الصَّحفيَّ ذا منزلة سَامية في الصَّعيد الإعلاميّ .

إنَّ للصّحافة آدابًا وقواعد عامة ينبغي على الصَّحفي أن يُراعيها ويُحافظ عليها ومنها:

أن يتحرَّى الصِّدق والحَقَّ عِند نَقلِ الأخبار وذلكَ بأنْ يتثبَّت؛ لأنَّ الجُمهور يتابعُونه ويتَلقون منه تلك الأخْبار، ومع الأسف الشَّديد إنَّ أغلبَهم لا يتثبَّتُون وذلكَ أدّى إلى انحرافاتٍ في مَيدان الصّحافة؛

ومنها أن لاَ يقبل الصَّحفيُّ أيَّ شَكل من أشكالِ الرِّشوة المُفشية في أوساطهم وكذلكَ أن لا يُفشي سِرَّ الأخرين اتكالا على حُرية التَّعبير عَن رأيه كما نُشاهده في الواقِع المعَاش فِي بعض الأحيان، فكم من حُكومات ووُزراء وشخصيات بارزينَ فِي المُجتمع أسْقَطتهُم الصَّحفيون في هَاوية الانحطاطِ !!

وعلَى الصَّحفيِّ أن يعلمَ بأنه مسؤول عن كل كلمة يقولها يوم القيامة، وقديما قال الشَّاعرُ:
وما مِن كاتبٍ إلا سَيفنى = ويبقى الدَّهر ما كتبتْ يَداه
فلا تكتُب بكفك غَير شَيء = يَسرُّك فِي القيامةِ أن تَراهُ

وعَلى الصَّحفيِّ أن يحرص كلَّ الحِرص على ترسيخ الخَير والصَّلاح وجمع صفوفِ المجتمع، وإصلاح ذات البينِ دُون تدنيس عِرض الأبرياء أو انتهاك حُرمة الآخرينَ. [1]

بقلم الصَّحفيّ الباحث سرين امباكي جوب خضر الطوباوي خريج معهد الدُّروس الإسلامية ومعلم اللغة العربية والعلوم الشَّرعية.

الهوامش:

1- كانت هذه السُّطور وقفة من وقفاتي تأملية خِلال النَّشرة الاخبارية الأسبوعية المفصلة بالعَربيةِ التي تبث في القناة المُريدية.
قررتها في 24 أغسطس 2014م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock