السياسةالعمل والمستجدات

مُجادلةُ الشيخ أحمد بامبا لأهل الكتاب!!! الكاتب: شعيبُ بن حامد لُوح

مُجادلةُ الشيخ أحمد بامبا لأهل الكتاب!!!
الكاتب: شعيبُ بن حامد لُوح
السلسلةُ الثانية
ثانيا: تشريع المجادلة لأهل الكتاب:

أهلُ الكتاب (¹) مصطلح قرآني يُقصد به: اليهود والنصارى الذين لهم كتب سماوية وهي: التوراة والإنجيل، و قد أكثر القرآن من استعمال هذا المصطلح مما يعني أهمية ما يتعلق به، كما ورد لفظ الجدال وما اشتق منه ما يقارب ثلاثين مرة في القرآن كلها في سياق الذَّم إلا في ثلاث آيات، الأولى هي قوله –تعالى-: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} (²)، وقد دلت هذه الآية على تشريع المجادلة مطلقا بالطريق الأحسن والأنسب، وقد قال إسماعيل حَقّي البُروسوي في تفسير هذه الآية: “أي: ناظِرْ معانديهم بالطريقة التي هي أحسن طرق المناظرة والمجادلة من الرفق واللين واختيار وجه الأيسر واستعمال المقدمات المشهورة تسكينا لشغَبهم وإطفاء للهَبهم…” (³) إلى أن قال: “والآية دليل على أن المناظرة والمجادلة في العلم جائزة إذا قصد بها إظهار الحق” (⁴).
والثانية هي قوله –تعالى-: {قد سمعَ الله قول التي تجادلك في زوجها…} (⁵) وهي غير المجادلة التي نقصدها هنا.
والثالثة هي قوله –تعالى-: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن…} (⁶)، دلت هذه الآية على تشريع مجادلة أهل الكتاب خِصِّيصا كذلك بالأحسن، وقد قال السُّيوطي في تفسير هذه الآية: “الذين قالوا: مع الله إله واحد، أو: له ولد، أو: له شريك، أو: يد الله مغلولة، أو: الله فقير ونحن أغنياء، أو آذى محمـدا وهم أهل الكتاب” (⁷)، وهؤلاء كما لا يخفى هم اليهود والنصارى.
فمُقتضى المجادلة قائم وظاهر؛ فاليهود والنصارى حرَّفوا مواضعَ الكلِم ونسوا حظًّا مما ذكروا به، وارتكبوا مخالفات ما أنزل الله بها من سلطان، واتَّبعوا هوى أنفسهم وآذوا الله ورسوله، فقد قال اليهود: إن الله فقير، وإن يده مغلولة، وأنهم أبناء الله وأحباؤُه، ونسب النصارى إلى الله ولدا واعتقدوا التثليث وحرَّفوا الإنجيل، واحتيجَ إلى من يجادلهم مجادلة تُثنيهم إلى الحق وتعيدهم إلى مجرى المياه وتدعوهم إلى دين التوحيد.
أورد القرآن أنواعا مختلفة من الجدال من مثل ما دار بين الله والملائكة، وما كان بين الأنبياء وأقوامهم بداية من نوح وإبراهيم وهود وصالح وشعيب ويوسف وموسى وعيسى إلى خاتمهم محمـد على نبينا وعليهم أفضل الصلاة والتسليم.
انظر إلى مجادلة يوسف لصاحبيْه في السجن وهو يضع أمامهما حجة قاطعة على أن الله واحد وليس متعددا: {يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}؟؟ (⁸)، ولا شك أن الجواب واضح.
وجدال إبراهيم مع قومه لما هدم آلهتهم: {قالوا أأنت فعلتَ هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون} (⁹)، انظر كيف أحالهم إبراهيم إلى الإله الكبير بأنه الذي أسقط الأخرى غِيرةً؛ وذلك كَي يتعقلوا ويدَعوا عبادة الأصنام التي صنعتها أيديهم.
إلى السلسلة الثالثة بإذن الله.
الهوامش:
(¹)- ورد هذا اللفظ في القرآن أكثر من ثلاثين مرة
(²)- النحل: 125
(³)- البروسوي إسماعيل حقي، تفسير روح البيان، دار الفكر، 1429هـ-2008م، جـ: 5، صـ: 2624
(⁴)- المصدر نفسه
(⁵)- المجادلة: 1
(⁶)- العنكبوت: 46
(⁷)- السيوطي، الدرر المنثور، تحـ: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، القاهرة، 1424هـ- 2004م، ط:1، جـ: 11، ص: 550
(⁸)- يوسف: 39
(⁹)- الأنبياء: 62-63

الكاتب: شعيبُ بن حامد لُوح
السلسلةُ الثانية
ثانيا: تشريع المجادلة لأهل الكتاب:

أهلُ الكتاب (¹) مصطلح قرآني يُقصد به: اليهود والنصارى الذين لهم كتب سماوية وهي: التوراة والإنجيل، و قد أكثر القرآن من استعمال هذا المصطلح مما يعني أهمية ما يتعلق به، كما ورد لفظ الجدال وما اشتق منه ما يقارب ثلاثين مرة في القرآن كلها في سياق الذَّم إلا في ثلاث آيات، الأولى هي قوله –تعالى-: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} (²)، وقد دلت هذه الآية على تشريع المجادلة مطلقا بالطريق الأحسن والأنسب، وقد قال إسماعيل حَقّي البُروسوي في تفسير هذه الآية: “أي: ناظِرْ معانديهم بالطريقة التي هي أحسن طرق المناظرة والمجادلة من الرفق واللين واختيار وجه الأيسر واستعمال المقدمات المشهورة تسكينا لشغَبهم وإطفاء للهَبهم…” (³) إلى أن قال: “والآية دليل على أن المناظرة والمجادلة في العلم جائزة إذا قصد بها إظهار الحق” (⁴).
والثانية هي قوله –تعالى-: {قد سمعَ الله قول التي تجادلك في زوجها…} (⁵) وهي غير المجادلة التي نقصدها هنا.
والثالثة هي قوله –تعالى-: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن…} (⁶)، دلت هذه الآية على تشريع مجادلة أهل الكتاب خِصِّيصا كذلك بالأحسن، وقد قال السُّيوطي في تفسير هذه الآية: “الذين قالوا: مع الله إله واحد، أو: له ولد، أو: له شريك، أو: يد الله مغلولة، أو: الله فقير ونحن أغنياء، أو آذى محمـدا وهم أهل الكتاب” (⁷)، وهؤلاء كما لا يخفى هم اليهود والنصارى.
فمُقتضى المجادلة قائم وظاهر؛ فاليهود والنصارى حرَّفوا مواضعَ الكلِم ونسوا حظًّا مما ذكروا به، وارتكبوا مخالفات ما أنزل الله بها من سلطان، واتَّبعوا هوى أنفسهم وآذوا الله ورسوله، فقد قال اليهود: إن الله فقير، وإن يده مغلولة، وأنهم أبناء الله وأحباؤُه، ونسب النصارى إلى الله ولدا واعتقدوا التثليث وحرَّفوا الإنجيل، واحتيجَ إلى من يجادلهم مجادلة تُثنيهم إلى الحق وتعيدهم إلى مجرى المياه وتدعوهم إلى دين التوحيد.
أورد القرآن أنواعا مختلفة من الجدال من مثل ما دار بين الله والملائكة، وما كان بين الأنبياء وأقوامهم بداية من نوح وإبراهيم وهود وصالح وشعيب ويوسف وموسى وعيسى إلى خاتمهم محمـد على نبينا وعليهم أفضل الصلاة والتسليم.
انظر إلى مجادلة يوسف لصاحبيْه في السجن وهو يضع أمامهما حجة قاطعة على أن الله واحد وليس متعددا: {يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}؟؟ (⁸)، ولا شك أن الجواب واضح.
وجدال إبراهيم مع قومه لما هدم آلهتهم: {قالوا أأنت فعلتَ هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون} (⁹)، انظر كيف أحالهم إبراهيم إلى الإله الكبير بأنه الذي أسقط الأخرى غِيرةً؛ وذلك كَي يتعقلوا ويدَعوا عبادة الأصنام التي صنعتها أيديهم.
إلى السلسلة الثالثة بإذن الله.
الهوامش:
(¹)- ورد هذا اللفظ في القرآن أكثر من ثلاثين مرة
(²)- النحل: 125
(³)- البروسوي إسماعيل حقي، تفسير روح البيان، دار الفكر، 1429هـ-2008م، جـ: 5، صـ: 2624
(⁴)- المصدر نفسه
(⁵)- المجادلة: 1
(⁶)- العنكبوت: 46
(⁷)- السيوطي، الدرر المنثور، تحـ: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، القاهرة، 1424هـ- 2004م، ط:1، جـ: 11، ص: 550
(⁸)- يوسف: 39
(⁹)- الأنبياء: 62-63

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock