السياسةالعمل والمستجدات

اختفاء «غامض» لأذكى طالبة سنغالية تدرس في باريس

يقترب اختفاء الطالبة السنغالية «دياري صو» في العاصمة الفرنسية باريس، من أن يكمل عشرة أيام ليزيد الغموض وتزداد المخاوف على حياة الطالبة، التي صنعت الحدث في غيابها كما صنعته عندما نالت لقب «الطالب المثالي» في السنغال خلال عامي 2018 و2019، وتصدر روايتها الأولى قبل أن تكمل عامها العشرين.

اختفت «دياري صو» منذ يوم الاثنين الرابع من يناير الجاري، بعد أن غادرت محل إقامتها بباريس، وهي المبتعثة منذ العام الماضي لإكمال دراستها في «ثانوية لويس الكبير» التي تعد واحدة من أعرق المعاهد في فرنسا، ولا يدخلها إلا المتفوقون الحاصلون على منح دراسية خاصة.

ثانوية لويس الكبير بباريس

«صو» تنحدر من قرية «ماليكوندا» في منطقة امبور، على بعد 80 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة دكار، أظهرت تفوقها في وقت مبكر، قبل أن تدخل «ثانوية الامتياز العلمية» في منطقة ديوربيل، ومنها ذاع صيتها ونالت لقب «ملكة جمال العلوم» عام 2017، قبل أن تفوز بلقب أفضل طالب في السنغال لعامين متتاليين.

بفضل تفوقها على المستوى الوطني حصلت «دياري صو» على منحة دراسية لدراسة السنوات العلمية التحضيرية في «ثانوية لويس الكبير»، تمهيداً لمسارها الجامعي، فيما كان يتوقع لها السنغاليون مستقبلاً باهراً، وكانت محل احتفاء الجميع، وخاصة الرئيس ماكي صال الذي سبق أن استقبلها في القصر الرئاسي.

وأصدرت «دياري صو» روايتها الأولى في شهر يناير 2020، وكانت تحت عنوان «خفايا وجه ملائكي»، وحظيت بتفاعل كبير في الساحة الثقافية السنغالية.

الرئيس السنغالي يستقبل دياري صو ويتسلم نسخة من روايتها

خلال السنوات الأخيرة تحولت «دياري صو» إلى رمز للذكاء والنبوغ في السنغال، حتى أن الجميع أصبحوا يلقبونها بـ «الأخت الصغرى»، وبدأت تنشط في جمعيات لتشجيع المواهب والنبوغ، ولكن اختفاءها المفاجئ والغامض أحدث صدمة كبيرة لجميع محبيها.

«إنه خبر محزن جداً، ونحن غير متعودين على مثل هذا النوع من الأحداث، إننا تحت الصدمة وتائهون»، هكذا علق محمد ماصل غي، مؤسس ومنسق جمعية (النخبة السنغالية) وهي جمعية تهدف إلى تشجيع ودعم التميز والقيادة والريادة في السنغال، كانت «دياري صو» تتولى منصب نائب رئيس الجمعية.

ويضيف محمد ماصل غي أن «دياري صو» كانت خلال الفترة الأخيرة تعمل معهم، عن بُعد، على منصة لتمكين تلاميذ المدارس في السنغال من مواصلة دراستهم رغم الظروف الطارئة التي تفرضها جائحة «كورونا».

وأطلق ناشطون سنغاليون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتضامن مع «دياري صو»، وانخرط الكثيرون في هذه الحملة، ورفعت مطالب تدعو السلطات السنغالية والفرنسية إلى تكثيف البحث عن الطالبة المختفية، فيما كانت أسرتها تترقب الوضع من بيتها المتواضع في قرية «ماليكوندا».

 

وأقام طلاب جامعة الشيخ أنتا ديوب بدكار، أمس الثلاثاء، صلاة ختموها بالدعاء لتفريج كربة «دياري صو» وعودتها سالمة إلى ذويها، فيما استحوذت القضية على مساحة واسعة في تغطية الإعلام المحلي السنغالي، وبدأت الصحافة الفرنسية تكتب عنها.

على الصعيد الفرنسي، فُتح تحقيق حول اختفاء الطالبة السنغالية، فيما نظمت جمعية الطلاب السنغاليين في فرنسا حملة لتوزيع صور الطالبة ووضع ملصقات في الشوارع لتوسيع دائرة التضامن، والبحث عن أي معلومات قد تفضي إلى العثور عليها.

 

 

في غضون ذلك أعلن القنصل والسفير السنغاليين في باريس أن السلطات تتعاون من أجل العثور على الطالبة المختفية، ولكنهما أكدا أن التحقيق قاد إلى معلومات «مطمئنة»، مشيران إلى أن المسار الجنائي تم استبعاده «لأن البحث في المراكز الصحية وعلى مستوى فرق الإنقاذ المدني لم يكشف أي معلومات».

وأضافا في تصريح صحفي أن جميع الأجهزة الفرنسية منخرطة في البحث عن الطالبة، من شرطة وسلطات، حتى أن الملف وصل إلى الرئاسة الفرنسية التي تتابعه عن كثب، على حد تعبير السفير والقنصل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock