السياسةالعمل والمستجدات

دور المرشد أحمد عيان اتيام في نشر الإسلام واللغة العربية في السنغال

دور المرشد أحمد عيان اتيام في نشر الإسلام واللغة العربية في السنغال
التعريف بالمرشد:
الاسم الأصلي: تيرنوا امباكي اتيام المشهور حاليا ب أحمد عيان اتيام.
ولد سنة 1938م في قرية طيبة الواقعة في إقليم ماتم.
تعلم القرآن الكريم على يد والده تفسير قاضي(خال) أو (كال) اتيام، ثم رحل سنة 1950م إلى كولخ حيث تعلم العلوم الشرعية عند المرحوم الخليفة الحاج أمنة انياس، وتعلم اللغة العربية عند الأستاذ محمد المصطفى سه الأخ الأصغر لسميه في اندر.
وفي 25 أكتوبر عام 1959م رحل إلى المملكة المغربية حيث انخرط في معهد الأزهر بدار البيضاء، بواسطة السيد عبد الكريم خطيب الذي كان من أكبر الأطباء وأشهرهم في المغرب وكان سياسيا ورئيس حزب الحركة الشعبية .وهناك حصل عيان على الشهادة الإعدادية عام 1961،ثم حول إلى الثانوية العربية المصرية في الرباط التي أصبحت فيما بعد تسمى ب ثانوية المغرب العربي.
وبعد الثانوية العامة التحق بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس في الرباط، وحصل هناك على الإجازة العالية في العلوم السياسية سنة1968، ومن الجدير بالذكر أنه أول سنغالي التحق في جامعة محمد الخامس قبل أن يتم-لاحقا- توجيه طلاب آخرين من السنغال خاصة وإفريقيا عامة في الجامعة أمثال عبد القادر سيلا،وأحمد دينان من اتشاد.
وأثناء وجودهم في المغرب زارهم سان كلين آنذاك ووجد أن هناك ستا وسبعين طالبا ليس لهم منحة دراسية فوعدهم بمنح لكنه لم يف بوعده،وبالتالي كتب المرشد عيان تقريرا للحكومة السنغالية ولما لم يتلقوا ردا إيجابيا تظاهروا امام سفارة السنغال بالمغرب،وقبضت الشرطة عددا كبيرا منهم ورموا في السجن لمدة 9 أيام قبل ان ينقلوا إلى السنغال عبر طائرة خاصة ثم مباشرة إلى سجن 100m)reubeus) بدكار.s
وأرسل الوزير الداخلي آنذاك ابنه ليتفاوض معهم وقبل ذلك زار زوجة الوزير المغرب ورافقها عيان على قبر الشيخ أحمد التيجاني بفاس.
ولما لم يتفق الطرفان أعيدوا إلى السجن، وفي اليوم التالي قابلهم سنغور وأعطاهم منحا ثم طائرة خاصة ليرجعوا إلى المغرب ويكملوا دراستهم.
وقد التحق بعد ذلك بجامعة ULB ببروكسل عام 1968م لإعداد أطروحة الدكتوراه تحت موضوع: “دور المنظمات الدولية” وكانت رحلته في بلجيكا فرصة للتدرب على اللغة الفرنسية.

وقد كان عيان طالبا متميزا ومعروفا لدى سنغور حتى أطلق عليه هذا الأخير اسم “طالب المستقبل” وذلك لتميزه في الأنشطة الطلابية ودوره القيادي في أوساط الطلاب.
المناصب التي تقلده:
1- تم تعيينه أستاذا في ثانوية فدهرب بسان لويس عام 1970م حيث رجع إلى البلاد دون تكملة الأطروحة بطلب من الرئيس سنغور.
2- في عام 1973عين مستشارا فنيا للسيد عثمان كامارا وزير التعليم العالي، ومسؤولا عن الدراسة والمنح العربية في الوزارة. وقضى في الوزارة ست سنوات خدم فيها التعليم العربي الإسلامي خدمة جليلة نذكر منها قصرا لا حصرا:
• إعادة المنح التي كانت تقدمها السيد لامين غي باسم البلدية بعد أن قطعها سنغور بحجة أن السنغال دولة فرانكفونية وليست عربية. وقد تمكن من اقناع سنغور على ضرورة تقديم منح لدارسي اللغة العربية.
• توجيه الدارسين إلى الكليات والمعاهد العامة ، وكان يسافر مرتين في كل سنة للقاء ب الطلبة وتشجيعهم على التسجيل في الجامعات الحكومية.
3- تم تعيينه في الوزارة الخارجية كمستشار ومساعد للشؤون الخارجية في الوزارة ومسؤول عن العلاقات الافريقية الآسيوية عام 1976 وذلك بعد تخرجه من المدرسة الوطنية للقضاء( ENAM سابقا و ENA حاليا )،في نفس العام.
4- تم تعيينه كستشار أول والقائم بالأعمال في السفارة السنغالية بالمغرب عام .1985
5- في عام 1988 عين مستشارا أول والقائم بالأعمال في السفارة السنغالية بجمهورية مصر، ولما رجع عام 1990 تم تعيينه مباشرة كوسيط جمهوري(Mediateur de la republique).
بصمته في الاتحاد الثقافي الإسلامي:
في عام 1950 تم إنشاء الاتحاد الثقافي الإسلامي وانضم إليه عام 1956 مع جماعة من الشيوخ والأساتذة والعلماء وقد ورد ذكر بعضهم في كتابه”الإسلام إنسانية وعدالة.
وقد لعب هذا الاتحاد دورا مهما في نشر الثقافة الإسلامية في السنغال والعالم الإسلامي عبر تنظيم أنشطة علمية وثقافية واجتماعية كما قاموا بانشاء مدارس عديدة في أرجاء البلاد نذكر منها على سبيل المثال مدرسة الاتحاد باندر وبغينغنيو(Guinguinéo) ومدرسة دغانا (Dagana)التي سميت بالحاج عمر فوتي تال ومدرسة سرين هادي توري بتياس thies ومدرسة أحمد تفسير باه بدكار.
وقد أهدى الملك محمد الخامس الاتحاد 71 منحة دراسية عام 1960 مع قرار تجديدها سنويا.
وقد أصبح المرشد فيما بعد رئيسا للاتحاد سنة 1977 وصادف يوم تعيينه وفاة سرين شيخ مباكي غيندي فاتم.
وقد بذل المرشد عيان جهدا كبيرا أثناء رئاسته للجمعية لتوحيد صفوف المسلمين وإعلاء كلمة لا إله إلا الله ورفع مكانة المستعربين، وعلى هذا الإطار كان يقيم أسابيع لإحياء التراث العربي والإسلامي ونذكر منها:
الأسبوع الثقافي للشيخ أحمد بمب عام 1977م.
الأسبوع الثقافي للحاج عمر الفوتي تال عام 1979م.
الأسبوع الثقافي للإمام مالك سه عام 1982م.
الأسبوع الثقافي للشيخ إبراهيم انياس عام 1986م.
الأسبوع الثقافي للشيخ أحمد صغير امبي 1988م.
وكان الاتحاد ينظم أنشطته أحيانا في مجلس النواب وكان سنغور يرسل-أحيانا- رئيس وزراءه في ذلك الوقت عبد جوف ليحضر بعض اجتماعاتهم.

 

أنشطته الثقافية:
– تقلد منصب الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة السنغاليين الدارسين باللغة العربية عام 1962م.
– ترأس الا تحاد الثقافي الإسلامي سنة 1977م.
– مؤسس اللجنة الوطنية للتشاور حول الاهلة بغرض المساهمة في وحدة صفوف المسلمين
– المساعد الأول لأمين اتحاد الجمعيات الإسلامية السيد مصطفى سيسه.
– مؤلف كتاب “الإسلام عدالة وإنسانية” وهو موسوعة ضخمة ومهمة في الفكر الإسلامي وتاريخ السنغال.

 

الباحث:محمد جانج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock