السياسةالعمل والمستجدات

*المدارس القرآنيًة في السنغال*:

*المدارس القرآنيًة في السنغال*:
عرفت معظم المناطق الجغرافيًة الأصيلة في السنغال ، والتي حظيت بمراحل تاريخيًة كانت تزخر بحقائق علمية مسجّلة في صفحات الأرشيف، عرفت منذ القدم انتشار رباطات ومدارس قرآنيًة وكتاتيب فيها . كانت ولم تزل تزرع بذور حفظ كتاب الله في مزارع القلوب لأولاد المسلمين .
حيث قام الأجداد والآباء بالحفظ وتحفيظه لهم.
وذلك بسبل ووسائل مختلفة باختلاف مراحل العصور وطبقاتها.
ويمكن القول بأنًهم نجحوا مع قلّة العُدد والممكّنات ، نجحوا في تلك المهمّة الأساسيّة لديهم في الفترة الأولى من نشأة الأولاد.
فقدّموا كلً غال ونفيس آنذاك ، لتحقيق الأحلام وطموحاتهم في إثباتها ، أي مهمة الحفظ وتحفيظ الكتاب ، في نفوس المعاصرين ومن سيخلفونهم.

ولكن ، بماأنّ السنغال نظامها علمانيً ، وهي جمهوريًة تدّعي بالديموقراطيّة ، والعلمانيًة تقتضي – كمايقولون – احترام الطقوسات ومعتقدات جميع الأفراد ، حيث ينبغي لها أن ترعى الحرمات والمقدًسات ، فبطبيعة الحال ، لابدّ من رعاية الأماني ورغبات المسلمين وغيرهم بالوسطيّة والاعتدال.
ولكنّ المسلمين مع الأغلبيّة وشعبيًتهم في البلاد ، لقدهيمنت ملامح بقية الديانات على بعض مظاهرهم .
وعلى سبيل المثال ، أكثر الموطنين – وهم مسلمون – لايحتفلون بغرّة المحرّم الشهر الأول لهم . ويحتفلون ب 24 و 31 كانون الأول ديسمبر ، وهما يجسًدان رموزا قويًة من النصرانيًة ، ويرمي بعضهم لعبا ناريّة على الهواء.
وعلى غرار هذا المثال ، فنظام البلاد يهتمّ أكثر فأكثر بالمدارس الفرنسيّة على حساب المدارس العربيّة بمافيها الكتاتيب القرآنيّة.

ويعاني أكثرها من مشكلات مادّيّة ومعنويّة منها :
١ عدم أو قلّة أماكن مجهًزة بكلّ وسائل التربية وممكّنات التدريس كحال المدارس الفرنسية.
٢ عدم أو قلّة المعونات والمساعدات لطاقم العمل فيها.
٣ تشويه سمعتها على عيون الناس بكشف العورات وإلقاء العدسات على كلّ ممارسة تعمل في إبعاد أولياء الطلبة والتلاميذ عنها.
٤ نشر أخبار مفبركة في النفوس ولاأساس لها من الصحًة ، فيتناولها أيادي الإعلام داخليًا وخارجيًا.
وخير مثال على ذلك ماوقع في حيً *نجاثج* ، السنة الماضية .
معلّم قرآن قيل إنًه كان يضع قيودا في أرجل التلاميذ لمنعهم من الخروج .
وقد تمّ العثور على بعض منهم في حالة غير مستحسنة كمازعموا، ودعي المعلّم مؤخًرا إلى الاستجواب في المحكمة .
ونشروا في تلك القضيّة أخبارا من كيت وكيت ..!
وقد عرف من بعد حسب الأبناء ، أنّ القيدين أو القيود جاءت من قبل أولياء من عثر عليهم ووضعت في أرجلهم بإذن منهم.
وهكذا لعبة التشويه لم تزل متواصلة نحوهم.
ولكنً بفضل الجهود التي قامت بها *رابطة المدارس القرآنيّة في السنغال* ، بدأت المضايقات تتخفًف نسبيًا .
لأنّ هذه الجمعيًة المكوًنة من كودر المعلمين ورموز التدريس وأعلام التربية والأساتذة والشيوخ ، تأسست كردًة فعل على تلك اللعب السابقة ، وتكونّت من لجان وفرع وخلايا منتشرة في البلاد عموما.
تلقي العيون والأنظار منذ النشأة على الأوضاع والحالات التي كانت المدارس القرآنية تعيشها.
فتقوم بقدر الجهود لديها لمعالجتها في أسرع وقت ممكن.
ويجدر الإشارة إلى أنّ لعبة المضايقة لا تتوقف ، ولكنً تصدّي هذه الجمعية أيضا لايتخلًف أيضا.

والحقيقة التي لالبس فيها ، أنً المدارس القرآنيًة في السنغال لعبت أدوارا كببرة في التربية وتوجيه أولاد المسلمين ، ومن أكثرها تأثيرا في ذلك ، *مدرسة كوكي* هذه التي توجد في منطقة *لوغا* أحد الأقاليم السنغاليًة .
هذه البلدة احتضنت مدرستين عظيمتين: المدرسة القديمة التي كانت تدرس فيها العلوم الشرعية، واللغة العربية وقد أسسها *الشيخ مختاردنمب جوب* ـ رحمه الله ـ، والمدرسة الحديثة التي تم تأسيسها على يد *الشيخ أحمد الصغير لوح* ـ رحمه الله ـ سنة ١٩٣٩ م و يدرس فيها القرآن الكريم أصلا ثم العلوم الشرعية واللغة العربية واللغة الأجنبية تابعة.
وهي مدرسة تحتضن طلبة من جنسيًات مختلفة يحفظون كتاب الله ويتلقون منها العلوم الدينيًة .
وكان لها أصل عريق وطويل في تاريخ البلاد .
وقدسجًلت أرقاما قياسةً في سجلّ التحفيظ والتربية حول قارتنا الإفريقية ، وخريجوها قديما وحديثا كثيرون.
ومن الممكن أيضا التحدث في مثل ذلك عن بقية المدارس القرانيًة الأصيلة في السنغال وإنجازاتها الكبيرة .
ولم يبق للمعنيًين سوى القيام بالتزويد وتمكينهم من كافة الوسائل الممكنة لإزالة حجرات العثرة في طريق المسؤولين عنها.

المحرر عبد الأحد انيانغ
25/12/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock