
ماوراء القضايا المتكررة في السنغال
ماوراء القضايا المتكررة في السنغال
نحن قوم نحبُّ القضيّةَ! نركّز كثيرا على القضايا السّياسيّة والاجتماعيّة نؤنّس بها وحدتنا، ونشبع بها رغبتنا، معتكفين عليها ومتفرّغين لها، مُقسّمين أنفسنا إلى ناقدين ومؤيّدين. ولن نفكر أبدا في السّرّ المصون وراء تلك القضايا المتكررة.
إن هذه القضايا المتتابعة والأحداث المتجدّدة والمتداولة في المواقع التّواصل الاجتماعي أكثرها مزيّفة تَستَّر من وراءها مُحرّكون مجهولون يعملون لصالح السلطات العظيمة لينشغل الناس فيها غافلين عما يدور وراء الكواليس.
هنا يختلق لنا السياسيّون مجموعة من القضايا واحدة تلو الأخرى لنغضَّ الطَّرف عنهم وعن مؤامراتهم السياسيّة.
تَأمَّلْ أنه لا تكاد تجد قضيّة سياسيّة أو اجتماعية تقريباً إلا وقد سبقتها ضجّة كبيرة يريدون إطفاءها بها! أو يُمهّدون بها أمرا ونحن عنه غافلون.
أنظر في الآونة الأخيرة تجدْ أن المكتب الوطني لمكافحة الفساد والرّشوة في السنغال لما أعلن عن ممتلكات السيد إدريس سيك لم يترك للناس مجالا في التّحدث عنها بل أعقبوها بقضيّة الاغتصاب والتهديد بالقتل للسيّد النائب عثمان سونكو! وبينما نحن في تلك القضية متابعين لها استغلُّوا الفرصة لتلقّي اللحاح ضد فيروس كورونا الذي أعلنوا بشرائه من دولة الصين بمليارات عديدة مع أن الصين تعطي اللقاح لدول أخرى مجانا! أليس في الأمر ما يشير إلى خداع؟
وليس السياسيون فقط من يفبركون هذه الأحداث المتكررة، فبعض المنظمات غير الحكومية والتابعة لللوبيات، والشبكات التواصلية أيضا في هذه المهمة لترويج برنامجها المرسوم.
لا أدعو أبدا إلى عدم الاهتمام بالقضايا السياسية والاجتماعية… في الدولة. ولكن أدعو إلى لفّ الانتباه لمن يتخذ عقولنا لعبة الشطرنج يُحرّكها كيف شاء.
من خواطر: محمد عبد الله جوب