السياسةالعمل والمستجدات

إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد ماكي سال

من مواطن سنغالي / مور لوم صحفي و مدرس اللغة العربية

إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد ماكي سال

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله
تحية وطنية طيبة وبعد..
سيادة رئيس الجمهورية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فخامة الرئيس يحفظكم الله

أبدأ بالقول أن رسالتي هذه تمثل رأيي الشخصي ولا علاقة لها بالسياسية، تعلمون سيادتكم الوضع الراهن في البلد والمظاهرات المتكررة والاشتباكات العنيفة بين القوات الأمنية والشعب السنغالي الرافض، التي أدت إلى سقوط قتلى و ضحايا، أدت إلى تخريب وإفساد ممتلكات الدولة والممتلكات الخاصة من نهب وسرقة، وحرق وتدمير، هذا الابتلاء الذي ألّم بنا، من قضية لا تساوي شيئا ، أود في هذه الرسالة المقتضبة، أن لا أخوض في تفاصيل قانونية، وأن لا أطعن في مصداقية العدالة، فأنا أحترم القانون وأثق بعدالة وطني .

سيادة رئيس الجمهورية،

أود فقط في هذه الرسالة أن أتقدم إلى سيادتكم، راجيا عطفكم أن تنظروا بعين الرحمة إلى هذا الشعب المسكين، لتخفف عنه أولا مشقة الفقر والبطالة .

سيادة رئيس الجمهورية،

أنتم القاضي الأول في البلاد، ونحن نطمع في إنسانيتكم ، ندعو سيادتكم إلى التدخل السريع للتخفيف من معاناة الشعب والعودة إلى الهدوء والاستقرار ، علما بأن خطاب وزيركم الداخلي إلى الشعب ما يزيد في الطين إلا بلة، ولا يبشر بخير .

سيادة رئيس الجمهورية،

خلال حملتكم الانتخابية الرئاسية الأولى في عام ٢٠١٢ اخترتم كشعار للحملة “ دِكِّلْ ياكارْ ” يعني ” إعادة الثقة” وكان لذلك الاختيار الموفق الصدى البالغ والأثر الكبير في نفوس الطبقة الفقيرة المسحوقة التي عانت ويلات الحرمان والتهميش والفقر والجهل، نساء وشباب لا تقيهم لهيب الحر في الصيف ولا زمهرير البرد في الشتاء تتلوى جوعا ليلا ونهارا ولا تجد ما تسد به الرمق كل هذا ولا أحد يسأل عن هذه الفئة من الشعب وكأنها لا وجود لها وتعيش على كوكب آخر وتحت سماء أخرى بعيدة كل البعد عن أولائك الذين يعيشون في هناء ورغد لا يسمعون بكاء الأطفال تحت وطئة الجوع والعطش ولا آهات الأمهات يتألمن من سماع صراخ فلذات أكبادهن دون أن يكون لهن حول ولا قوة ولا يرون لآباء يتزاحمون على صناديق القمامة عسى أن يجدوا فتاتات خبز أوبقايا طعام يحملونها إلى صغارهم، كل هذا يحدث في السنغال، لا أحد يهتم بما يدور في بعض المناطق في ضواحي المدن المدفونة تحت أكمام القمامة وسكانها الذين يتزاحمون مع الكلاب والقطط . لا أحد يسأل ولا أحد يبالي بما يجري وكأن هؤلاء ليسوا بشر و ليسوا جزءا لا يتجزء من المواطنين، إنهم الطبقة الفقيرة المسحوقة المنسية في غيابات الجب شبه أحياء، لذلك تراهم في هذه الأوضاع الراهنة يهاجمون متاجر المواد الغذائية، يجرون أكياس الأرز والزيت ،سيماهم من ألم الجوع .

سيادة الرئيس،

أنا فرد من هذا الشعب المسكين الذي منحكم الثقة وأوصلكم إلى كرسي الرئاسة. لم أكن يوما متحزبا ولا متسيسا ولأول مرة أدلي بصوتي وكان لصالحكم وذلك لأني تحمست لبرنامجكم الانتخابي الطموح الذي يلبي تطلعات الشعب وآماله إلى غد واعد وعهد جديد من النمو والازدهار تشع فيه شمس الحرية والعدالة والديموقراطية، وتختفي فيه كل أثر للممارسات السيئة المقموته في العهود البائدة الغابرة من الفساد والتسلط ، وأكل أموال الناس بالباطل، فقد عرضت أمامنا برنامجا متكاملا شاملا بجمبع المقاييس يثلج الصدور وتطمئن له القلوب وتنفتح له العقول جاء ردعا للمفسدين والمتهورين والمغرضين، و بشيرا ومنصفا  وسندا وعونا للمحرومين والمظلومين والمضطهدين من المعارضة، ثم أعلنتموها حربا ضروسا لا هواد فيها على نظام الرئيس السنغالي السابق عبد لاي واد، ولكن ما نفذتم الوعود وما أنجزتم شيئا.

فخامة الرئيس ماكي سال

في ضوء ما تقدم، وبصفتكم رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، وتسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال السنغال وسيادته ووحدته، وجدت لزاما علي أن أتجاوب مع صرخة ضميري وأصارحكم كمواطن سنغالي بما أراه وأشعره من أمور تؤثر بعمق في مسار وحدة الوطن، وجمع الكلمة ووقف التدهور المتواصل منذ فترة في مؤسسات الدولة ، وتضييق المعارضين السياسيين، واعتقالهم ونفيهم من البلد ، وهذا أول ما يحدث في السنغال، والتفتت الإقتصادي والاجتماعي.

أنا يا سيادة الرئيس قمت بمراجعة شاملة لخطاب القسم اليميني الذي تليته أمام الشعب وأمام القضاة، عند انتخابكم رئيسا للجمهورية، إذ قال فخامتكم: “إن أول خطوة نحو الإستقرار المنشود هي في الإستقرار السياسي وذلك لا يمكن أن يتأمن إلا باحترام الميثاق والدستور والقوانين من خلال الشراكة الوطنية التي هي جوهر نظامنا وفرادة كياننا.

فخامة الرئيس،

الدستور والقوانين والاستقلال القضائي انتهكت بشكل شبه متواصل منذ بدء عهدكم الميمون ٢٠١٢ ، والأمثلة كثيرة لا مكان لإتساعها في هذه الرسالة الوجدانية إليكم، ثم تقول في خطاب القسم، “إن بلوغ الإستقرار الأمني لا يتم إلا بتنسيق كامل بين المؤسسات الأمنية والقضاء، ومن واجب الحكم تحريرهما من التبعية السياسية”. ولم تف بعهودكم.
فخامة الرئيس،

هل قمتم بتنفيذ هذا الكلام؟ أم توغلتم الى أبعد الحدود خصوصا في عمل القضاء ليكون في خدمة أهدافكم وأهداف عهدكم؟

فخامة الرئيس أرجوكم بصدق وبجدية أن تنزل الى الأحياء دون أن تخبر مستشاريكم ، وتسأل الناس سؤالا واحدا: ما رأيكم بهذا العهد؟ وقد تصعق لسماع الناس يردون عليكم بأنه الاسوأ في حياتهم، وهذا ما يخفيه عنكم مستشاروكم والمقربون منكم.

فخامة الرئيس اعذرني لما أبديت فإنني أشعر بإلتزام ضميري ووجوبي لأن أبدي ما أبديته في هذه الشكوى إليكم لانكم المرجع الدستوري للمحافظة على وحدة السنغاليين وسلامتهم.

فخامة الرئيس، الإنفجار الإجتماعي بدأ يأخذ طريقه وسيتوسع الى ما لا حدود له لأن الجياع واصحاب المطالب المحقة والمعارضين السياسيين الذين تريد أن تقضي عليهم سياسيا لن يدعوكم تعيشون في طمأنينة. فالدولة طرشاء لا تسمع، ومستشاروكم والمقربون منكم لا يريدونكم أن تسمع الحقيقة المؤلمة.

أشكر سيادتكم على كرم الإصغاء، ولكم منا فائق عبارات الإحترام والتقدير. دمتم في خدمة الشعب السنغالي الأبي.

مور لوم صحفي و مدرس اللغة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock