
مرة أخرى ، وتوصيات عشرة لأجل صناعة حياة أفضل . عبد الرحمن بشير
أخى الفاضل ، وأختي العزيزة ، لتعيش حياة أفضل وأجمل مع مشاكلها وتحدياتها ، أختار لك توصيات من تجارب الحياة ، ودروسا من عبر الزمان ، ومعالم حياتية من مدرسة الحياة:
١ – تعلّم علما نافعا ، وتدرّب تدريبا ناجحا ، فالفوز مرتبط بالعلم الدائم ، والتدريب المستمر ، وعش لأجل الأفكار ، وخض التجارب بكل شجاعة ، ولا تعش على أكتاف الناس ، وكن ذَا رأي مستقل فى الحياة ، ولا تفكر فى ماذا يقول الآخرون عنك ؟
٢ – تزوج إنسانا ، ولا تتزوج بهيمة ، واختر من النساء رفيقة حياتك ، وليست خادمتك ، ولا تفكر فى فخدها فقط لأجل الإنجاب ، بل انطر فى عقلها وقيمها ، لأنك تعيش معها كانسان ، وليست كمتعة ، وإن كنت سيدة ، فتزوجى إنسانا ، وليس فحلا فقط ، لأنك تعيشين معه فى السكن كإنسان له أدوار مختلفة فى الحياة ، وليس كمزارع فقط .
٣ – شارك فى عمل جماعي ، ولكن بدون أن تفقد عقلك ، فالعمل الجماعي ضرورة ، والعمل الفردي إبداع ، فلا يستغنى أحدهما عن الآخر ، والشعوب الحية تفهم هذه المعادلة ، فلا تستعبد الأفراد لأجل العمل الجماعي ، ولا يفقد الفرد ذاته فى العمل العام .
٤ – ضع لنفسك أهدافا ممكنة التحقق ، ولكنها يجب أن تكون كبيرة ، ولا تسرق من الناس نتائج عقولهم ، ولا برامجهم ، ولكن يمكن الإستفادة منهم كتجربة ملهمة ، والخطورة تكمن فى أن تفقد شخصيتك فى التقليد ، وكم من البشر فقدوا ذواتهم فى مشاريع الآخرين .
٥ – عليك بتوسيع الإهتمامات ، فالشخص الذى يوسّع اهتماماته يعمل فى مجالات عدة ، ويبدع أيضا فى مجالات مختلفة ، ولكن لا تنس التركيز ، فالتركيز مهم ، ان كنت مهتما بقضايا الفكر ، فعليك أن تركز الفلسفة ورموزها ، والفقه ورجالاته ، والفكر وشخصياته ، والحياة ومحطاتها ، وبهذا يمكن لك الإنتاج والإبداع ، فلا تعش فى داخل جدران مغلقة .
٦ – لا تنس ثلاثة أشياء تجعلك سعيدا فى الحياة ، ومتوازنا بشكل فعال ، الصلاة ، وقراءة القرآن ، والدعاء مع الذكر ، وتذكر ثلاثة أمور تجعلك بشكل مبهر ذكيا ، القراءة المنهجية ، والتواصل مع العقول الذكية ، والتفكير الإبداعي ، وتجاوز ثلاثة أشياء تحبطك ، التفكير فى أعمال الناس ، والحديث عن الفشل دائما ، والبحث عن نقائص الأصحاب .
٧ – اجعل الكتاب صديقا خالصا لك ، وعش مع أهل الفكر فى تأملاتهم قبل سطور كتبهم ، وتواصل مع الفقراء والمعدمين لتكون إنسانا ، ولا تفكر نيابة عن الآخرين ، ولكن قدّم خلاصة تفكيرك للناس ، حينها تجد أمامك أنواعا وأنماطًا من الناس ، منهم من يرفض أفكارك كلية ، وهذا حقه ، ومنهم من ينتقدها ، وهذا طبيعي ، ومنهم من يقبل ، وهذا من قوة إقناعك ، ومنهم من لا يهتم بما تكتب ، لأنه ليس من معدنك ، فالناس معادن .
٨ – انظر دوما إلى الأمام ، فلا تكن كالثعلب الذى يكثر الإلتفات ، فإنه لا يتقدم ، بل يخاف من المشي إلى الأمام بقوة وثبات ، ولا تكن كالقطة التى تنتظر ما صنعه الآخرون لها ، فهذا قبول للإستعباد ، ولا تكن كذلك كالثور الهائج الذى يحطّم ما قبله ، وما بعده ، فلا هو يصنع مستقبلا ، ولا يحترم ماضيا ، ولكن كن كالأسد فى مشيته هدوءا وثقة ، وفى التوثب على الضحية بدون تضييع للفرص ، لأن الحياة فرص ، ومن الغباء عدم اقتناصها فى اللحظة المناسبة .
٩ – امنح الأسرة وقتا مهما من حياتك ، واجعل التربية والتوجيه وسيلة التفاهم مع الأولاد ، فهم الكنز الحقيقي ، فأهم ما تمنح أولادك المعرفة والتعليم والتوجيه ، وليس المال والثروة ، فيجب أن تفكر كثيرا ماذا يرث منك الأولاد ؟ فكر فى الإيمان أولا ، والأخلاق ثانيا ، والهوية ثالثا ، لا بد من ترتيب الأولويات فى التعامل مع الأولاد صغارا كانوا أو كبارا ، ذكورا كانوا أو إناثًا ، وقيام العائلة هي الزوجة ، فهي الركن الركين ، والحضن المهم ، وكذلك الزوج ، فهو السند والقوة .
١٠ – اجعل السعادة هدفا ، ولا تجعلها وسيلة ، فلا معنى لحياة ناجحة بدون سعادة ، ولا قيمة لحياة فيها المادة بكل أنواعها بدون سعادة ، والسعادة منبعها القلب الزكي ، والنجاح منبعه العقل الذكي ، فقد يكون الإنسان ناجحا ، ولكنه لا يجد السعادة فى حياته ، وقد يكون سعيدا ، ولكنه ليس ناجحا ، فخطط بقدر المستطاع الجمع ما بين السعادة والنجاح . ولكم منى خالص الدعاء ، وشكرا