الدين و الترييةالسياسةالصفحة الرئيسيةالعمل والمستجدات

زيارة “الشيخ سيدي محمد الشيخ سيديا” للخليفة “الشيخ محمد المنتقى امباكي” …هذه الأقدام من تلك!! ..

تعود العلاقة بين أسرتي العلم والولاية والفضل،آل الشيخ سيديا وآل الشيخ أحمدو بمبا، إلى الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، حين قدم العلامة الجليل والقاضي المهيب الشيخ محمد بن حبيب الله مع ابن خالته الشيخ صمبا تكرور كاه إلى ميمونة السعدى ومرابع آوكار ، والتقيا بالشيخ سيديا الكبير بن المختار بن الهيبة وسمعا منه وأخذا عنه شتى العلوم والمعارف، ونشأت حينئذ تلك العلاقة الروحية التي ظلت تتحدى الزمان والمكان لتشع ضفتي النهر وتدك حصون الوثنية والشرك في أدغال افريقيا إلى يوم الناس هذا.

فقد قيض الله لها أبناء بررة حملوا لواءها عبر العصور فكانوا نعم الخلف لنعم السلف. ولا شك أن وفاء الشيخ أحمدو بمبا وعلو همته كان لهما الدور البارز في الحفاظ على هذا الرافد الروحي والصرح الحضاري، وذلك حين قصد بلاد موريتانيا  في رحلته الأولى فيمم الديار المباركة باذن الله، لزيارة آل الشيخ سيديا وتلبية لدعوة الشيخ سيدي باب الذى ارسل له رجلين من اعيان قبيلته اولاد ابييرى وهما شيخنا ولد داداه ومحمد سيديا ولد محمد المصطفى وجاءا معه بعد معاناة كبيرة لبعد الشقة ، ويكفى هذا للدلالة على اهمية هذا الشيخ عند آل الشيخ سيديا ، وقد وصل رحمه الله تعلى فى هذه الزيارة إلى ربى تندوجة حيث ضريح الشيخ سيديا الكبير وابنه الشيخ سيدى محمد وعند لقائه بالشيخ سيديا خاطبه بهذه الابيات:

للثم تراب دار الشيخ بابا

عنيت الغوث والقطب المجابا

ولثم تراب روض الجد قدما

وروض ابيه ذي الكرم احتسابا

أحب الي مما النفس تهوى

وتأمله ،وما المرء استطابا

أعاذل في اشتياق الحي عذرا

ودع عني الملامةوالعتابا

فما حبي لطيب هوى ارض

ولكن حب من وطئ الترابا

فأجابه الشيخ سيدي باب :

تصابى اذ أصيب وما أصابا

حليم بعد كبرته تصابى

وأذكت بالعذاب من الثنايا

سليمى في جوانحه عذابا

أبت سعافه حال اقتراب

وحفظ وداده في النفس تأبى

لئن ضيعت جانبنا سليمى

فإن محمدا حفظ الجنابا

فتى نفذت قريحته فجابت

شعاب العلم ان له شعابا

له منثور سحبان اذا ما

يخاطبنا وقد فصل الخطابا

وحوك للقريض كما اجادت

بصنعاء حوائكها  الثيابا

فبارك فيه خالقنا وأسنى

له من فضله الجاري ثوابا

وقد ظلت هذه العلاقة محفوظة من الطرفين برعاية ابناء الشيخ سيدي محمد ، محيى السنة الشيخ سيدي باب وصنوه حاتم زمانه الشيخ سيدى المختار والشيخ الخديم العالم الصالح الشيخ احمدو بمبا ، وذريتهم فى عهدهم
وخلفوها لسلف كريم .
وفى يوم الناس هذا يقوم الرجل الصالح وارث سر آبائه ، خلقا وخلقا وهيبة وجودا ، ومعان من معانى سلفه الشيخ سيدي محمد ولد يوسف ولد الشيخ سيديا ، يقوم بزيارة تاريخية إلى مدينة طوبى المحروسة لتجدبد العهود ، برورا بسلفه الكريم .
وكان محل ترحيب لم يسبق له مثيل من طرف الخليفة الشيخ المنتقى واعيان اسرته الكريمة ، والحضرة الطوباوية المباركة .
فلهم جميعا نهدى خالصة التحايا ونسأل الله تعلى ان يحفظ مجدهم، ولازالت ديارهم عامرة بالخيرات ، مطمئنة
ففى هذه الزيارات وإحياء العهود يرى المراقب البعيد ان الدبلوماسية الروحية وعلاقات اقطاب الفضل ، هي الأساس المتين لتقوية العلاقات بين الدول . وفى العلاقات الروحية بين موريتانيا ودولة السينغال الشقيقة المثال الذى يحتذى به وتجب المحافظة عليه ، وتقويته ودعمه من طرف السلطات العليا فى البلدين .

كتبه / عبدالله ولد محمد بلال/غامبيا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock