السياسةالعمل والمستجدات

المعركة الوجودية مع ماكي صال

“تنويريات”

المعركة الوجودية مع ماكي صال

ما يجعل للإنسان كرامة هو مجرد كونه إنسانا، و ليس وضعه من حيث القوة او الضعف، الفقر او الغناء، الشهرة او الخمول…؛ لذا فإن الاعتداء على إنسان أي إنسان هو اعتداء على الإنسانية جمعاء و مساس بجوهرها الكريم. ﴿مَن قَتَلَ نَفسًا بِغَيرِ نَفسٍ أَو فَسادٍ فِي الأَرضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَميعًا وَمَن أَحياها فَكَأَنَّما أَحيَا النّاسَ جَميعًا﴾ المائدة: 32. و حق على كل إنسان ان يغمره شعور بالألم للاعنداء الذي وقع على أخيه الإنسان و بوجوب السعي للانتصاف له.

و كذلك ما يجعل للسنغالي حرمة و حقا كاملا في المواطنة هو مجرد كونه سنغاليا، و ليس لقبه أو عرقه أو طائفته أو دينه أو توجهه السياسي؛ لذا فإن استهداف أي سنغالي بحكم لقبه أو عرفه أو طائفته أو دينه أو توجهه السياسي هو استهداف لجميع السنغاليين في هويتهم الجامعة التي تشكلت من التنوع و الانسجام. و حق على كل سنغالي أن يتألم لاستهداف اخيه السنغالي و يسعى لنصرته.

إن جميع السنغاليين الشرفاء مجروحون في مشاعرهم بسبب التصريحات العنصرية التي صدرت من المخلوق الغريب الداعم لماكي صال غاستون مبينغ تجاه عائلة “جاز” ، و لا يستبشر بها إلا من خان ضميره قبل شعبه.

فماذا أبقى الرئيس ماكي صال للسنغاليين ؟ و قد عبث بثرواتهم و أسقط قضاءهم و دمر أخلاقهم و فكك انسجامهم: ففي حكمه تعالت النعرات العرقية من شيعته فلم تلق منه إلا التشجيع بصمته المتواطئ.

لقد خسر السنغاليون أنفسهم كما خسروا ثرواتهم خلال حكم ماكي صال، فلم تعد السنغال السنغال التي عرفناها في حريتها و ديمقرتطيتها و تماسكها و انسجامها و انفتاحها؛ فأصبحت المعركة معركة وجودية نحفظ بها وجودنا المادي و المعنوي كأمة ذات حضارة و قيم متميزة او نستمر في فقدان الذات و السعي إلى المجهول.

عبد القادر عبد الرزاق انجاي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock