السياسةالعمل والمستجدات

المعلم السنغالي ، بين التهميش ، والتمتع بكافة الحقوق

إن مما لا مراء فيه ، أن المجتمعات البشرية لا تتقدم بدون ما تدعمها من أخلاق طيبة ومعلومات قاطعة حيث تضمن سيرورتها ، ولذلك فلا بد من شخص مثالي يرشد الأمة إلى نحو الصواب ، ولهذا نتساءل ، من هو المعلم ؟ وما الأخلاق التي وجب أن يتحلى بها ؟ وما دوره في العالم عموما في بلدنا الحبيب سنغال خصوصا ؟
وقبل الخوض في الإجابة عن الإشكاليات القائمة يجدر بنا وضع خطة صارمة للبحث وهي :
. الخلق المهني للمعلم .
. موقف أو حال المعلم في العالم ولا سيما في السنغال .

  إن حياة البشر لا تكون متقدمة بدون وجود رجل عظيم يقوم مقام معلم المعلومات والإرشادات اللتين تساعدان الناس في حياتهم اجتماعيا ، اقتصاديا ، و نفسيا .
ولكن إذا قمنا لنعرف ماهية المعلم ، نقول أنه عبارة عن شخص مرب بارّ يقوم موقف همزة الوصل بين المتعلم و المعلومات ، حيث يعلم الدارس بحكمة ودراية كافية حتى تأثر – الإرشادات – في سلوكيات المتعلمين .
ولأجل هذا نجد بعين الاعتبار ، أن للمعلم دور كبير يلعب به في الحياة ، وآمال يتمنى قطف ثمرتها المنشودة .
وأدوار المعلم المربي عديدة جدا وسوف نلخص منها ما يلي : تربية الناس ، ولكل مجتمع عظيم حتى يذكر في الألسن فوراءه تربية عظيمة اللذين يعيشون فيه ، و للتربية فوائد جمة حيث تتولد منها أخلاقا صافية التي لولاها لعاش ابن آدم كالبهائم ، مثلا ، أن يحترم الشخص نفسه وغيره ، ويعرف الواجبات والحقوق التي سوف يؤديها في البيت وخارجه  ، و حريته حتى يقف على حده بدون تطرف ولا ازعاج الآخرين .
ومن الأدوار أيضا ، الموعظة الحسنة إلى الشعب حتى ينزع منهم الأخلاق الهمجية والتصرفات الدونية كالكذب والبغض والتعصب ورأية الفضل على الغير والسرقة والرشوة وغيرها من السجايا المذمومة .
ومن واجب المعلم أن لا يكون قاصر الهمة ، منقطع الدافعية حتى لا يفشل ولا يكسل في آداء رسالته الكريمة لأن فشله هو فشل الأمة والعكس صحيح .
وعلى هذا الأساس ، نفهم أن للمعلم حظ عظيم ومهام جسيم حيث يُخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الهدى ، وهذه الأوصاف السليمة قبة نضعها على رأس المعلم أي الشيم التي ذكرها وجب عليه – المعلم – أن يتحلى بها قبل أن يأمر بها الناس حيث يقول الشاعر :
لاتنه عن خلق وتأتي مثله  عار عليك إذا فعلت عظيم
وفي وجه آخر ، نجد المعلم له مواقف عدة ومميزات ظاهرة بين البلدان ، وهناك من اعتبره حبة درّ حيث يحترمه ويوقره ، والعكس قد حدث في بلدنا هذا ( السنغال ) .
فالبلدان الراقية ذات الأطواد العظيمة والوفود المحترمة ، يحترمون العلماء قاطبة ، لأنهم قد أحاطوا علما بأن المعلمين هم منقذوا الناس من الضلالة إلى الهدى ، وكذلك بالمقابل ، البلدان النامية جعلوهم تحت أراذل الخلق يكدون ويشكون ويحوضون في الإضرابات الدائمة التي لا رصيد لها ، وكل هذا ، فالحكومة تقف موقف التشنج والنميمة بدون لفت النظر إلى الشكاوى .
نعم ، الحكومة السنغالية إلى جيوبها ناظرة بأعين ناضرة ، ووجوه المعلمين عليها غبرة ترهقها قترات الفقر واليأس ، والأمثلة التي تثبت ما جئنا به كثيرة ، منها ، ما أعلن النائب البرلماني عثمان سونكو أمام الوزير الميزانيةوالإقتصادية سائلا له . لماذا يدفع المعلم أو يقطع من راتبه 70000فرنك ضريبة وفي نفس الوقت يُقطع من راتب النائب البرلماني 1500فرنك ؟ ولكن ولى مدبرا عن السؤال عجزا عن إجابته ، ومن هناك نتساءل ، هل هذا من العدالة والديمقراطية المرضية ؟ والمثال الآخر ، الديون التي فوق رقبة الحكومة مدعية أنها عجزت عن سدها ، ومن جهة يدفعون إلى زوجات السفراء اللواتي لا تخدمن الدولة بثمن 500000فرنك في كل شهر ، والأمثال لا تعد ولا تحصى .
ولهذا نرفع أصواتنا إلى الحكومة مرات أخرى مطالبا أن تلتفت إلى حاجات المعلمين ، مادام لولاهم ما قامت الحكومة أو نقول كل القطاعات ، لأن هذه المناصب لا يقودها الجاهل ، وتقف أيضا موقف العدالة والصرامة بين الموظفين جميعا .

ختاما ، نعرف أن المعلم شخص حافل المسؤلية لرفع أركان المجتمع ، وكريم لإتمام مكارم الأخلاق ، وكل ذلك إذا أتمّ ما ينتظره داخل بلده من دور مهم ، ولا يكون المعلم مرتاح البال إلا إذا هُيأت له الوسائل ووضعت العدالة على القسطاس المستقيم ، والحكومة هي المسؤلية الأولى لمساعدة المعلم وتدليل نفسيته .

الطالب : امبي سيس

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock