الدين و الترييةالسياسةالعمل والمستجدات

بيان دائرة روض الرياحين حول قضية المثلية الجنسية فى السنغال

بيان للناس”
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بُعث متمما لمكارم الأخلاق سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد؛
فإن من أعظم المقاصد الشرعية الكلية حفظ النسل والنسب من جانبين: جانب الوجود وجانب العدم، فشرع الله تعالى التزواج والتناسل بين الرجل والمرأة بأركان وشروط وموانع معروفة، فتعتريه أحكام خمسة مألوفة؛ تبعا لما يتوقف عليه من إقامة مصالح الأنام في الدراين، وحرم الشارع الحكيم الزنى واللواط وجعلهما من أبشع الجرائم المنكرَة، فليس خافيا على سويّ ما ينطويان عليه من إخلال للفطرة السليمة وخرم للشريعة القويمة، وجناية كبيرة على النسل البشري والسلوك الإنساني.

وجريمة اللواط أقبح وأشنع من الزنى. وقد حكى القرآن الكريم في غير ما موضع -للإنكار والإرشاد للاعتبار- شأنَ قوم سيدنا لوط عليه السلام، الذين أهلكهم الله بسبب هذا المستقذر القبيح، ففي سورة الشعراء: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ. وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ وفي سورة الأعراف، وصف الله تعالى تلك المثلية بفاحشة لم يسبقهم بها أحد ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ﴾ ووبخهم أيما توبيخ بقوله ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴾ [7:81] وقد بين القرآن الكريم أيضا كيف عاقبهم الله سبحانه ردعا وزجراً للآخرين فقال ﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود. مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد﴾ [هود ٨٢،٨٣]

وقد وردت في السنة النبوية الشريفة نصوص متضافرة تحذر من هذه الفاحشة وتلعن مرتكبيها، ومنها ما روي عن جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط” [سنن الترمذي، باب ما جاء في اللواطي]، وما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط” [أخرجه الإمام أحمد في المسند].

وقد صح عن الصحابة السادة الكرام رضوان الله تعالى عليهم تشديد العقوبة على من يرتكب هذه الجريمة التي أجمع الفقهاء على حرمتها وبشاعتها؛ فعدوها جميعا من كبائر الإثم، فنجد عند مولانا شيخنا أحمد الخديم رضي الله تعالى عنه في مصنفاته؛ وقد ورد في منظومته “منور الصدور” عند ذكره للكبائر:
زنًى، لوَاطٌ بفُروجِهم فَقط = خُصَّا فَمن مَال إليهمَا سَقطْ
وفي منظومتهِ “مُليّن الصُّدور”
خُصَّ الزِّنَى بالفَرجِ مع لواطِ = فاحْفظهُما هُديتَ للصِّراطِ

بناء على كل ذلك:
o ننكر الإنكار الشديد أي خطوة في هذا البلد لإشاعة تلك الجريمة النكراء في حق الله جل وعلا وفي حق الإنسانية جمعاء.
o وننصح كل مسلم وكل عاقل يحرص على مصالح العباد والبلاد أن يتجنب هذه المعصية الكبيرة ويستنكرها قدر استطاعته.
o ونشجع كل جهد رام إلى مقاومة هذه الفاحشة، ونشجب كلَّ محاولة لحمايتها.
o ونوجه الجميع – كل حسب وسعه – إلى الاجتهاد في بث الخير والفضيلة بين الناس، وغرس القيم العالية والأخلاق الفاضلة السامية فيهم خصوصا في نفوس النشء بمختلِف الوسائل العلمية، والتربوية، والإعلامية المتنوعة، والقانونية السلمية.

وفي الأخير نتضرع إلى الله العفو اللطيف الرحمان ونسأله عز وجل أن يلطف بعباده، ويمن علينا وعليهم جميعا بالهداية والاستقامة، والصحة والعافية، ويحفظ وطننا ويجعله مستقرا مطمئنا، ويقيه تعالى بمنِّه وجوده، وسائر بلدان المسلمين والعالم أجمع الشرور كلها ما ظهر منها وما بطن.
رحمان هب لجميع الخلق رحمة مــن يغني عن الشر من قرآنه قرءا
حط أمة المصطفى عن كل مفسدة ولترحم الخلق يامن جدهم بدءا
يا مالك الملك يامن جل عن قود ارحم جميع الورى يا هاديا ردءا

دائرة روض الرياحين
بإذن من الشيخ محمد المنتقى الخليفة العام للطريقة المريدية

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock