السياسةالعمل والمستجدات

القطبية الأحادية والثنائية بين الشد والجذب

الحاج عبد الله امبي

مصطلح القطبية قديم قدم الزمان والمكان, نجده في قواميس الحقل التاريخي والسياسي, فقد وجد مع ظهور التحالفات القبلية أو القومية عبر التاريخ, لذا يميز دارسو العلاقات الدولية بين ثلاثة أشكال أساسية من الأبنية الدولية.
1 ـ القطبية الأحادية: ويتميز هذا البنيان بقدر كبير من تركيز موارد القوى في دولة واحدة ، أو مجموعة من الدول المتحدة ، ومن الأمثلة البنيان الأوروبي بين عامي 1872 ـ 1890 الذي سادته الألمان ، ألمانيا التي تعتبر القوى الاقتصادية الأولى في أوروبا حالياً مقارنة بأوكورانيا ، ثاني الدول التي تمتلك احتياطات من المواردالطبيعية والمعدنية بكميات كبيرة مثل اليورانيوم والتيتانيوم والغاز الفحم …الخ في أوروبا إضافة إلى البنيان الدولي الذي ظهر بعد نهاية الحرب الباردة في عام 1991 ، على اثر انهيار احد الاقطاب الثنائية ـ الاتحاد السوفيتي ـ وبدأ يختلف مدى استقرار البنيان الدولي اعتمادا على سلوك الدولة العظمى , كما اطلق عليه الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغان “حرب النجوم ” ومدى تقبل الوحدات الأخرى لهذا السلوك الجديد ومن ثم تحدده طبيعة التحالفات الممكنة في النسق الدولي المذكور ، فتشابه القيم والاتجاهات السياسية بين الصين الشعبية و اوروبا الشرقية من جهة ، و الاتحاد السوفيتي ( روسيا ) من جهة أخرى في الوقت الراهن ، ومن ناحية بين الولايات المتحدة الامريكية واوروبا الغربية من ناحية أخرى, نلاحظ أنه خلال الخمسينيات من القرن الماضي كانت كل مجموعة بمثابة كتلة واحدة, بوصف البنيان الدولي دوما أنه ثنائي الفطبية.
2 ـ القطبية الثنائية فقد نجد أن البنيان الاوربي تميزفي تلك المرحلة بالاستقرار وانخفاض حدة الصراعات الاوروبية ، لماذا؟ لأن المانيا لم تتبع سياسة توسعية ، ولكن بعد عام 1991 اتسم بعدم الاستقرار والولايات المتحدة ، اتبعت سياسة استئصال الخصوم المحتملين بشكل عسكري على مستوى العالم.
غير أن القطبية الثنائية تتميز بنهايتها بتركيز النفوذ الدولي في قطبين هامين بسبب تمركز توزيع المقدرات على كتلتين .
ايضا أصبح البنيان الثنائي جامدا نظراً لانضمام كل الوحدات الدولية إلى أحد القطبين ، ومن ذلك وجدنا أن البنيان في الفترة 1947 وحتى 1960 إلى الآن ومنهما الولايات المتحدة وروسيا .
3 ـ قطب عدم الانحياز أو دول الحياد : وهي مجموعة من الدول التي وجدت في سياساتها مواقف الحياد من كلي القطبين ، غير أنه لم تكن فكرة الحياد أو عدم الانحياز لأي من الكتلتين مقبولة لدى القطبين الرئيسيين ، فكان السعي الدؤوب من أجل كسب أي طرف من الأطراف الحيادية, وذلك يؤثر على انواع عدد الوحدات الدولية في احتمالية الحرب والسلام فبمجرد ازديادها يثير دائما قضية الاتصال السياسي والدبلوماسي بين الشد والجذب.

باحث ومحلل سياسي ـ الجامعة الاسلامية بولاية منيسوتا الامريكية ـ فرع السنغال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock