السياسةالعمل والمستجدات

قوانين عشرة فى السياسة . عبد الرحمن بشير

قوانين عشرة فى السياسة . عبد الرحمن بشير
……………………. ………………………………
أولا : حين تكون السياسة بلا مرجعية ، يصبح السياسي بلا بوصلة ، ويعمل فى الميدان بلا أفكار ، ويلعب اليوم مع فريق ، وغذا مع فريق آخر ، وكأنه يلعب كرة قدم مع فريق ، فإذا تم شراؤه من قبل فريق آخر ، فهو يلعب مع الفريق الآخر ، لأنه فى الأساس لم تكن لديه أفكار محددة ، ومعينة . ( ضرورة المرجعية )

ثانيا : حين يكون السياسي بلا خطة هادية ، فهو يلعب مع الجميع فى كل مكان ، ويسبح مع كل التيارات فى كل المواقع ، لأنه يريد أن يعيش فى السياسة ، ولا يريد أن ينقد الوطن بالسياسة ، فالخطة عند السياسي تحوّل مشروعه إلى برامج ، وتحوّل برنامجه إلى عمل ، والناس يفهمون من خلال ذلك ، ماذا يريد هذا الإنسان منهم ؟ ( أهمية الخطة السياسية )

ثالثا : حين تصبح السياسة بلا نكهة ، ويصبح السياسي بلا لون ، فالناس يحسبون السياسة ميدانا للكذب ، ومجالا للخداع ، وملعبا للشياطين ، فالسياسة لا تصنع ملائكة ، ولا تتعامل مع الشياطين ، فهي تعمل مع البشر ، والبشر أنماط ، وألوان ، ولهذا فالسياسة خدمة عامة ، وليست مجالا للعمل القابل للربح المادي ، والخسارة المادية ( الفكرة المركزية والتحفيزية ) .

رابعا : حين يحارب السياسي فى ميدان السياسة بأدوات الحرب فى ميادين الحرب ، فهو يلعب لعبة الصغار ، ولعبة حكام العالم الثالث ، والنتيجة خراب الوطن ، وهروب العقول ، ولكن حين تكون السياسة تنافسا شريفا ، وعملا فى كسب القلوب بالخدمات ، والعقول بالإقناع ، فتصبح السياسة مجالا للعظماء ، وميدانا للكبار ، فلا خوف منها ، ولكن الخوف من الصغار حين يصبحون سياسيين ( التفريق بين السياسة الداخلية ، والسياسة الخارجية ) .

خامسا : حين يلعب الإسلامي السياسة بعقلية الفقهاء ، ويبحث فيها ( الحلال والحرام ) فقط ، تتحول السياسة إلى ميدان الحروب الدينية ، وحين يلعب العلماني السياسة بعقلية الغربيين ، ويبحث فيها ( البرجماتية ) ، تتحول السياسة إلى لعبة بلا أخلاق ، وحينها يخاف منها المتدين البسيط ، ويتهرّب منها العلماني المبتدئ ( السياسة الشرعية لا تقوم على الحلال والحرام فقط ، وإنما تقوم على المنافع والمضار ) .

سادسا : حين يخاف المتدين من السياسة ، ويعيش فى المسجد عابدا ، وفى المنزل درويشا ، ويمارس السياسة سلبيا ، فيدعو على الحاكم الظالم فقط ، ولا يؤدى دورا إيجابيا فى الحياة السياسية ، حينها يعيش فى شخصيتين ، شخص يريد الخير ، ولا يعمل فى توسيعه ، وشخص يهرب من الواقع ، لأنه يخاف لدينه حسب فهمه ( التدين لا يناقض السياسة ) .

سابعا : حين يحكم البلد طاغية ، ويتحدث الفقيه قضايا العبادة والأسرة ، ويتناول المثقف قضايا الفن والموسيقي ، ويختلف الدعاة حول شرعية الجماعات والحركات ، ولا يتحدثون عن الحرية والكرامة والعدل ، ويهتم الشباب آخر الموديلات فى اللباس والتكنولوجيا ، وتهتم المرأة بالولادة ، وأين تكون ؟ حينها تعيش الأمة فى ذيل الأمم ، ولا يكون لها موقعا تحت الشمس ( الفراغ المنهجي عند الأمة يؤدى إلى الضياع ).

ثامنا : للسياسة أدوات ، أدوات الكسب ، وأدوات الإقناع ، فلا مجال للقتل فى السياسة العادلة ، ومن أراد ان يمارس السياسة بأدواتها ، فعليه أن يتعلم أولا ، ويتدرب ثانيا ، ويمارس ثالثا ، ويواجه الحقيقة رابعا ، فلا مكان للإنسان الخائف فى السياسة .( الأدوات الضرورية للعمل السياسي )

تاسعا : إن السياسي الحقيقي لا يعيش بلا عمل ، ولكن السياسي الفاشل يبحث عن وقت متاح له لأجل العمل ، ولهذا فهو لم يفهم السياسة ، فالسياسة لا تعرف الانتظار ، ولكنها تعرف شيئا مهما وهو الانتهاز بالفرص ، والعمل فى تقوية الموقع بالفكر والحركة والعمل ، ومن تهيأ لذلك ، فهو يلعب هذا الدور .( لا فراغ فى العمل السياسي )

عاشرا : هناك من يرى فى الآخر كل القوة ، وهناك من يرى فى الآخر كل الضعف ، فهذا مصاب بالبلادة الفكرية ، وهناك من يرى فى الآخر كل المصائب ، وهناك من يرى فى الذات كل الخير ؛ وهذا مصاب بجنون العظمة ، وهناك من يرى فى الآخر كل الحقارة ، وهناك من يرى فى الذات كل الحضارة ، وهذا مصاب بداء ( الإقصاء ) ، فالسياسة عملية مركبة ، ومستمرة ، ومتغيرة ، ولكن لها قيم وأخلاق .( غياب النظرة المتوازنة دليل الفشل فى العمل السياسي )

إن السياسيين فى الغرب لديهم أخلاق جماعية وسياسية ، ولهذا هم يستقيلون بعد الفشل ، ويتركون العمل السياسي وإلى الأبد حين لا يستطيعون إنجاح مشروعهم الفكري والسياسي ، ويدعون غيرهم إلى الموقع ليستمر العمل ، ولكن نحن فى العالم الثالث نعتقد أن السياسة تعنى أن تستمر ولو على حساب الأخلاق والقيم ، أو على حساب الصحة والعائلة .

قليل من التواضع يجعلنا كبارا ، وقليل من الانسانية يجعلنا بشرا اسوياء ، وقليل من الفقه السياسي يمنحنا ممارسة سياسية سليمة ، ولكن أين هذا القليل ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock