السياسةالعمل والمستجدات

وحدة المسلمين في فكر الشيخ الخديم – رضي الله عنه – وتعاليمه

وحدة المسلمين في فكر الشيخ الخديم – رضي الله عنه – وتعاليمه

مقدمة حول أهمية الوحدة في فكر الإسلام:

إن المعلوم لدى العوام والخواص أن الله سبحانه وتعالى يحثّ الأمة الإسلامية على الوحدة في كتابه العزيز فقال: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [سورة الأنبياء: 92]، وقال جل وعلا: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [سُورة المؤمنون: 51 -52]. ونهَى أيضا عَن التفرُّق الجالب والمفضي إلى الضّعف والاضمحلال، حيث قال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران من الآية: 103]:

ويقول الإمامُ القرطبي – رحمه الله تعالى – في تفسير هذه الآية: “إن الله تعالى يأمر بالألفة وينهى عن الفُرقَةَ، لأن الفُرقَةَ هَلَكَةٌ، والجماعة نجاةٌ، روي عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – في الآية الكريمة: “أن حبل الله هو الجماعة”.

وقال سبحانه: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [سورة الروم:31-32].

وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «ما من ثلاثةٍ في قريةٍ، ولا بدوٍ لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة؛ فإنما يأكل الذئب القاصيةَ من الغنم» (رواه أبو داود وغيره وهو حديث صحيح).

وعن عرفجة – رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «من أتاكم، وأمركُمُ جميعٌ على رجلٍ واحدٍ، يُريدُ أن يَشُقَّ عصاكم، أو يُفَرِّقَ جماعتكُم، فاقتلوه» (رواه مسلم).

وعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «يد الله مع الجماعة» (رواه الترمذي).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا. فيرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا، ولا تَفرَّقوا. ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» (رواه مسلم).

وعن ابن مسعود – رضي الله عنه – أنه كان يخطب ويقول: “يا أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنهما حبل الله الذي أمر به”.

وقديما قال الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعنَ تكسُّرا = وإذا افترقن تكسَّرتْ أفرادا

* الشيخ الخديم – رضي الله عنه – ووحدة المسلمين:

كان الشيخ الخديم – رضي الله عنه – يتخذ جميع المسلمين إخوة عملا بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤمِنُونَ إِخْوَةٌ} [سُورة الحجرات: 10] حيث قال:
المؤمنُون إخوةٌ والمُؤمناتْ = لِي أخوَات وحيَاتي حَسناتْ

وقال في قصيدته “وسيلة الربوح”:
ولي هب وداد كل مسلم = ونجني من شر كل مجرم

وَمِنْ كَلَامه – نَفَعَنَا اللَّهُ تعالى بِهِ – أنه قال: “مَنِ اتَّخَذَ (إِنَّ) وَ(إِنَّمَا) فَلَا يُعَادِي مُسْلِمًا: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ} [سورة فاطر: 6] {إِنَّمَا الْمُؤمِنُونَ إِخْوَةٌ} [سُورة الحجرات: 10]. كُلُّ شَرٍّ يَتَوَجَّهُ إِلَى الشَّيْطَانِ، وَكُلُّ خَيْرٍ يَتَوَجَّهُ إِلَى الْمُسْلِمِ”. [الْمَنْقُولَاتُ مِنْ خَطِّ الشَّيْخِ مُخْتَارْ بِنْتَ لُوحْ عَنِ الشَّيْخِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِهِ آمِينْ – منشورة ضمن المجموعة الصُّغرى المحققة، ص: (115)]

وقد قام – رضي الله عنه – بدور مهم في علاج رواسب التعصب المتولد من الانتماء المذهبي والطائفي والتي دبت وسرت في جسم الأمة حتى أضعفتها وفرقتها إلى فرق متناحرة ينظر بعضها إلى بعض بعين الاحتقار، ويتجلى ذلك من خلال مواقفه التفرق المذهبي والطائفي والطبقي.

موقفه من التفرق المذهبي:

لقد عالج الشيخ الخديم – رضي الله عنه – التفرق المذهبي الذي يسببه الخلاف بين الفرق الكلامية، فنهى عن معادة أي مسلم ينطق بكلمتي الشهادة “لا إله إلا الله” بقوله المشهور في منظومته ” تَزوُّد الشبان”:
ولا تُعادُوا مَنْ رأيْتُم فَاه = يُخرجُ لا إله إلا اللهُ

وأما المذاهب الفقهية فقد نصَّ – رضي الله عنه – نصًّا صريحًا عَلى أنه اتخذ واعتبر الأئِمة الأربعة أئِمته العظماء الذين خدمُوا الفِقه الإسلاميّ خَدمات جلية لنَزع بُذور الشِّقاق السَّائد فِي أوساط المُسلمين، ولتَوحيد صُفوفهم كالبنيان المرصُوصِ، وفي ذلك يقول في قصيدته المطرزة بـ”البَسملةِ” وهي التوبة النَّصوح:
أئِمتِي فِي الفقهِ مَالكُ العَلي = وَالشَّافعِي والحَنفِي والحَنْبلِي

ويمكن أن نستنبطُ من قوله هذا أنَّه سوَّغ العمل بالمذاهب جميعا لكنه أمر جَميع أتباعه بالاعتماد على المذهب المالكيِّ الذي اختارهُ عن إيمان واقتناع وحُجة ساطعة وبرهان. ولا يشك أحد أنه كان متقيّدا بالمَذهب المالكيّ الذي ارتضاهُ لأسباب عديدة، ولذلك يقول بأسلوب يُشنّف أسماع السّامعين، ويخبر المفلقين أنَّه اتخذ المذهب المالكيّ مذهبًا يتمذهب بهِ:
وبتَفقُّه الإمامِ مالكِ = تفقُّها يَمنعُ مِن مَهالكِ

ولم يكتف بذلك بل أمر جميع المريدين بالتقيّد على المذهب المالكيّ حيث يقول – رضي الله عنه – فِي إجابتِه عَن مَسألة الاستفتاح بالبَسملة في الصَّلاةِ: “عَلَيْكُمْ بِالْمَالِكِيَّةِ فَإِنَّهَا مُطَهَّرَةٌ مُنَوَّرَةٌ”. [المجموعة الكبرى، ص: (248)]

ومما يحكى أن سببَ هذه الفتوى أن بعض مُريديه رأوه بعد عودته من غيبته البحرية يصلي وهو يفتَتحُ صلاته بالبسملة، وذلك خلاف مشهور المذهب المالكي الذي وصّى به. وإلى ذلك فقد أجاز بعض الفقهاء المالكية أن يبسمل المصلّي خروجا من ذلك الخلاف، ومن جملتهم الإمام المازريّ، والقرافي، ونظم ذلك من قال:
الأحوطُ أن يُبسمل المُصلِّي = سِرًّا بفَرضِه إذا يُصلي

[نقلا المجموعة الصغرى المحقّقة، ص: (90) مع تصرّف]

سَببُ تقيُّده بالمالكي:

1- لِكون مالك مِن الأئمة ولكون مذهبه مَذهبًا مُنوّرا ومطهَّرا

2- لشيُوعِه فِي قطره السِّنغال

3- للوسط الذي يمتاز به هَذا المذهب

4- للاحتفاظِ على وَحدة أبناء هذا القطر.

موقفه من التفرق الطائفي:

فقد حارب الشيخ – رضي الله عنه – جعل الطرق الصوفية مطايا لتفريق المسلمين، فأكد بصراحة لم يسبقه عليها أحد بأن الأوراد طرق للتقرب إلى الله ينبغي لصاحب ورد ما أن يعد أصحاب الأوراد الأخرى إخوة لله في الطريق، يقول في مسالكه:
فَكُلُّ وِرْدٍ يُورِدُ الْمُرِيدَا = لِحَضرَةِ اللهِ وَلَنْ يَحِيدَا
سَوَاءٌ انتَمَى إِلَى الْجِيلَانِي = أَوِ انتَمَى لِأَحْمَدَ التِّجَّانِي
أَوْ لِسِوَاهُمَا مِنَ الْأَقْطَابِ = إِذْ كُلُّهُمْ قَطْعًا عَلَى الصَّوَابِ
فَكُلُّهُمْ يَدْعُو الْمُرِيدِينَ إِلَى = طَاعَةِ رَبِّ الْعَرْشِ حَيْثُمَا جَلَا
بِالِاسْتِقَامَةِ، فَلَا تَسْخَرْ أَحَدْ = مِنْهُمْ وَلَا تُنكِرْ عَلَيْهِمُ أَبَدْ

موقفه من مشكلة الطبقية الاجتماعية:

ركز الشيخ الخديم – رضي الله عنه – في علاجه الطبقية الراسخة في المجتمع على مبدأ المساواة الذي نادى به الإسلام ، فلا تفاضل ولا تفاوت إلا بالتقوى التي هي ثمرة العلم والعمل والإخلاص يقول في كتابه “نهج قضاء الحاج”:
واعلم بأنما تفوت الورى = بالعلم والدين يكون فاصبرا
وبهما يفضل من قد فضلا = ففيهما اجتهد مع التأدب

ومن اهتمامه بوحدة المسلمين أنه – رضي الله عنه – كان يبتهل إلى الله سَائلا إياه أن يُؤلف قُلوب المسلمين ويَجعل فيها المحبَّة والتوادُد بلا شِقاق ولا تنازعٍ، حيث يقُول في قصيدتِه “مطلب الشفاء”:
وهبْ لنا مكارمَ الأخلاقِ = مع التحَابب بلا شقَاق
واجْعَل قُلوبَنا عَلى التوادُدِ = بلا تنازُعٍ ولا تحاسُدِ
ولا تَخاصُمٍ ولا تَدابُرِ = ولا تباغُضٍ ولا تنافُرِ
حتَّى نَصيرَ مُسلمينَ خاشِعينْ = ومُؤمنينَ مُخلصينَ صَالحينْ

* مقومات الوحدة في فكر الشيخ الخديم – رضي الله عنه -:

1- التَّحَاببُ في الله تعالى وعَدم التَّنازعِ والعُدوانِ:

قال الشيخ الخديم – رضي الله عنه – آمرا أصحابَه أن يَتحاببُوا فيما بينهم؛ لأنّه من أسباب التَّعاون كما قال:
عَلَيْكُمُ يَا مَعْشَرَ الْإِخْوَانِ = بِطَاعَةِ اللَّهِ بِلَا عُدْوَانِ
تَحَابَبُوا فِي اللَّهِ ذِي الْجَلَالِ = بِلَا تَنَازُعٍ وَلَا إِضْلَالِ
إِنَّ التَّحَابُبَ هُوَ الْإِيمَانُ = لِأَهْلِهِ السُّرُورُ وَالْأَمَانُ

وقال في وصيته لإخوانهِ:
اجْمَعْ صِغَارَكَ وَفَارِقُوا الْحَسَدْ = رُومُوا تَحَابُبًا بِقَلبٍ وَجَسَد

وقال في قصيدته “جالبة السَّعادة”:
وَحبُّ كُلّ مُسلم ومسلمةْ = لوَجه باقٍ قد كفاني الظلمةْ

وقال في قَصيدة مطرزة بـ”وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً”:
لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ حِبَّ كُلَّ مَنْ = آمَنَ مُسْلِمًا يَطِبْ لَكَ الزَّمَنْ
لَا تَبْغِضِ الْمُؤْمِنَ وَانْصَحْ أَبَدَا = لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِحَقٍّ عَبَدَا

وقال في منظومته “الجوهر النَّفيس”:
وأحبِبِ المُؤمنَ للإيمانِ = وَلتُبغضِ الكَافر لِلكُفرانِ

وقال:
وَلَازِمُوا حُبَّ ذَوِي الْإِيمَانِ = وَبُغْضَ أَهْلِ الْكُفْرِ فِي الْأَزْمَانِ
المجموعة الكبرى، ص: (369)

2- نية الخير لجميع الناس:

كان الشيخ الخديم – رضي الله عنه – يكن لجميع الأمة المُحمدية محبَّةً صادقة منقطعة النظير – كما هو معلوم – في قلبه، حيث قال في قصيدته المطرزة بـ”لا ريبَ فيه فقَد فاز”:
قلبِي يَنوِي الخَيرَ للخَلائقِ = لِوجهِ باقٍ كان لِي بِلاَئقِ

وكان يأمر جميع المُريدين بأن لا يضمروا أحدا ممن ينتمي إلى دين الإسلام بغضا أوحقدا، كما قال الشيخ الخديم – رضي الله عنه -:
كونُوا مُحبِّين الخُيورَ لجَميعْ = خَلق إلهِنا المُقدّم البديعْ

وقال في قَصيدة مطرزة بـ”وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً”:
حِبَّ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ نَاوِيَا = خَيْرًا لَهُمْ تَكُنْ لِخَيْرٍ حَاوِيَا

3- العفو والصَّفح عن المسئ ونبذ العُنفِ:

يقول الشيخ الخديم – رضي الله عنه – في وصيته لابن عمّه أحمد بن سعيد بن أحمد حينَ أرادَ الارتحال:
واعفُ عَن الذي جنَى للحِلمِ = واجتهدَنَّ فِي التماسِ العِلمِ

وقال في قصيدتهِ “مطلب الفوزين”:
وَكلُّ مَنْ شَتَمَنِي أَوْ لَامَا = فَهَبْ لَهُ التَّوبةَ وَاسْتِسْلَامَا
فَكلُّ مَنْ أسَاءَ ظَنَّهُ بِيَا = فَلِيَ قَلِّبْ قَلْبَهُ يَا رَبِّيَا

وقال – رضي الله عنه -: “… لِيَعْلَمْ كُلُّ مَنْ وَقَفَ عَلَى هَذَا الرَّسْمِ أَنَّ كَاتِبَ هَذِهِ الْوَرَقَةِ عَفَا عَنْ كُلِّ مَنْ ظَلَمَهُ، وَأنَّهُ لَا يَدْعُو عَلى ظَالمٍ، وَأنّهُ يَسْتَغْفِرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ تَعَلَّقَ بِهِ، وَأَنَّهُ يُحِبُّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِهِ مَا يُحِبُّ لِـَمنْ تَعَلَّقُوا بِهِ”. [المجموعة الصُّغرى].

وكما قال – رضي الله عنه – : “… وأوصيكَ بأن ترحمَ جميعَ الخَلقِ حتى العُصاةَ ، واعلَم بأنَّ الشفقةَ على العاصي أفضلُ من الدُّعاء عليه…”. [يُنظر “المجمُوعة الكبرى التي تشتَمل على أجوبة ووصايا الشيخ الخديم وفتاويه عليه رضوان الله الباقي القديم”، جمع وترتيب: الشيخ محمد جانج المسؤول السَّابق عن قسم التصحيح في مكتبة ومطبعة الشيخ الخديم بطوبى المحروسة، ص: 167]

وكان – رضي الله عنه – ينهَى عَن التسابب والتكاذبب ويحثُّنا على الصَّبر عند السَّبِّ والاعراض عنه في كتابه “نهج قَضاء الحَاج فيما من الأدبِ إليه المُريد يحتاجْ”:
[الرجز] وَاصْبِر عَلى السَّبِّ ولا تُجبْ أحَدْ = وكُن كما قَال الأديبُ: (ولقَدْ)
إنَّ التَّسابُبَ مَع التَّكاذُبِ = مِنْ أقبَحِ الخِصالِ كالتَّضارُبِ

خاتمة:

إن غياب الإخاء بين المسلمين اليوم على الوجه الذي شرعه الله عز وجل قد جعلهم أشتاتًا متفرقين، وفي كثير من الأحيان متنافرين متنازعين، فوهنتْ – تبعًا لذلك – قوَّتهم، وسهُل على الأعداء كسرُهم ودَحْرُهم.

بمرقم الأخ الباحث سرين امباكي جوب خضر الطوباوي خريج معهد الدروس الإسلامية ومدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية في معهد الخليل الإسلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock