الدين و الترييةالسياسةالعمل والمستجدات

كلمة الشيخ محمد المنتقى بمناسبة زيارة الاسرة العمرية

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وخديمه وأمته أجمعين أصالة من الخليفة العام للطريقة الـمريدية سماحة الشيخ محمد المنتقى امباكي حفظه الله تعالى ورعاه؛ ونيابة عن الوفد الـمرسل من سماحته، والـمكون من السيد مام جيرنو إبراهيم بن الشيخ محمد المنتقى، والسيد الحاج أبو سال، والاستاذ شيخ حواء بلا غاي،وشعيبامباكي”ريديس”؛ نزف اليكم ياخادم الحضرة العمرية أزكى التحيات وأعطرها، قائلين لكم وللسادة الحاضرين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذا طلعت شمس النهار فإنها
أمارة تسليمي عليكم فسلموا
سلام من الرحمن في كل ساعة
وروح وريحان وفضل وأنعم
على الصحب والإخوان والولد والألى دعوهم بإحسان فجادوا وأنـعموا.

خادم الحضرة العمرية سماحة الشيخ جيرنو مداني تال،
أيها الحضور الكرام،
إن من توفيق الله تعالى وفضله أن جعل السنغال وطن رجال عظام، ومهد أولياء كرام،كانوا دعاة إلى الهدى بالحق، مربين على الصراط الـمستقيم بالصدق، وطدوا أركان الاسلام في هذه الربوع بالعلم والمعرفة والخلق الرفيع.
رجال قاموا بإنشاء مراكز علمية وثقافية لتربية النشء على الأخلاق والقيم الانسانية السامية، مثل التضحية والتعاون والعمل والاعتماد على النفس والثقة بالذات ونشر الـمحبة وإفشاء السلام…
رجال يفتخر بهم في كل الـمحافل، لعلمهم وانفتاحهم وإخلاصهم وتضحياتهم الفائقة في سبيل الدين والـمعرفة، وتثبيت الدعائم الأساسية للتعايش السلمي بين الـمواطنين،
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع.

فمن طوبى إلى حلوار، ومن تواون إلى فوتا، ومن كولخ إلى مدينةكوناس، فالتربةكلها مبللة بدماء الشهداء ومداد العلماء.
ونحن إذ نركز على هذه الرمزية الشامخة لهؤلاء الآباء الأجلاء، نريد أن نبين لهذا الجيل وللأجيال القادمة أن لنا قدوة؛ بأيهم اقتدينا اهتدينا.
فهؤلاء الـمشايخ الجهابذة نماذج في الأصالة والحداثة؛ وفي الانفتاح والاندماج، وفي الاستقامة والزهد، وفي الايثار والـمثابرة.
فالشيخ أحمد الخديم والشيخ عمر الفوتي والشيخ الحاج مالك سي والشيخ الحاج عبد الله نياس وغيرهم نماذج حية وقدوة حسنة في التضحية وعدم الرضوخ والاستسلام لأي أحد غير الله جل في علاه .
كما أن اختلاف مشاربهم الصوفية لم يفسد بينهم للود قضية؛ كان التشاور سيمتهم؛ والتزاور ديدنهم؛ وتبادل الهدايا علامتهم… رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم.
ولهذا، كان الشيخ الخديم يرجع إلى الشيخ عمر الفوتي في منظومته الفقهية الـمسماة بالجوهر النفيس في عقد نثر الأخضري الرئيس؛ وقال:
وكان شأنه كقول عمرا
من بالتقى والعلم قد تأزرا
وكن إذا دخلت في الصلاة
كمثل شخصكان في الوفاة
فهذه هي صلاة المتقين
الـمكرمين بالجنان المفلحين.
كما أنه كان ينوه برماح الشيخ عمر وينصح بقراءته وملازمته؛ فقال في ذلك :
ومن يرد نيل أسرار ومعرفة
فلا يفارق رماح شيخنا عمرا.
فالعبد الخديم عليه رضوان الله تعالى عرف الشيخ عمر الفوتي حق المعرفة، وانكب على رماحه حتى هضمه، علاوة على ذلك كان معلمه وخاله ولي الله العظيم الشيخ محمد بوسو الشهير بسرين بسوبي يُجل الشيخ عمر الفوتي حتى أنه سمى ابنه الأكبر على اسمه تيمنا ببركاته وعلمه وجهاده.
أيها الخليفة الجليل، خادم الحضرة العمرية؛
فلن ننهي هذه الكلمة إلا بعد أن طلبنا من فضيلتكم أن تدعو للأمة الاسلامية عامة ولأهل السنغال خاصة؛ أن يديم الله تعالى السلام والـمحبة والأخوة بين الأهالي إلى أبد الآبدين. دمتم في كنف الله تعالى وحفظه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بقلم الفقير إلى عفو ربه شعيب الحاج عبد امباكي “ريديس”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock