السياسةالعمل والمستجدات

عن المرأة… وعن هذا العيد الذي لا يكفي لاحتواء جمالهنّ

عن المرأة… وعن هذا العيد الذي لا يكفي لاحتواء جمالهنّ

ومثلما اقتضت المشيئة الإلهيّة وجود الصّفاء والنّقاء ممثّلين في هيئة الملائكة، اقتضت المشيئة الربّانية أن يكون بطن المرأة المليء بأسرار الله، غرفةً خارقة، يتمّ فيها خلق الانسان، من النّطفة إلى الاجراءات الأخيرة للنشأة البشريّة. هذا الانسان الّذي يمثّل خليفة الله في هذه البسيطة الخاشعة. هذا الانسان الذي حمل رسائل السّماء، وخمائل نور الإله، إلى هذه المعمورة الفسيحة، لأجل تمحيصها من أوساخ الجهل، وتطهيرها من العقائد العمياء. ولو لم يكن للمرأة إلاّ هذه الفضيلة، وهذه الخاصيّة التي تمثّل آية عظمى من آيات الخالق ..لكفتْ كلّ الحضارات والثقافات عبرةً…لاحترام صورة المرأة، والنّظر إليها كزهرة يانعة، يستنشق منها الانسان عبير الحياة والمعنى .

المرأة شجرةٌ بلا ملامح، لها فقط جذورٌ عريقة تمتد في الأرض، وحياة رشيقة تراوغ الهواء. المرأة هي المحطّة الأولى التي نبدأ منها رحلة الاكتشاف إلى أعماق هذه الحياة. المرأة مظلّة عظمى تخترع للانسان ظلال السّكينة والألفة. المرأة نهر عذب صاف، يحتوي في باطنه أسرارا جميلة، ولولا أنّ اغراءات الليبراليّة كدّرت صفو هذا النّهر الطّاهر البريئ، لعاش هذا الكون الرّحب مبتسما، هادئا، بعيدا عن مصادر الكآبة والتعاسة والانتكاسة الانسانيّة .

إليك يا أمّ البشر حوى، هذه السطور الخجلة، ورغم أنّ إبليس تآمر عليكما أنت والوالد آدم عليه السّلام، حقدا وحسدا.. لتبدأ رحلة ضياعكما العظيم إلى هذه الدّنيا، فقد كنتِ صبورة مثل أفئد النّوق وهي تختزل ظلمات الصّحراء … وعشتِ معها الحياة الشاقة بعد الهبوط من الجنّة الرائعة .
إليك يا أمّ عيسى عليه السلام، مريم ابنة عمران التّي أحصنت فرجها، فنفخ الله فيه من روحه؛ أيتها الصوّامة القوّامة، يا رمز الطهارة، والعذريّة، والجمال.. السلام عليكِ
إليك يا أمّ المؤمنين خديجة، يا صاحبة الصّوت المبارك الحانيّ.. عندما قلتِ لرسول الخير وينبوع الخير ( تالله لن يخذلك الله أبدا ) أنت عظيمة يوم أن شيّعتِ رمز الأعظمية رسول الله عليه الصلاة والسلام، إلى بيت ورقة ابن نوفل، ليحدّثكما عن النّاموس الأكبر الذي كان يأتي إلى موسى عليه السلام، عن الوحي العظيم ، عن حجم المعاناة التي ستطارد رسول الله عليه الصّلام والسّلام ( ما جاء أحد بمثل ما جئتَ به إلاّ عُوديَ )

هنيئا لزوجة غابرييل غارسيا ماركيز السيّدة العظيمة ( مرسديس بارشا ) التّي كانت الرّوح المعنويّة، والقصّة المختفية خلف سطور (رواية مائة عام من العزلة ) فقد باعت كلّ جواهرها وقلاداتها ، لأجل أن تساعد بطلها الفقير (غابرييل ) في طباعة هذه الرّواية العالميّة التي طرقت باب كلّ بيت ومكتبة .
حبّ عميق لكنّ يا بطلات (Talaatay ndér ) يا أيقونات العزّ الشرف، لقد كنتنّ أروع السّطور في كتاب التّضحية، وأحلى الحكايات في أدب البطولة، وأجمل قافية في ملحمة الأنوثة ….
هنيئا لك يا ماما عائشة المبتسمة دوما…خلف البحر ، خلف القارّة ، خلف الحنين والاشتياق أرسل لك قبلات حارّة، على خدودك المباركة يا أروع نساء الكون، يا معنى الحياة .

جبريل السّماوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock