السياسةالعمل والمستجدات

هل من أقلام للدفاع عن الحق والفضيلة ؟

. نغانج سيك أبو زينب

من الناس من ينام عن المصالح في وقت يطلق فيه قلمه ليكتب في كلام فارغ لا يقدّم إلى رصيد الأمّة شيئا، يترك الملحّات، وكأنّ الأمر لا يعنيه.
مثل هؤلاء لا يعرفون قيمة القلم، ولا يرفعونه إلاّ فيما يفرّق الشعب ويزرع الأحقاد في قلوب أبنائه، لا يترّفعون أن يكتبوا كلاما يوقنون في قرارة أنفسهم أنّه غير صحيح، ينفقون المداد في الدفاع عن السارقين حتى يظنّ من لا يعرف أنهم أنقى رجال المجتمع
حينما يرفع الكاتب قلمه ليكتب يحسن به أن يتذكّر أنّ الله أقسم بالقلم ورفعه مكانا علّيا، وأمر من يتناوله أن يأخذه بقوّة فيعلي به أمر أمّته، ينصر الحق وأهله، ويحارب الظلم وحزبه، لا يجوز أن ينزل الكاتب بقلمه إلى الحضيض ويتركه يرتع في القاذورات، ويبيع مداده للأهواء.
إنّ قلما هذه صفته ينام إذا احتاج الناس إلى من يكتب، ويغيب إذا جدّ الجدّ، لا يهمّه أن يسلك الناس الجادة، ولا كيف يجدون المخرج من الأزمات، ولا كيف يجاهدون أهواءهم ليستحقّوا تكريم ربهم، ويدخلوا جنّة عرضها السماوات والأرض أعدّت لمن آمن وأصلح.
إنّ الكتّاب في حاجة إلى أن يفكّروا قبل أن يكتبوا، ويضعوا علامات استفهام كثيرة، لم نكتب؟ وإلى من؟ وكيف؟ ومتى؟ بعد أيام وندخل في شهر رمضان، إذا خرج أهل الباطل وملأوا الدنيا ضجيجا في هذا الشهر الفضيل ودعوا إلى انتهاك حرمته بنشر كل عمل إلى سرقة الأوقات يهدف إذا حصل ذلك، فلا يملك شخص له غيرة على الحرمات إلاّ أن يقرأ على قلمه آيات ويرسله يقارع الفساد و يوقف المفسد عند حدّه.
إنّ ما نراه على شاشاتنا بعد الإفطار من عدم مراعاة مشاعر الصائمين والعبث بالقيم يستدعي خروج الأقلام، وإعلان جاهزيتها لحراسة الفضيلة والدعوة إليها، ومحاربة الرذيلة والتحذير منها، ليكن فيكم حزم يؤدّب من يتجاوز الحدود.
إذا قام أهل الباطل ليشغلوا المجتمع بمسلسلات هابطة وبرامج ساقطة تهدف إلى قتل الوقت وصرفه فيما يعود علينا بالخسارة، وجب وجوبا عينيا على كلّ مهتمّ بأمور الحياة ويتابع مجريات الأحداث فيها أن يخرج قلمه ويكشف عوار الباطل وقبحه حتى يحذر الناس منه، ويرجعوا إلى الأوقات فيعملون فيها ما يكون سببا لرفع البلاء ونزول الرحمات والبركات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock