الدين و الترييةالسياسةالعمل والمستجدات

الشيخ عافية بوسو المريد الصادق

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا وحبيبنا وشفيعنا
محمد وعلى آله وصحبه وخديمه وأمته الغر الميامين. أما بعد:
فهذه كلمات مخت َصَرةٌ عن واحد من الرجالٍالذين كانوا حول الشيخٍالخديم – رضي الله
عنه – عن شخصية زاهدة في دنيا الناس، مقبلة على الآخرة، عن واحد ممَّن أَلْقوا أَِزمتهم، ْ َْْ ََُّْ
وائتََمُرواْ بأوامر الخديم، وانتََهْواْ عن نواهيه، إنهمكانوا رجالاً حوَل الشيخ الخديم، فَ َصُدَق فيهم
مَقاُل صاحب إْرواِء النَِّديم الذي مَفاُده: رَّبَّهم الشيُخ بَّلرياضة والتجويع، والذكِر الكثير، ََََِ
والهيللة، وقراءة القصائد، والاعتزال عن الناس، والطهارة حتى فاقوا غيرهم… إنها كلمات قصيرة عن شخصية فانية في حب الشيخ الخديم وآله.. إنه الشيخ عافية
بوسو – رضي الله عنه – الذي ننتهز فرصةَ ومناسبةَ ذكراه السنوية التي تقام في ح ّي بستان العارفين بمدينة طوبى المحروسة لِذْكِر لََقطَا ٍت من حياته – رضي الله عنه – نقيدها في هذه الورقات؛ لتكون نبراسا لمن يقتفي آثاره من أحفاده خاصة، والإخوة عامة من هذا الجيل ومن
بعده.
اسمه ونسبه:
هو أحمد المختار انيانغ، المعروف ب لقب سيرين عافية بوسو بن العالم العلامة، والحبر الفهامة، المقدام الباسل، الشيخ محمد البسوبي المشهور بلقب سيرين امبسوبي، الخال الشقيق للشيخ أحمد بَّمبا البكي. ِ
ومن جهة أبيه: اسم أبيه: الشيخ محمد بوسو المشهور بلقب سيري ْن امبسوبي بوسو الخال
الشقيق للشيخ الخديم، وشقيق السيدة مام جارة بوسو و ُس ْخ َن َماِت بوسو و ُس ْخ َن قُ َّج امبي بوسو.
وعلى هذا فالشيخ عافية بوسو هو شقي ٌق للسيدة حواء بوسو والشيخ إبراهيم بوسو وخا ُل الشيخ الخليفة الحاج محمد الفاضل البكي والشيخ عافية انيانغ والسيدة مريم ُكونْتَا امباكي
1
والسيدة فاطمة امباكي. ِ
فمن جهة أمه: اسم والدته: سخن مات جيرنكوركو انيانغ…………………..؟ ُ ْ َ َ ُِ ُ ُْ
وأخبر سيرين مود تياْوَد بوسو أن السيدة َمات انيانغ قدكانت تحت عصمة السيد عثمان
سي والد الحاج مالك سي، فرزقها الله منه “فاطمة سي”، التي قد وافتها المنية في صغرها، ثم عقدت السيدة َماِت انيانغ بعد لسيرين امبسوبي والد سيرين عافية.
ينتمي إلى أسرة عريقة عرفت من قديم الزمان بَّلعلم والدين، وتحفيظ القرآن الكريم، وتدريس العلوم الشرعية، وتربية الأهل، وتوجيههم إلى النهج الأمثل.
ولادته:
ولد في “َناِوْل” في حدود سنة دشرف (1284ه=1867م) على وجه التقريب.
سميه: سمي أحمد انيانغ الكبير الفاضل الذيكان زعيما ذاع صيته في آفاق جولوف، وهو والدهؤلاء:عبُد ُسْخَنُكْمبَاْنوُموْر ُسْخَنُكْمبَاْنوَسْيدُكْمبَاْنوأْسَتُكْمبَاْن.
وكان الشيخ ومعاصروه ينادونه ب : “أحمد انيانغ”.
دراسته:
ولما بلغ سن التعلم، وشرع فيه، سلمه والده إلى أخيه الكبير سيرين امباكي بوسو، فمكث
عنده فترة يدرس عليه، ثم سلمه إلى الشيخ قائلا له: إني أتمنى أن يكون ولدي هذا مرموقا بين إخوته. فدرسه الشيخ مبادئ العلوم التي ألفها.
صفاته الخَلقية، والخُلُقية: ِ
حكى الشيخ إبراهيم بوسو بن سيرين مصمب فَاطي قائلا: “إن المترجم له كان متوسط
الحجم، مائلا إلى الِق َصر، أصلع الرأس،كثيف اللمة(1) واللحية، نظيف الجسم والثياب، يميل لون بشرته إلى السمرة، ويرتدي من الثياب البياض الجميل. بينه وبين ابنه البكر الشيخ محمد
ِ فَاطي َكا ّن شبه كبير جدا، وصوته إلى صوت الحاج سيرين بوسو أقرب”.
وكان تقيا، كثير العبادة، ورعا، قوي العزيمة، لين الجانب، ذا حياء ومروءة، مريدا صادق الإرادة، فانيا في محبة الشيخ الخديم – عليه أكبر رضوان الباقي القديم – فإ َّن َم ْن عَرفوه قديمًا
(1) اللمة بكسر اللام هي: الشعر المجاوز شحمة الأذن.
ِ
2
شِهدوا له بَّلإرادة الصادقة، فلنقرأ أبيات الشيخ مختار بنت لوح في توسلاته في قصيدته الموسومة ب : “تسهيل المطالب في التوسل بسادات أهل المغارب” التي توسل فيها إلى الله
الشيخ عافية بَّلمريد الصادق، فقال:
ِ
َج ّم الم زايا العاش ق
تعالى بكبار أقارب الشيخ الأتباع حيث فَ َّض َل أن ينادي وبَّلمري د الص ادق
ق ذيالبشِ روالتحب ب و َص ّ ق ل َ ْ ن ه م ن ص د ا
في الص حو والتغي ب
لك لم نبييس تغيْث
م ن أبع ٍد وأق رب
وكان زاهدا عزوفا عن الدنيا الفانية، لا يرغب في شيء من حطامها الزائل. سأله الشيخ
الخديم – رضي الله عنه – ما هي رغبتك وما ذا تريد؟ فأجاب – رضي الله عنه -: “أريد أن
أكون من رجال الله غدا يوم القيامة يوم تُْبلَى السرائر”. وكان رحب الصدر بشوشا، يم وجهه سرورا وحبورا، فلا يقابله أحد إلا وملامح الفرح
تظهر على جبهته. وكان يقول إذا سئل عن سبب كثرة ضحكه: “إني لا أرى في الدنيا ما يدعوني إلىكوني عبوس الوجه”.
وحكى الشيخ محمد الكبير كاه ابن الشيخ موسى كاه أنه كان تظهر عليه هذه الأمارات الثلاث والصفات الحميدة: الإرادة الصادقة، ومحبة شيخه، والقدرة على قضاء الحوائج الظاهرة والباطنة. ِ
وأخبر الشيخ دام محمد جي أن المترجم له قد وفقه الله في القدرة على قضاء الحاجات؛ فإن لقيته تريد منه فلوسا فإنه يقضي لك حاجتك، وإن كنت تطلب منه دعاء فإن دعاءه مستجاب لا يرد.
وقد أعطاه الله بركة، فكان مسكنه ملتقى يجتمع فيه كل يوم جمع من الناس، فيقريهم بما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبَّت، ويساندهم في حوائجهم.
وكانت عادة الناس في العقيقة في ذلك العصر أنهم يصنعون في هذه المناسبة أوان تسمية
3
أحم دا ن كالواث ام ف ؤاديه د ذاال َّرّيم نك لص د
واجعل ال دهرمغي ْث
لم اع راهيامغي ْث
المولود نوعا من الطعام يسمى “بَْن ِك ْت”(2) يتناولون منه. فالمترجم له يعد أول من طبخ أرزا في العقيقة، يأكل منه الحاضرون بعد تسمية المولود مباشرة، فاقتد به الناس فيما بعد حتى أصبح يسمى “سنة سيرين عافية”.
وكان يعت بأهلهكل الاعتناء، ويقوم برعاية شؤونهم.
علاقته بالشيخ الخديم:
إن والده سلمه إلى الشيخ في وقت مبكر، رغمكون العبد الخديم ابن خال شقيق له، فكان من الذين عاشوا مع الشيخ في طوبى القديمة، فربَّهم فيها فترة تستغرق سبع سنوات……………..،
وأخبر الحاج سيرين عن والده أن الشيخ ربَّهم إبَّن مكثه معهم في طوبى القديمة بَّلجوع والعطش والسهر وعدم الراحة والخدمة الدائمة المستمرة، وإذا خرج الشيخ متوجها إلى المسجد تبعوا وراءه وهم يهللون على نغمة دربهم الشيخ عليها ويرددونها معه، فإذا وصلوا إلى المسجد أدوا معه الفريضة، وبعد الفراغ منها يقفون في مكان غير بعيد عنه يهللون ريثما يقوم الشيخ بأوراده وأذكاره، فإذا انتهى الشيخ من أوراده توجه إلى المنزل، وهم يمشون وراءه. وكانوا يجتمعون حوله في بعض الأحيان، ويلقنهم درسا من الكتب العلمية التي ألفها. وكان يعطيهم بعد ظهركل يوم قبضة يد من ثريد وقليلا من ماء يكتفون به إلى الغد في الوقت نفسه. وكانوا لا يملون ولا يشعرون بتعب فيما أمرهم به الشيخ، وقد يأمرهم في ليلة واحدة أن ينقلوا غرفة من مكان إلى
مكان آخر، فامتثلوا أمرهم على وفق ما طلبه الشيخ منهم. ِ وعند ما كان الشيخ في الغيبة البحرية أمره مع النفر المذكور بملازمة الشيخ إبراهيم فَاطي امباكي إلى أن رجع الشيخ من الغيبة فرجعوا إليه. وكان يكن للشيخ محبة لا تتصور، وتوقيرا واحتراما فائقين، ويحترمه أيما احترام، ومن شدة احترامه له أنه كان إذا غادر دار المنان لزيارة روضة الشيخ في طوبى خلع نعليه عند وصوله إلى حي امبال، ونزل عن الدابة التي ركب عليها، وإن دخل حرمة روضة الشيخ ربط عمامته في وسطه، ومشى حبوا وهو يتغنى بَّلقصائد الخديمية
تعظيما لتربة ووري فيها جثمان الشيخ الخديم الشريف. وهكذا يفعل إذا انصرف عنها. وحكى الشيخ جيرنو بن الشيخ عافية أنه لما توفي الشيخ الخديم جمع والده أهله، وذهب
(2) نوع من الطعام يصنع من طحين دخن، ويمزج بَّلماء، ثم يوضع في زيت.
4
بهم إلى ضريحته، فمكثوا فيها حوالي أربعين يوما يجمعون بين قراءة القرآن والقصائد الخديمية. ويعد من بينكبار أتباع الشيخ الذين سكنوا معه في مدينته “طوبى القديمة”،كما سافر إلى
موريتانيا، وإلى جولوف خلال الفترة التي مكث الشيخ فيهما. وأخبرت السيدة عائشة والو
انيانغ أن الشيخ عافية صحبها إلى جولوف أثناء وجود الشيخ فيها لتسليم هدايا ثريد إليه.
وكان من مريدي الشيخ الذين حملوا له الصناديق الخشبية التي في داخلها أمتعته خلال
سفر الشيخ من طوبى إلى جولوف استعدادا للغيبة البحرية، فلما وضع الصندوق عن رأسه تأثر بذلك شعر رأسه تأثرا بليغا، فسأله الشيخ ماذا تريد من وراء هذا؟ فقال: “لا أريد من ورائه
ِ
وأخبر الإمام سيرين فَاطي َكا ّن أن والده قلما يتحدث مع الشيخ إلا ويده الكريمة على
رأسه ماسحا لَِّمتَه، ضاحكا متعجبا من أوصافه الصوفية، ولعل ذلك قد امتنع من حلق شعر رأسه. ِ
وقد حكى الشيخان إبراهيم مصمب فَاطي ومصطفى عبد القادر أن الشيخ الخديم مر بجمع – وكان من بينهم المترجم له- وقال لهم : “كونوا من أهل الجنة”، فسكتوا جميعا، فقال لهم الشيخ: “قولوا: ” ُكنَّا”، فأجابوا قائلين: كنا.
علاقته بالقصائد الخديمية:
ولقد أحب الشيخ عافية بوسو القصائد الخديمية لوقوفه على ما كتبه الشيخ الخديم في مزايا القصائد، ومن الأدلة على ذلك:
أ – َكلَّ َف رجلاً يُِقيُم في جوربيل يتوَّلى جمَع القصائد الجديدة التي ألفها الشيخ الخديم، ويرسلها مباشرة إلى الشيخ عافية في دار المنَّان بطوبى.
ب – ولى أولاده مهمة نسخ القصائد. ج – كان لأولاده لوحتان: واحدة للقرآن الكريم، وأخر لحفظ القصائد مما جعلهم
يحفظون قصائَدكثيرة. د – كان أولاده ممن برعوا في جودة الخط العربي في الطريقة المريدية، حتى أصبحت
لديهم مدرسة خط مشهورة في المريدية، كما أن أولى طبعة من قصائد الشيخ وبعض الكتب
ِ
العلمية التي ألفها الشيخ الخديم تم نسخها بقلم الحاج سيرين فَاطي َكا ّن.
شيئا إلا أن تزداد محبتي لك”. ِ
ِ
5
ه – كان جميل الصوتكماكان من أوائل من رفعوا أصواتهم لترديد القصائد هو وسيرين
موركونه وسيرين مور بينده. ُ ْ ُ َْ ِ ُ ْ
و –كان يُقيم المولَد فيكل ليل ِتي الاثنين والجمعة. ز –كانت فرقته القصائدية من أشَهِر الِفَرِق. ح – كان بعض أولاده يتغنون بَّلقصائد ويرددونها، وكذلك بعض أحفاده.
ط – كان بعض أهله ينسخون مع كل نسخة من المصحف عددا هائلا من القصائد، ثم يسلمونها إلى الشيخ.
وأخبر الحاج سيرين أن والده قدم القصيدة الموسومة ب : “جالبة المراغب” إلى الشيخ، وطلب منه أن يكتب له عليها ما يتبرك به، فكتب له على الصحيفة الأولى ما نصه:
“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله تعالى على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما. اللهم صل وسلم وبَّرك على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه، واكتب له عليه الصلاة والسلام بهذا النظم عدد حروفه مطلقا بشارة خالدة أبدا، وهب لكل من يقرأه سعادة وبركة
وعافية الدارين آمين يا رب العالمين”. وهذه النسخة بخط الشيخ موجودة تحتفظ بها أسرته إلى وقتنا هذا.
مدرسته القرآنية:
كان يشرف على مدرسة كبيرة لتحفيظ القرآن الكريم في دار المنان، فقدر الله أن حفظ
على يديه جمع غفير لا يحصون، ومن أبرزهم أبناء صلبه الذين نابوا عنه في هذه المهمة بعد التحاقه إلى جوار ربه، وحافظوا على التراث النفيس، وأسسواكتاتيبكبيرة، يربون فيها الأهل، ويحفظونهمكتاب الله عز وجل، فتخرج على أيديهم بعون الله وحسن توفيقه خلق لا يحصون من
حفظةكتاب الله تعالى.
وتجدر الإشارة إلى أن المترجم له قد سلمهم إلى الشيخ إَّبَّن تلقيهم بدايات التهجي من الشيخ، ولما حفظوا القرءان وأتقنوه في مدرسة والدهم ولاَّهم الشيخ مهمة نسخ المصحف، وكانوا لا ينتهون من نسخ مصحف وتسليمه إليه برفقة والدهم إلا وأعطاهم أوراقا أخر ، وأمرهم بأن ينسخوا فيها مصحفا آخر يأتون به إلى حضرته في أقرب وقت ممكن. وكانوا إذا فرغوا من نسخ مصاحفهم رافقهم والدهم إلى الشيخ في جوربيل؛ ليسلموها إليه، فظل يفرح بها
6
غاية الفرح والحبور، ويعطيهم عمامته المباركة، آمرا لوالدهم بأن يخيط لهم منها لباسا يلبسونه، كما يريها ضيوفه، وكذلك فرقته التيكانت تختم القرءان يوميا في جوربيل آنذاك.
…………………………………………………………………….. ………………………………………………………..؟ وأخبره بأن الشيطان لا يعرف المكان الذي كتبت فيه تلك المصاحف. وهو مدرسة والدهم الخاصة التي كانت في
دار المنان. وتجدر الإشارة إلى أن أحفاده يسيرون على الدرب الذي سار عليه الأجداد والآبَّء في
تحفيظ الكتاب العزيز، وتدريس العلوم الشرعية والدينية، وتقلد مناصب الإمامة في مساجد وجوامع كثيرة في داخل الوطن وخارجه. فندعو الله أن يؤيدهم وينصرهم في خدمة الإسلام والمسلمين.
تربيته لأهله ومريديه:
ونظرا لكونه قد تربى على يد المربي الأكبر الشيخ الخديم الذي لازمه فترة طويلة؛ فإنه حذا حذوه، وسلك مسلكه في تربية أهله ومريديه تربية توائم تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
وقد أخبر أحد تلاميذه الذين كانوا تحت رعايته السيد عبد جانج أنه التقط في يوم من الأيام مبلغا من المال، وأتى به إلى المنزل، فلما علم به سيرين عافية أمركبار تلاميذه أن يؤدبوه، وأن يرافقوه في شدة الظهيرة؛ ليرد اللقطة إلى مكانها.
علاقته بالشيخ إبراهيم فاطي امباكي (مام جيرنو):
إن المترجم له لازم الشيخ إبراهيم فَا ِطي بإذن من الشيخ الخديم خلال فترة غيبته البحرية. وكان الشيخ عافية يؤكد هذا العهد الذي أبرمه الشيخ الخديم بينهما، فيزوره فيكل سنة في “دار المعطي”.كما سماه أحد أولاده. وكان الشيخ إبراهيم يقريه ويقربه إلى نفسه.
علاقته بالشيخ محمد الفاضل البكي:
كان الشيخ محمد الفاضل الخليفة الثان للشيخ أحمد الخديم البكي يكن له المحبة والمودة،
ويحترمه غاية الاحترام؛ لأنه خاله الشقيق، وكان يرسل إليه بعضا من أتباعه؛ ليجتهد المترجم له في أمورهم ،كما يرسلهم إليه؛ ليعينوه على ما يحتاج إليه من الخدمة.
وفي هاتين الرسالتين اللتين حررهما الشيخ محمد الفاضل إلى خاله ما يدل دلالة واضحة
7
على العلاقات الوطيدة المتينة المبرم حبلها بينهما، وإليك نص الرسالتين:
الرسالة الأولى:
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم عدد ما خلق الله. بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الحمد لله وحده، ثم سلاماه على من لا نبي بعده، وآله وصحبه. أما بعد:
فسلام تام وإكرام عام من عند حبيبك الفاضل إليك أيها الخال المرضي، الشيخ أحمد انجنك بوص – قضى الله حوائجنا وحوائجك ظاهرا وباطنا عاجلا وآجلا – موجبه: إعلامك بأني في خير وعافية، مع أني أمرت هؤلاء بالإتيان إليك، وهم اثنا عشر؛ لتجتهد أيضا في أمورهم كلها كما كنت تفعل في العام الماضي، بل فوق ذلك لما رأيت فيهم –
الحمد لله – من الرجولية والحرص على الخدمة، وجعلتهم ثلاثة أقسام: 1- َم َش ْي يكون مع داوود، وبال، ومعنت، ورجل آخر يأتي، يقال له: ممر جام،
وهو الآن مريض.
2- وممر انجاي يكون معكلاي، وعمر، ومالك. 3- وجك يكون مع مفر وعمر َحيِ ْب. وإنك تطلب لهم موضعا واسعا نفيسا حتى يقدرون أن يزرعوا غاية وسعهم من دخن
وكرت. بعد ما طلبت حمارا أو إبلا يذهب إلى بيبي، ليأتي بما كان هنالك من بذر كرت الذي تركه هنالك ممر انجاي. والسلام.
الرسالة الثانية:
فإلى شيخ العافية مني سلام، موجبه: إعلامك بأني في خير، وعافية، أسلم عليك. (…….)
وأُبَ ِشُرك بأني آمر التلامذة في هذه الأيام بأن يأتوا إليك، ويعينوك على جميع ما تحتاج إليه من الخدمة قدرا معلوما. والسلام.
8
أحمد الفاضل البكي. علاقته بمعاصريه:
كانت أواصر أخوية وطيدة تصله بكثير ممن عاصروه من إخوته، وكبار أتباع الشيخ وغيرهم أمثال الشيخ مختار بنت لوح، والشيخ ب َّل فاِل ديانغ، والشيخ َمبَابُو ِغي ْي، هذا الأخير الذيكان ينزل المترجم له ضيفا عنده خلال زياراته للشيخ في مدينة ديوربيل،كماكانوا يزورونه
قادمين من شتى الأماكن، ويجتمعون في مسكنه، ويقضون نهارهم فيه في المناسبات الاجتماعية.
إخوته:
له أخوان شقيقان، هما: 1- السيدة حواء بوسو، والدة الشيخ محمد الفاضل بن الشيخ الخديم. 2- الشيخ إبراهيم بوسو. وأما إخوته من الأب فهم على النحو التالي: 1- سيرين شيخ عمر بوسو. 2- الحاج امباكي بوسو.
ِ
3- سيرين َم َص ْم َب َكا ّن بوسو.
ِ
4- سيرين امباكي َكا ّن بوسو.
5- سيرين مصمب فَا ِطي بوسو. 6- سيرين عمر بوسو. 7- سيرين علي بوسو. 8-سيرين َمَّم بوسو. 9-سيرين مختار بوسو.
ِ
10-السيدة آمنة َكا ّن بوسو، والدة الشيخ عبد القادر بن الشيخ الخديم البكي.
11-السيدة خاري بوسو. 12-السيدة عائشة والو بوسو. 13-السيدة داُرو بوسو. 14-السيدة حواء امباي بوسو.
9
أولاده:
هذا، وقد رزقه الله تعالى بنين وبنات أسرد أسماءهم على النحو التالي:
ِ
الشيخ محمد بوسو بن السيدة فاطمة َكا ّن امباكي.
ِ
الحاج سيرين بوسو الإمام بن السيدة فاطمة َكا ّن امباكي.
ِ
سيرين شيخ بوسو بن السيدة فاطمة َكا ّن امباكي.
ِ
الحاج مختار بوسو بن السيدة فاطمة َكا ّن امباكي.
ِ
الحاج عبد المطلب بوسو بن السيدة فاطمة َكا ّن امباكي.
15-السيدة ياسين بوسو. 17-السيدة أنت بَِل بوسو. 18- السيدة َح َّت بوسو.
ِ
19- السيدة يم بوسو.
ُّ
سيرين عبد الله بوسو بن السيدة عائشة والُو انيانغ. الحاج تْيِ ْيرنُو بوسو بن السيدة عائشة والُو انيانغ. سيرين محمود بوسو بن السيدة َخاِري انيانغ. سيرين إبراهيم بوسو بن السيدة بوسو ِغي ْي. السيدة مريم بوسو بنت السيدة خاري انيانغ. السيدة حواء بوسو بنت السيدة عائشة والُو انيانغ. توفيت إَّبَّن وجود الشيخ الخديم في
جولوف. السيدة زينب بوسو بنت السيدة عائشة والُو انيانغ. السيدة فاطمة جاه بوسو بنت السيدة عائشة والُو انيانغ. السيدة مام بوسو بوسو بنت السيدة عائشة والُو انيانغ. السيدة عائشة بوسو بنت السيدة عائشة والُو انيانغ.
السيدة جوب بوسو بنت السيدة بوسو فا ْل.
ِ
السيدة آمنة بوسو بنت السيدة فاطمة َكا ّنِامباكي.
السيدة عائشة بوسو بنت السيدة فاطمة َكا ّن امباكي.
ِ
10
ِ
السيدة خديجة بوسو بنت السيدة فاطمة َكا ّن امباكي.
السيدة بوسو شريف بنت السيدة ماْم ُجو ْب. السيدة ماْم َماِت بوسو بنت السيدة بوسو ِغي ْي بنت سيرين بَّ َب غيي.
وفاته:
أخبره الشيخ الخديم – رضي الله عنه – بأنه أي الشيخ عافية وسيرين ُموْر بوسو امباكي والشيخ إبراهيم فال هم أول من يَُؤانِ ُسونَهُ في طوبى بعد رحيله. فَرَح َل أولاً سيرين ُموْر بوسو امباكي ثم الشيخ إبراهيمِفاْل(3) هذا الأخير الذي َح َضَر الشيخ عافية بوسو جنازتَه، وبعد عودته إلى منزله بدار المنَّان أخَبر إخوتَه بأن موعده قد اقتر َب؛ لأن أصحابه قد َرَحلوا، ولم يَْبَق إلاَّ هو من أجل ذلك بََّدَر إلىَتلق ِين أصغر أبنائه ِسنًّا آنذاَك، وهو الحاج جيرن بوسو مباد َئ القراءة، وتوفي – رضي الله عنه – في عام طمسش 1349من الهجرة 1930 من ميلاد السيد المسيح – عليه السلام. وعمره خمسة وستون عاما، فووري جثمانه في دار المنان، وقبره هنالك
يزار. رحمه الله – تعالى – ورضي عنه وأس َكنَه فسي َح جناته، ءامين.
(3) توفي في اليوم الخامس من شهر محرم عام طمسش، وقال الشيخ مولاي علي بوسو في رثاء له: فيعامطمسشهامبداالشهورعشا==سر الخليلإلىالديانمنصرفا
11

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock