Uncategorizedالسياسةالعمل والمستجداتملتقى الشباب

كيف يمكن لغامبيا أن تحدث فرقا بصفتها الرئيس الجديد لمنظمة التعاون الإسلامي ..؟

باسيديا درامي

في البداية، أود أن أتقدم بخالص التهاني لحكومة غامبيا وشعبها على استضافة القمة الخامسة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، على الرغم من التحديات اللوجستية التي أدت إلى تأجيل القمة ثلاث مرات على الأقل وانخفاض مستوى التمثيل فيها. إن استضافة هذه القمة على تراب وطننا العزيز لمفخرة لكل مواطن غامبي، على الرغم من صغر حجم بلدنا ومواردنا المحدودة، لأن منظمة التعاون الإسلامي تعتبر ثاني أكبر تجمع في العالم،

ومع تعيين الرئيس آداما بارو رئيسًا جديدًا لمنظمة التعاون الإسلامي للسنوات الثلاث المقبلة، فمن الأهمية بمكان أن تتخذ غامبيا الإجراءات اللازمة لتنفيذ فحوى البيان الصادر في ختام القمة، حتى لا يصبح حبراً على ورق كسابقاته. وباعتبارها الرئيس الجديد للمنظمة، فإن غامبيا سوف تتمتع بنفوذ دبلوماسي على المسرح الدولي، والذي ينبغي توظيفه بشكل جيد وحكيم لتوحيد الأمة الإسلامية الممزقة ودعم شعب غزة المنكوبة. يتعرض هذا الشعب الأبي لعقاب جماعي غير مسبوق متمثلاً في التدمير الممنهج لبنيته التحتية وتجويع المواطنين العزل وتقتيل النساء والأطفال دون وجه حق منذ ما يقرب من سبعة أشهر، مما أودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص وإصابة مئات الآلاف وما زال العدد في ازدياد. ولابد أن نذكر هنا أن منظمة التعاون الإسلامي تأسست عام 1969 في أعقاب اعتداء يهودي أسترالي متطرف على المسجد الأقصى. ومن الضروري مطابقة الكلمات الواردة في البيان بإجراءات ملموسة لإنهاء معاناة الفلسطينيين طويلة الأمد.

 

 

كما شدد البيان الختامي على ضرورة معالجة قضية استفحال ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي يجب أن يعالجها الرئيس الجديد بارو حيث يواجه المسلمون تمييزاً وتنميطاً غير مسبوق بسبب عقيدتهم. ولفداحة القضية، حددت الأمم المتحدة يوم 15 مارس/آذار كيوم للإسلاموفوبيا سعياً منها إلى تسليط الضوء على هذه القضية التي باتت تؤرق المسلمين لاسيما في بلاد الغرب.

كما تحتاج غامبيا أيضاً إلى الاستفادة من دورها الجديد لحشد الدعم للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، لاسيما أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود شدد في كلمته الافتتاحية، على أهمية إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي. نعم، تحتاج المنظمة إلى التحديث من خلال إعادة تقييم أهدافها والتركيز على النمو الاقتصادي لدولها الأعضاء. وهذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص بالنسبة للقارة الأفريقية لتحقيق الاستقرار في البلدان التي تعاني من أعمال العنف، وخاصة في منطقة الساحل. ويرى الخبراء أن العنف السائد في هذه المناطق يُعزى بدرجة أساسية إلى التحديات الاقتصادية مما يجعل منها أرضاً خصبة لأعمال العنف.

 

 

تفيد التقارير الواردة بأن وزير الخارجية الغامبي د. مودو تانغارا يسعى إلى شغل منصب الأمين العام للكومنولث. وفي ضوء هذا التطور، سيحتاج الرئيس بارو، الذي أشار إلى نفسه على أنه “المحرك الجديد لمنظمة التعاون الإسلامي” خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في الحفل الختامي، إلى تعيين دبلوماسي محنك ومتمرس لمساعدته في بلوغ الأهداف المرسومة للمنظمة. تمتلك دبلوماسية غامبيا فرصة فريدة ونادرة لإحداث تأثير إيجابي كبير على المسرح العالمي خلال فترة ولايتها التي تمتد لثلاث سنوات، وسوف تبدي لنا الأيام وتجلي مدى استثمار غامبيا لهذه الفرصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock