الرياضةالسياسةالصفحة الرئيسية

من منشورات الاعلامي مور لوم مذيع في قناة لامب فال تيفي بتصرف …

من منشورات الاعلامي مور لوم مذيع في قناة لامب فال تيفي بتصرف …

إن أسوأ ما يعيشه الإنسان أن يعيش تحت ولاية رئيس أو حاكم ظالم مستبد لا يقبل إلا نفسه، ولا يريد لأي شخص يعارضه، فتختفى المعارضة وتختفى الآراء، ويبقى رأيه فقط، ورأى من يوالونه ويؤيدونه, فهو عـدو للرأي الآخر، وعـدو للحرية، وعبد للكرسي والعرش والحكم والمال والجاه والسلطة ، وكل شيء متاح ومباح في سبيل الحفاظ على العرش.

فالرئيس الفاسد والمستبد يعيش في جو غير نظيف يمتلئ بفيروسات الغـدر والخيانة والقهر والظلم.

إن المُستبد يعمل على تكوين جمهورية من التابعين له يسمعون له وينفذون قراراتـــه، ويجبرون الآخـــرين على السمع والطاعة، فليس هناك رأي معارض، ومن يعترض يكون مصيره النفي أو السجن نتيجة تُهم وهمية، فهذه الفئة تعمل على خنوع الشعب للحاكم بالقوة وبالحيلة، فالمواطن العادي يستمد ثقافته من القنوات المتاحة أمامه .

إن الحاكم الظالم قادر على إخضـــاع رجـال الدين ضعاف النفوس ليقولوا للناس ما يريد أن يقوله، ولكن بلغــة السمع والطاعة. وأن الاعتراض يمثل اعتراضًا على الله ورسوله أو على الشيخ الذي يتبعونه .

وقد حدث ذلك أيام الخليفة يزيد بن عبد الملك عندما استفتى الفقهاء: هل يحاسب الله الخليفة؟ فأفتى له أربعون فقيهًا أن الخلفاء لا يحاسبون، بل يدخلون الجنة! .

إن الحاكم المستبد لا يرى نفسه ظالمًا ومستبدًا بل يرى نفسـه منزهًا عن ذلك ومعصومًا من الخطأ ويساعـده في هذا التفكير مجموعة من الفاسدين والمنتفعين بوجوده على كرسي الحكم وعرش البلاد؛ فتنتشر الرشاوى والسرقة والاستبداد، ويتحول أشخاص من مهن تافهة إلى عمالقة وأصحاب نفوذ في البلاد ومن ينسى … أخشى أن أذكر اسما فيتم إحالتي إلى شرطة التحقيقات الجنائية .

المشكلة التي يعاني منها الشعب المظلوم أنهم دائمًا يخافون أن يتحركوا بحجج واهية، وليس لها أساس من الصحة، ولكن يتناســـون أن للحرية ثمن لابد أن يتم دفعه، سواء قطرات دم حمراء أو قطرات دموع بيضاء ,
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر.

أيها الحاكم الظالم المستبد ستُحاسب على كل قطرة دم نزفت ولم تأخذ حقها وستٌحاسـب على دمـوع كل مظلوم لم يجد حيلة سوى أن يبكى ويزرف دمعًـا لأنه لا يستطيع توفير الطعام أو الدواء لأولاده .

أيها الحاكم الظالم المستبد كفى استبدادًا وفسادًا في الأرض، وانظر إلى تاريخ الطغاة وكيف كان مصيرهم؟ فانظر إلى فرعون وهتلر والتتار وكل حاكم ظالم، كيف كان مصيره؟ وكيف كانت سيرته وتاريخه حتى الآن؟ فاتق الله في شعبك، وفي حكمك، وفي مصالح الشعب، فأنت الراعي والمسئول عنهم , فلا ترمي نفسك إلى التهلكة، وعليك بمحاسبة نفسـك قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنـــون ولا سلاح ولا كراسي.

وأنت أيها الإنسان كفاك خنوعًا وذلًا وفقرًا ومرضًا وجوعًا فعبر عن رأيك ولا تخشى الرئيس أو الحاكم وحاشيته الفاسدين فأنت الأقوى فلا تقبل بالذل والهوان كما قال المرحوم سيدي الأمين انياس .

لأنك تملك سلاح الحق الذى يقهر ويحطم حصون الحاكم المستبد الظالم.

أيها الصحفي اللامع , أنت صوت من لا صوت له تعيش تحت الحكم المستبد! وأنت تعرف لمـاذا لا تتحرك؟ ولماذا ترضى أن تعيش ذليلًا وأسيرًا وعبدًاً لحاكم ظالم؟ فأنت في كل الأحوال ميت، فإن لم تمت بالسيف ستموت من الجــوع أو المرض أو الفقر، فلماذا لا تموت على مبدأ، وفى سبيل الحق، وفى سبيل الدفاع عن شعبك الذي يقرأ منشوراتك ويسمع تحقيقاتك . فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر .

لكن الشعب أحيانًا يرضى أن يعيش أسيرًا ومظلومًا وأن يرضع الجوع والفقر والمرض من ثدى الفاسدين خوفًا من المواجهة والوقوف فى وجه الظالم وحاشيته، ولكن ليست المواجهة دائمًا تكون بالسيف والمسدس والرشاش، بل تأتي المواجهة بالسلمية أيضًا فكم من ثورة سلمية أجبرت الطغاة على الرحيل، سواء كان ذلك قديمًا أو حديثًا. إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر .

أيها الشعب أنت الوحيد القادر على أن تتخلص من الظلم والفساد والاستبداد والرشوة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock